هاني الظاهري

طوال شهر رمضان الماضي لم يهدأ لفلول تنظيم الإخوان في السعودية والخليج بال أو قرار في شبكات التواصل الاجتماعي، وهم يصرخون و يولولون متهمين معظم الحكام والإعلاميين والكتّاب العرب من المحيط إلى الخليج بالتصهين تزامناً مع الأحداث المحزنة في غزة، وهذا سلوك تضليلي مفهوم في سياق رد الفعل على الضربة الموجعة التي تلقّاها التنظيم في مصر بإسقاط حكومة «مرسي»، والضربة اللاحقة المتمثلة في تصنيفه كتنظيم إرهابي في السعودية والإمارات وتجريم الانتماء إليه.

&

طوال شهر كامل ظلت آلة الكذب الإخوانية المضحكة تروّج أن هناك في العالم العربي من يدعم إسرائيل، سواء أكان بالكتابة أم بالموقف السياسي، ولو طلبت من كل إخونجية الخليج مجتمعين أن يأتوك بمقالة لكاتب خليجي أو سعودي منشورة في الصحافة عن أحداث غزة يؤيد فيه العدوان الإسرائيلي، فلن يستطيعوا حتى لو وضعت لهم جائزة بـ10 ملايين «ريال قطري» على المقالة الواحدة.. فقط كل ما سيفعلونه أن «يمططوا» وجوههم، ويأتوك بمقالات تدين العدوان الإسرائيلي الهمجي، وتنتقد مقامرة حركة حماس «الإخوانية» بدماء الأبرياء الفلسطينيين، وهذه هي «الغمندة» بحسب لهجة إخوتنا الكويتيين أو «مربط الفرس»، كما يقال، فالتعليمات التي تحرك هؤلاء تدفعهم إلى مهاجمة وصهينة كل من ينتقد سلوك التنظيم في التترس بالأبرياء وتحويل أطفال ونساء وشيوخ غزة إلى دروع بشرية، لتُسفك دماؤهم على يد جيش الاحتلال الصهيوني الغاشم في مقابل تحسين صورة «إخوان الشياطين».

&

نشاط كتيبة تنظيم الإخوان للأكاذيب الإعلامية لم يتوقف عند صهينة الحكام والإعلاميين العرب في شبكات التواصل الاجتماعي، بل امتد إلى الصحافة، فظهر بعض الكتّاب المعروفين بالولاء الشديد لقضايا «الإخوان» معززين بمقالات في غاية السذاجة فكرة وجود ظاهرة «تصهين» في دولهم، متناسين أن لا أحد يشك في انتمائهم شخصياً للتنظيم سواء أكان من أصحاب القرار أم من القراء الذين تابعوهم منذ أيام ثورة المصريين على صبي مرشد الجماعة «مرسي»، حتى أن أحد هؤلاء الكتّاب السعوديين -للأسف- موصوف بأنه أخرج للقراء «كارنيه العضوية في الجماعة» عبر مقالاته عن اعتصام رابعة، ومثله آخرون من كتّاب التنظيم في الخليج الذين لم تجف صورهم بعد في شبكات التواصل من عملية إزالة شعار الأربعة أصابع بعد الأمر الملكي بتجريم التنظيم وتصنيفه كتنظيم إرهابي، والمضحك فعلاً أنهم أصبحوا في ليلة الهرب الكبير لفلول الإخوان من المشهد السياسي الخليجي يقدمون أنفسهم كـ«عروبيين»، وهذا ما ينطبق عليه المثل العربي الشهير «شر البلية ما يضحك».

&

قبل أحداث غزة تولى أحد أبواق المحور الإخواني في المنطقة وهو «أكاديمي»، مهمة «صهينة» وسائل الإعلام المهنية التي تكشف حقيقة تنظيم الإخوان ودوره القذر في العالم العربي، وما حال «الصهينة» الحالية إلا امتداد لذلك الاضطراب الإخواني الذي بات يدعو إلى الضحك لا أكثر.

&


&