فاتح عبدالسلام

زيارة وزير الخارجية جواد ظريف الى بغداد وما حمله اليها في المباحثات حسب ما ورد في وكالات أنباء ايرانية وما نطق به لسانه في المؤتمر الصحفي مع نظيره العراقي، تشبه الى حد التطابق ذلك الرجل الذي ذهب الى مجلس عزاء ليعزي في مقتل ثلاثة شباب من عائلة واحدة في مأساة ندر وجودها إلا في العراق وغزة وسوريا ، وفاجأ مجلس العزاء وقبل أن يشرب القهوة ويقرأ سورة الفاتحة، برغبته في اطلاق نكتة كان وعد احد المرحومين أو ثلاثتهم بها قبل سنة ولكن لم يتوافر له الوقت لقولها ويرى ان الفرصة سانحة الآن.


العراق في مصيبة كبيرة ،إنه وسط بحر متلاطم الأمواج ليس له القدرة على انقاذ نفسه أو الانسحاب الى أحد السواحل للعق جراحه ولا نقول لتضميدها. العراق بلا حكومة ، ما لديه الآن هو حكومة تصريف اعمال أساساً لم تكن أكثر من دائرة تنسيق القبضة الأمنية مع المليشيات.كما للعراق رئيس حكومة مكلف بتشكيل وزارة لا احد يعلم إن كان سيشكلها ضمن المهلة الدستورية أم لا، أي أنه رئيس بلا صلاحيات ولا يملك قراراً قبل تثبيت تشكيل حكومته واقرارها من البرلمان العراقي.


العراق نصف أراضيه لا يحمل العلم العراقي وعليه علم دولة أخرى هي الدولة الاسلامية لصاحبها أبي بكر البغدادي. العراق في لحظة وجود أو العدم أو الفناء والذوبان في كانتونات ومقاطعات وعصابات واقاليم او سمها ما تشاء.
العراق ينتظر من الجار الذي نصف مصائبه منه كما من أمريكا منذ اطلاق المليشيات الموالية للحرس الثوري الايراني في شوارع بغداد وكل العراق، أن يأتي مسؤول ايراني فيواسي أصحاب الفجيعة والمأساة وأهالي العزاء الكبير مواساة العامل على شفاء العراق وليس انتهاز فرصة مروره في مرحلة ضعف وضياع، أن يأتي مسؤل ايراني ليسند جاره المكسور لا أن يأتي مَن يحمل ملفات خلافية معقدة لم تسأل ايران نفسها لماذا لم تستطع ان تحلها مع ذلك الذي انتهت ولايتة ثمانية السنين وتسعى لحلها في فترة الضياع الدستوري ما بعد انتهاء ولاية وقبل ابتداء ولاية.


هل جئت تروي نكتة ياظريف؟


أي مياه شط العرب الآن وكل مياهه لا تكفي لإطفاء فتنة واحدة من الفتن التي تستعر في العراق أمام المتفرجين الدوليين والإقليميين وأولهم الايرانيون.


وأي حقول نفط وحدود تحتاج ترسيما والعراق يقطر دماً ويعيش لحظات ما قبل الغرغرة.


أجئت لتروي نكتة ياظريف فالعراقيون يقبلون النكات حتى في أيام المآسي لكن شرط أن تكون نكتة لنضحك من ورائها لا نزيد العزاء عزاءاً.