ترفه العنزي
&
ليست محصورة في صدام وحزبه فللعراق على مر الزمان أطماع في الكويت
في 8/2 من كل عام تمر علينا أقسى محنة وأكبر مصيبة مرت بها الكويت على مستوى الدولة أو الشعب ففي مثل هذا اليوم من عام 1990 غزت جيوش البرابرة أرض الطهارة والنقاء ضاربة بعرض الحائط كل المعاني السامية والراسخة في وجدان أهل الكويت من أخوة الدم واللسان وحسن الجوار والاحسان وما جزاء الاحسان الا الاحسان، لقد غزت العراق الكويت بل غدرت بها بخنجر مسموم من الخلف مستهدفة كيانها ووجودها وللأسف الشديد نجد ان الكثير من الأخوة الكويتيين أو من غيرهم قد نسوا أو تناسوا بقصد أو بغير قصد هذه المأساة وهذا الاعتداء ويحاول بعض السياسيين والكتاب الى تغيير مسمى الغزو وربطه فقط بشخصية ديكتاتور العراق آنذاك صدام حسين فبدأوا يطلقون عليه مسمى الغزو الصدامي ونقول لهم رويدكم لا تحرفوا الأحداث فالتاريخ لا يحرف لا تجعلوا من تغيير النظام في العراق وموافقته لهوى البعض الى تبسيط هذه الكارثة وتهوينها بحصر هذه الكارثة في المقبور صدام حسين فمن حق الأجيال الحالية والقادمة علينا ان نسمي الاشياء بمسمياتها وأن تعرف ان الأطماع العراقية في الكويت ليست محصورة بصدام وحزبه وزبانيته فللعراق على مر الأزمان أطماع في الكويت.
&
ففي زمن الامبراطورية العثمانية وبعد نشأة الكويت كامارة تملك مقومات الدولة حتى ظهرت بوادر هذه الاطماع وما ان أصبح لها شأن حتى ازدادت اطماعهم لاخضاع الكويت لسيطرة ولاية البصرة وولاية بغداد حتى انتهت الأمور وتخلصت الكويت منهم بعقد اتفاقية الحماية البريطانية التي وقعها الشيخ مبارك الكبير يرحمه الله ومع ذلك لم تسلم الكويت من الأطماع العراقية ففي عهد الملكية في ثلاثينيات القرن الماضي تكررت بمطالب الملك غازي بضم الكويت ثم بعد ذلك وبعد سقوط الملكية وفي العهد الجمهوري كانت الأطماع أكثر وضوحا حيث هدد عبدالكريم قاسم باحتلال الكويت ورفض الاعتراف باستقلال الكويت وانضمامها الى جامعة الدول العربية واستمرت التحرشات العراقية في عهد البكر باحتلال مخفر الصامته واستشهاد عسكريين ثم كانت الطامة الكبرى والمصيبة العظمى باحتلالها في عهد صدام حسين وزبانيته وحزبه ولم يكن ذلك الجيش يمثل طائفة معينة أو تكوينا بشريا محددا فقد كان خليطا من العرب والكرد والشيعة والسنة سواء دفعوا الى ذلك دفعا أو كان باختيارهم فاحرقوا الأخضر واليابس وعاثوا فسادا وتقتيلا وأصبح الشعب الكويتي بين شهيد واسير ولاجئ ومقاوم كحال الشعوب الحرة ومازال مسلسل الأطماع العراقية مستمرا فرغم تغير الوجوه وتغير الأيديولوجية السياسية أو المذهبية الا أنهم جميعا يشتركون وعلى مر التاريخ بعقيدة نشأت واستقرت في أذهان كل العراقيين وهي ان الكويت جزء من العراق ومع ذلك يأتي أحدهم ليقول الغزو الصدامي! فلا والف لا فالغزو عراقي خطط له ونفذه عراقيون بالمشاركة والدعم والتواطؤ من بعض الأنظمة العربية وسنبقى نقول ونربي أبناءنا على ان الغزو عراقي بقيادة صدام حسين وزبانيته وحزبه وان تغيرت الأنظمة الحاكمة في العراق أو تغيرت عقيدتهم السياسية أو الإثنية ومن يقول غير ذلك فأعتقد انه يخون دماء الشهداء وعذابات الأسرى واسرهم ولوعة النازحين وغربتهم ومقاومة الصامدين وتضحياتهم وخائنا للكويت اولا والحافظ الله يا كويت وبمناسبة هذه الذكرى الاليمة اهدي هذه الابيات المختارة للتعبير عن حب الوطن وتفضيله على ما سواه من حب في الدنيا حيث قال الاديب والشاعر مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في منظومته الرائعة واقتطف من زهورها هذه الابيات:
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
ولا في حليفِ الحب ان لم يتيم
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها
تجبه فنون الحادثات بأظلم
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها
فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم
وما يرفع الأوطانَ الا رجالها
وهل يترقى الناسُ الا بسلم
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ
على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ترفه العنزي
&
&














التعليقات