عبدالعزيز السويد

في العراق، «تمتاز» الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران بعملها وفق «أجندة» سياسية محددة، تدار إما من طهران وإما من أحزاب مرتبطة بها، وإضافة إلى ذراع مسلح، هناك ذراع سياسي حاضر في المشهد، وربما مشارك بشكل أو بآخر في العملية السياسية، والصورة شبيهة، إلى حد ما، بتجربة حزب الله اللبناني «المتقدمة»، مجاورة ومداورة مع الدولة اللبنانية أيضاً، ويشبه ذلك أسلوب عمل حزب الحوثي في اليمن، مع الفارق بينهما وبين ما يحدث في العراق، لكون جوار إيران للعراق أعطى الميليشيات الطائفية المرتبطة بها حضوراً ودعماً أكبر، مع إسناد من قوات الحرس الثوري الإيراني، هذا الحضور يتجلى «دموياً» في أعمال القتل والخطف والتهجير، وهو قتل ممنهج يستهدف الرؤوس؛ أساتذة جامعات وخطباء مساجد وناشطين سياسيين، وكل هذا لا يختلف في جوهره عمّا تفعله مجموعات مسلحة «سنية» مثل «القاعدة» و«داعش» في سورية أو العراق، إلا أن هذه الأخيرة تعادي وتعمل ضد الأنظمة العربية «السنية»، وهي مدانة وملاحقة من الأخيرة، والمحصلة أنه في مقابل إرهاب فوضوي هناك إرهاب منظم، ومع الإدانة العربية والإسلامية والعالمية لجرائم «داعش» ومشتقاتها، لا تُذكر إدانة لجرائم الميليشيات الطائفية مع بشاعتها، وخصوصاً في العراق، وكأن الكاميرا أو وسائل الإعلام لا تعمل هناك! ومع الاهتمام الدولي بالعملية السياسية في العراق، ينبغي أن يكون هناك حضور عربي فاعل سياسي وإعلامي يهتم بفضح جرائم الميليشيات المدعومة من إيران وفضحها، وتنظيف العملية السياسية منها.

&

الحضور السياسي العربي في العراق ضعيف، تشبه حاله ما كان عند غزو العراق وتفرّد إيران وأحزابها «العراقية» بالمشهد المتجذر، وصولاً إلى حكم المالكي الطائفي واستيلاد «داعش»، هذا التفرد الإيراني إذا لم يواجه عربياً من نقطة ضعفه - أي تآخي حكومة بغداد وتحالفها مع ميليشيات طائفية - ينذر بخسارة مضاعفة للعرب جميعاً ولكل العراقيين في بلاد الرافدين.
&