مصطفى الضمرانى

هل يتذكر نجوم الدراما الكبار الذين غطت أعمالهم الإبداعية شاشات التليفزيونات والفضائيات فى شهر رمضان .. وكذلك نجوم ونجمات السينما المصرية ونجوم الغناء الذين يقيمون حفلاتهم الصيفية على ساحل البحر الأحمر ومارينا وغيرها..


حيث لا مكان لقدم فى هذه الحفلات بأسعار تذاكرها الفلكية وما يحققونه من مكاسب طائلة لم تخطر على بال مشاهير المطربين الكبار أمثال أم كلثوم وعبدالحليم وغيرهما .. هل يتذكر مبدعونا المعاصرون الآن الدور الوطنى الذى كانت تقوم به سيدة الغناء العربى فى مساندة مصر منذ أكثر من خمسين عاما والوفاء لها والوقوف إلى جانبها فى أوقات الشدة.. وذلك ليقتدى بها نجومنا الحاليون.

لقد تبلور هذا الدور لسيدة الغناء ـ من وجهة نظرنا ـ فى جانبين .. أولهما حرصها على اختيار قصائدها وأشعارها وأغانيها الوطنية التى تغرس فى الأجيال حب الوطن والتضحية من أجله إلى جانب تعريف الشباب بمكانة مصر التى خصها بها اللَّه سبحانه وتعالى دون سائر بلاد العالم وأنها رمانة الميزان بالنسبة للشرق الأوسط.. ويأتى الدور الوطنى الأكبر لسيدة الغناء بعد نكسة 76 وما حدث لمصر من انهيار اقتصادى كبير بسبب الحرب فهبت من تلقاء نفسها لتعلن وقفتها الشامخة فى إقامة حفلاتها الغنائية رغم ظروفها الصحية وتخصيص دخل هذه الحفلات لصالح المجهود الحربى..

وأتذكر وكنت متابعا لنشاطها عندما أقامت أول حفل لها فى محافظة البحيرة تحت رعاية محافظها وجيه أباظة الذى طلب منها أن تغنى وصلتين فقط لظروفها المرضية .. وشكر أهل البحيرة لها هذا الموقف وهو ما جعل الشاعر أحمد شفيق كامل يقول إن أم كلثوم ليست فنانة كبيرة فقط .. لكنها مناضلة وطنية من الطراز الأول توظف سلاح الفن فى خدمة قضايا الوطن ولا ننسى حفلتيها الشهيرتين على مسرح «أوليمبك» بباريس وقدمها للجمهور هناك الإذاعى الكبير جلال معوض ـ رحمه اللَّه ـ وتم تخصيص دخلهما الذى بلغ 212 ألف جنيه استرلينى .. وهو مبلغ كبير فى ذلك الوقت والسؤال الآن ويحتاج إلى إجابة .. هل يبادر نجوم الدراما والسينما ونجوم الغناء الذين فتحت لهم مصر أبواب الشهرة على مصراعيها وحققوا مكاسب طائلة تقدر بالملايين بالاقتداء بأم كلثوم وموقفها الوطنى المشرف وذلك بالتبرع بجزء من دخلهم عن هذه الأعمال لصالح صندوق تحيا مصر التى أعطتهم كل شيء.. وهل سيأتى قريبا اليوم الذى نجد فيه فنانا واحدا أو لجنة من كبار الفنانين تقود حملة وطنية للوقوف مع مصر فى أزمتها الاقتصادية الراهنة كما فعلت أم كلثوم منذ أكثر من خمسة واربعين عاما ورغم ذلك فقد ماتت ـ رحمها اللَّه ـ فقيرة ماديا ولكنها غنية بحب كل هؤلاء الملايين الذين لا ينسون مواقفها العظيمة .. فضربت المثل والقدوة فى حب هذا الوطن.

&