علي عمر

أفادت مصادر من داخل مستشفيات مدينة الموصل شمالي العراق ان تنظيم داعش قام بفرض ارتداء الخمار على الطبيبات والعاملات في المستشفيات بعد أيام من بدء تطبيق ارتدائه في عموم المدينة .
وأشارت المصادر إلى ان تنظيم داعش قد بدأ قبل أيام بتبليغ جميع الكادر النسوي في المستشفيات والمراكز الصحية بضرورة ارتداء الخمار الذي يغطي الوجه والكفين ، فيما أكدت تلك المصادر أن غالبية الطبيبات رفضن هذا الأمر وأضربن عن العمل .


وللتأكد من الموضوع ومن ما قالته المصادر لنا قمنا بإجراء اتصالاتنا بعدد من طبيبات من الموصل اللاتي أكدن أنهن توقفن عن العمل منذ أيام قليلة لرفضهن ارتداء الخمار. وقالت إحدى الطبيبات في اتصال خاص ان «غالبية طبيبات الموصل جلسن في بيوتهن بعد قرار الخمار لأنه لا يمكن لنا العمل في مثل هذه الأجواء»، وأشارت الطبيبة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها إلى ان المستشفيات باتت خالية من الطبيبات والممرضات إلا ما ندر من اللاتي استجبن لقرار مسلحي تنظيم داعش .
وتابعت الطبيبة « في يوم من الأيام وأنا أدخل المستشفى أوقفني مسلح من التنظيم وأخبرني أن علي ارتداء الخمار فقلت له لا يمكن أن أقوم بذلك كيف سأفحص المرضى وأنا مرتدية للباس لا يظهر فيه حتى عيناي فأجابني هذا أمر من الدولة الإسلامية «. وتؤكد الطبيبة أنها بعد هذا الحوار أخبرت المسلح بأنها لن تقوم بالدوام بعد اليوم وأنهم سيتحملون مسؤولية سلامة المرضى مشيرة إلى أنه لم يبدي اكتراثه بالأمر .
من جانبها قالت طبيبة أخرى تدعى مريم – اسم مستعار – في اتصال خاص بنا أنه وقبل عدة أيام طلب مسلحو التنظيم من إحدى مديرات المستشفيات بارتداء الخمار – النقاب- ، إلا أنها رفضت ذلك لكنها سرعان ما استجابت لهم بعد تهديدها بإخراجها من المنصب .


وقالت الطبيبة وهي أيضا مضربة عن العمل، ان زميلا لها في المستشفى اتصل بها واخبرها ان التنظيم توعد بمحاسبة كل الطبيبات اللاتي تغيبن عن الدوام ومعاقبتهن، وأشارت إلى ان زميلها نصحها بالعودة إلى العمل خوفا من ان تتعرض للخطر .
وكانت طبيبة موصلية نشرت على صفحتها على «فيسبوك» رسالة طويلة شرحت فيها ما يحدث مع طبيبات الموصل، حيث أكدت أنهن بدأن الإضراب في الحادي عشر من هذا الشهر آب/أغسطس قائلة « قام مسلحو تنظيم داعش بحملة منظمة في جميع المستشفيات بالوقوف على أبواب المستشفيات ومنع أي طبيبة أو من الكادر النسوي الدخول إلى المستشفى بدون الخمار وتغطية اليدين « وأكدت الطبيبة التي تُدعى زهراء القزاز أن أسلوب تعامل التنظيم مع الطبيب كان فجا، مشيرة إلى أن العديد من الطبيبات قلن لهم انه لا يمكن علاج المرضى أو إجراء العمليات وهن مغطيات الوجه لا يرين شيئا بالإضافة إلى كف اليدين الذي لا يمكن إجراء الفحص بوجود .
وتشير الطبيبة في رسالتها إلى أن الطبيبات ومنذ أزمة الموصل التحقن بعملهن بالرغم من عدم وجود الراتب حسب تعبيرها، مؤكدة عدم اعتراضهن على الحجاب الشرعي لأن جميع نساء الموصل يرتدين ذلك الحجاب قبل دخول تنظيم داعش إلى الموصل .
وفي السياق نشرت وسائل إعلام محلية خبر مقتل طبيبة معروفة في الموصل على يد مسلحي تنظيم داعش بعد إعلان إضرابها مع الطبيبات إلا أن مصادر خاصة أكدت لنا أن مقتل الطبيبة ليس مرتبط بموضوع الطبيبات، مؤكدة أن الطبيبة تعرضت لعملية سرقة من قبل مجهولين، وقال شهود عيان قريبون من بيت الطبيبة أنها « كانت تقوم بتنظيف الجزء الخارجي من المنزل وكانت ترتدي مصوغات ذهبية حينما هاجمها مجهولون وحاولوا سرقة تلك المصوغات وعندما حاولت مقاومتهم قاموا بضربها مما أدى إلى مقتلها « .
وأكد شهود عيان أن مسلحي تنظيم داعش هرعوا إلى مكان الحادث وقالوا للناس أنهم ليس لهم علاقة بما حدث، إلا أن شاهد عيان ذكر لنا ان احد المسلحين قال للناس « لا يمكن أن نحزن عليها لأنها كانت خارجة من دون خمار» .
وكان سكان المدينة أكدوا لنا أن عموم نساء الموصل لم يلتزمن بقرار تغطية الوجه والكفين عند خروجهن من البيوت، مشيرين إلى أن نساء المدينة يحاججن عناصر التنظيم عندما يقومون بأمرهن بارتدائه.

&