دحام العنزي

تصريحات قادة دولة العراق والشام الإسلامية تتصدر المشهد من جديد، ويمتلئ اليوتيوب بعشرات الأشرطة المسربة للتهديدات المتبادلة بين مسؤولي الصف الأول من الفصيلين الإرهابيين داعش والنصرة. لعلنا نعود بالذاكرة إلى فترة يسيرة للقاء التلفزيوني مع القيادي البارز في تنظيم القاعدة عبدالله عزام القحطاني في بغداد "ضابط سعودي من الدفاع المدني انضم للقاعدة ثم أصبح وزير داخلية داعش للشؤون الأمنية"؛ كي نفهم حقيقة العلاقة بين النصرة وداعش.
الرجل كان يؤكد أن التنظيم تم حله على الأراضي العراقية في تموز ٢٠٠٦، وأصبح الحل نافذا من يوم مقتل أبو مصعب الزرقاوي عام ٢٠٠٧، وقيام الدولة الإسلامية في العراق.


كان يقول إنه في ذلك الوقت كان مسؤولا عن أمن الدولة في محافظة بغداد وبقية العراق، ونعرف أن القاعدة موجودة في سورية في ذلك الوقت، ولكن ضمن خلايا نائمة. ولادة النصرة وداعش كانت عبارة عن نتيجة طبيعة لانقسام وخلاف النافذين في قيادة المنظمة الأم "القاعدة"، والقتال والتصفيات التي دارت بينهم كقتل أبو يحيى الليبي، وتصفية أبوخالد السوري، الذي رثاه الظواهري وكان مقربا من


"بن لادن" ومصدر ثقته، وكان الجولاني قد أشار إلى اتهام أبوبكر البغدادي "الخليفة" والعدناني الذي يعدّ من أبرز القياديين و"المتحدث الرسمي باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، اتهمهما بقتل أبي خالد.
قيادات القاعدة تتخبط والدليل عدم السيطرة على الخلافات الداخلية، وبروز تلك التصريحات للإعلام من منظمات يفترض أن تدير أمورها بسرية تامة. أبو محمد العدناني أشار إلى أن تعليمات زعماء القاعدة كانت تتضمن دوما وباستمرار المحافظة على أمن الجمهورية الإسلامية في إيران! لا للعمليات الجهادية في إيران! هناك علاقات خاصة ومصالح لوجستية لقادة القاعدة تفرض على المشهد "إيران آمنة".


الظواهري لحفظ ماء الوجه ظهر في خطاب هزيل وكأنه معلم يلقي الواجبات على طلاب فصله، فقام باتخاذ قرار بعد ترؤسه للمحكمة الشرعية من أربع أو خمس فقرات، تضمن الخطاب تعيين الجولاني والبغدادي أميرين لفرع التنظيم لمدة سنة، ينظر في أمرهما مجلس الشورى بعد ذلك إما لتجديد الولاية أو العزل، وإلغاء الدولة بمسماها الجديد والاكتفاء بدولة العراق فقط، وتقسيم الولاية المكانية للجولاني في الشام وللبغدادي في العراق.
الكارثة المدوية كانت التهجم على الظواهري من قبل أتباعه السابقين وتسفيه رأيه بل وتكفيره ضمنيا وتهديده بالقتل.


المخابرات المصرية كانت قد سربت تسجيلات هاتفية لمكالمات بين الظواهري ورئيس مصر المعزول الإخواني محمد مرسي، تتعلق بهذا الشأن من ناحية تمكين المجاهدين التابعين للدولة من العمل في سيناء. ظهر الخليفة علنا في أحد مساجد الأنبار، وحسب أغلب المصادر، فإن الظهور حقيقي والصورة حقيقية لإبراهيم عواد البدري أو أبوبكر البغدادي كما يعرف، حسب المصادر العراقية يصنف على أنه الرجل الثاني في المقاومة البعثية بعد عزة الدوري، إضافة إلى أنه "ضابط مخابرات سابق أيام صدام".


لغة التصريحات المستخدمة تدل على طبيعة العلاقة المعقدة بين تلك الشبكات، التي وصلت حد أن يكفر بعضهم بعضا، ويتوعدون بعضهم بالقتل والبثور وعظائم الأمور، المشهد التصادمي توقف بانتظار كلمة أخرى من الظواهري لإنهاء ملف القتال بين فرعي التنظيم، يعتقد الكثير من المتابعين للحركات الإسلامية المتطرفة والجهادية أن الرد سيكون تصفية خليفة المسلمين الكرتوني "أبوبكر البغدادي"، إضافة إلى المتحدث الرسمي "العدناني".
السيناريو الآخر، أن تستطيع الدولة تصفية الأب الروحي للإرهاب أيمن الظواهري، وتكون بذلك قد استولت على قيادة التنظم تماما.