فاتح عبدالسلام

توجد حركة اغاثة دولية كبيرة باتجاه العراق الذي يعاني من مناطق صراع متداخلة ومختلفة خلفت مآسي انسانية يندى لها الجبين ربما لأكثر من جيل نتيجة فظاعة ما يحدث.


قبل ساعات كما قبل أيام قالت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان جسرا جويا لنقل المساعدات الانسانية الى شمال العراق بدأ الان في مستهل عملية تستمر عشرة أيام لتقديم خيام ومساعدات اخرى الى نصف مليون شخص يكافحون من أجل البقاء. وهؤلاء نازحون داخل بلدهم جاءوا من الموصل مسلمين ومسيحيين وأيزيديين وآخرين على نحو خاص.


وقالت المفوضية ومقرها جنيف ان طائرة شحن من الاردن هبطت في أربيل تحمل 100 طن من الإمدادات الطارئة.


و ان هناك ثلاث رحلات أخرى في الايام القادمة ومساعدات في الطريق من البر والبحر ومن المقرر ان تصل 175 شاحنة عن طريق تركيا والاردن وايران. ومن المتوقع تسليم نحو 2410 أطنان من الامدادات في الفترة بين الان وبداية ايلول.


تبدو الأرقام كبيرة في ظاهرها لكنها عند معاينتها مع الواقع العراقي نجدها غير متناسبة مع المأساة كما ان الاغاثة التي يحتاجها العراقيون النازحون قد تصل الى محاولة تدبير جامعات ومعاهد ومدارس بديلة لاسيما ان جامعتين كبيرتين في الموصل وتكريت أصبحتا خارج الخدمة.


الكارثة المتوقعة من تدهورالاوضاع في الموصل ذات الثقل السكاني الأكبر في العراق قد تفوق امكانات دول في تلبية حاجات انسانية هي أكبر من خيمة وقنينة ماء وبعض المعلبات الغذائية، واسباب التدهورالمتوقع هي اشتداد الحرب الداخلية التي يمارسها تنظيم الدولة الاسلامية في فرض نمط حياة لا ينسجم مع طبيعة العراقيين مما يولد نزوحاً جديداً للمتبقين في المدينة واغلبهم من العرب السنة.
كما ان مايحدث من معارك في سد الموصل ذلك السيف الجبار المخيف المسلط على رقاب أهل الموصل إذا ما تعرض لانهيار بسبب شدة المعارك وما يقال عن تلغيمه من الداخل أو بسبب اهمال صيانة السد الذي يجري حقنه بالأسمنت المتصلب بسرعة على مدى ايام الاسبوع منذ ما يزيد على عقد من الزمان بسبب التربة الجبسية سهلة التفتت التي تم بناء السد عليها قبل أكثر من عقدين ونصف ليكون اكبر مسطح مائي في العراق ذي البيئة شبه الصحراوية في معظم مساحاته.


هناك ثلاث ساعات ونصف الساعة أمام أهالي الموصل للنجاة بأنفسهم قبل أن تغمرهم مياه السد اذا انهار لأي ظرف. يا ترى هل تستعد جهود الاغاثة الدولية لهذا الاحتمال الذي سيشمل بكارثته ماهو أبعد من الموصل مثل تكريت وبلداتها وسامراء حتى ضواحي بغداد.


أيهما أقل كلفة، انزال أمريكي في السد أم ترك السد على كف عفريت؟


بعد ذبح الصحفي الأمريكي كل الاحتمالات واردة، وإلا الآتي أكبر.