عزة السبيعي

من يريد أن يعرف موقف السعودية من أحداث غزة فليستمع إلى "المعلمي" مندوبنا في الأمم المتحدة، الذي تحدث أمام العالم فاضحا الدور الإسرائيلي

&


أن تفتح الصحيفة وتجد اتهامات للمملكة العربية السعودية فهو أمر عادي، فكما يقول الأوروبيون رجل بلا أعداء رجل بلا قيمة، ومحاولات النيل من بلد كبلدنا هي مجرد ردات فعل على المكانة الكبيرة التي تحظى بها في قلوب أبنائها وأبناء العالم الإسلامي، لكن ذلك لا يجعلنا نتجاهل مثل هذه المقالات فالصمت هنا ليس حلاً إطلاقاً.


في بريطانيا يقوم سمو السفير محمد بن نواف بواجب إعلامي مشرف فلن تجد مقالاً من شخص يحظى بالاهتمام نسبياً في المملكة المتحدة يتناول فيه المملكة السعودية، إلا ووجدت في اليوم التالي رداً عليه من السفارة السعودية بلندن، ممثلة بسفيرها.


آخر رد من سمو السفير كان على الكاتب ديفد هيرست الذي أعقب مقاله هاشتاق يصف المملكة السعودية بما اتهمها به الكاتب.


في الواقع المتابع لـ"تويتر" شاهد قبل هذا الهاشتاق، هاشتاق يتهم الإمارات وقطر ومصر.. إلخ، الغريب أن كل هذه الاتهامات مصدرها الإعلام الإسرائيلي والمناوئين له، مما يجعل أي شخص يتساءل هل تخبر إسرائيل عن أصدقائها؟ من يجيب بنعم لا شك أنه لا يعلم شيئا عن العقلية الصهيونية، التي تجتهد لإظهار العداء لأشخاص يمدونها بالعون لتثبيت مكانتها في داخل المجتمع العربي والإسلامي المتحكم فيه من قبل العواطف والتفاهات عن الأبطال الذين يلعنون إسرائيل على المنابر وأقدامهم تدوس على رأس مسلم.


إن من يريد أن يعلم عن موقف المملكة العربية السعودية من أحداث غزة فليستمع إلى عبدالله المعلمي مندوب بلادنا في الأمم المتحدة، الذي تحدث أمام العالم فاضحاً الدور الإسرائيلي حاثاً العالم على إيقاف آلة القتل الصهيونية وحلفائها.
إن ديفيد هيرست وغيره لا يملكون سوى جمل فارغة من قبيل لم قال الإسرائيليون ذلك ولم قال فلان السعودي ذلك. إن لغته الاتهامية المبنية على الظنون تواجهها الأرقام التي تقدم حقيقة مساعدات المملكة إلى فلسطين وهي ما تقدر عليه في ظل هذه الأحداث والمؤامرات التي نوقن أنها تحاول دفع المملكة إلى مستنقع الفوضى التي تجتاح العالم الإسلامي، والتي خلقها تجار الأسلحة ممثلين بدول كبرى يعرفها جيداً ديفد هيرست لكن قلمه يجبن عن التصدي لها أو كشفها.


يورد الكاتب الجنوب أفريقي آندرو فاينشتاين في كتابه "العالم الخفي نظرة من داخل تجارة السلاح"، أن أميركا أجبرت اليونان على عدم خفض ميزانية الدفاع بسبب التقشف وأجبرتها على خفض ميزانية التعليم، ما الخطر الذي سيجبر دولة كاليونان على التضحية بتعليمها لأجل شراء أسلحة من الولايات المتحدة الأميركية، كما أوردت الإندبندنت تحقيقاً يوضح كيف يدفع المواطن الأميركي عبر الضرائب المفروضة عليه ثمن الأسلحة التي يقتل بها الإسرائيليون أطفال غزة، فهل لدى هذا الكاتب فكرة عن ذلك؟ مثل أميركا التي لم تستطع أن تدين إسرائيل لأنها تستعمل الرصاص البلاستيكي ضد أطفال غزة؛ لأن إسرائيل تشتريه منها.


إن القوى التي تدعم إسرائيل هي من تبيعها الأسلحة وتستفيد منها وليس ذلك فقط أمرا يخص العدو الصهيوني، بل إن القاعدة أيضا كما تقول التقارير ممولة من العالم الغربي ماليا، كما جاء في تقرير النيويورك تايمز في 29/7/2014.
وإذا جئنا للحديث عن الخليفة الداعشي نجد أن الرجل سجن في سجن البصرة الأميركي زمنا ليخرج منه ومعه ثلاثون مليون دولار، بحسب التقارير الغربية، كما أن تقاريرهم تذكر أن الشباب السعودي المنخرط في خلايا الإرهاب هذه معظمهم مراهقون وليسوا بالغين راشدين كالجنود المرتزقة من الفرنسيين والأميركيين في الجيش الإسرائيلي.


لقد كانت السعودية وما زالت تؤمن بأن فلسطين قضيتها وعندما خاضت مصر حروبها ضد إسرائيل كانت السعودية معها في كل خطوة، وعندما رضي الفلسطينيون بالسلام الجزئي ساندتهم المملكة، ولقد عملت السياسة السعودية على ذلك دائما، وما الاعتراف بفلسطين كدولة عضو في اليونيسكو قبل عام إلا ثمرة لجهود فريق المملكة في هذه المنظمة.


إننا كسعوديين نوقن أن اتهام المملكة ليس حبا في فلسطين، بل رغبة من هؤلاء بزعزعة مكانة السعودية في نفوس أبنائها وبث التخوين وعدم الثقة في جهودها، لكن ما لا يعلمونه هو أن تلك الثقة قد تأسست من البدء على الإسلام وشريعته وهو سيبقى حاجزا ضخما لن يستطيعوا معه اختراق وحدتنا.
&