مرسى عطا الله

هذه فترة حالكة السواد فى التاريخ العربى والإسلامى تؤشر لظلامية فكرية وسلوكية لم تعرفها هذه المنطقة على طول تاريخها لأنه إذا كانت خفافيش وجوارح الإرهاب من عائلة القاعدة ومستنسخاتها ترفع أعلاما سوداء

كرايات للتمسح فى الإسلام زورا وبهتانا فإن قتامة السواد وعتامة الإظلام بلغت ذروتها فى أبشع عمليات تطهير عنصرى يمارسها تنظيم «داعش» الابن البكر للقاعدة ضد المسيحيين فى العراق كمقدمة لنشر ثقافة استئصالية فى العالم العربى تتجاوز فى بشاعتها وفظاعتها كل ما روته كل كتب التاريخ عن فظائع ارتكبتها محاكم التفتيش الإسبانية ضد المسلمين واليهود عقب سقوط الأندلس وما أوردته المراجع التاريخية عن حروب المذاهب التى غطت معظم بلدان أوروبا فى القرون الوسطى على شكل إغارات وإغارات مضادة بين البروتستانت والكاثوليك ضمن حروب الكراهية الكنسية!
ومهما قيل فى الماضى أو يقال اليوم عن استمرار الحاجة لمراجعات حقيقية فى العالم العربى لضمان تكافؤ الفرص بين المسيحيين والمسلمين فى الوظائف العليا فإن أحدا لم يقل أبدا بوجود سياسات اضطهاد مبيتة تستهدف المسيحيين وإنما على العكس توجد ثقافة غالبة تخاصم التعصب الدينى وتحترم أهل الذمة خصوصا أهل الكنيسة ورهبانها تحت رايات التعايش والتسامح.

إن السكوت على ما يجرى باسم هذه الرايات السوداء يمثل خطرا يتجاوز خطر انحياز أمريكا لنشر ما يسمى بالفوضى الخلاقة فى هذه المنطقة على مدى السنوات العشر الأخيرة.. بل ربما تكون هذه الرايات السوداء أحد أهم أدوات أمريكا لنشر الفوضى وفق خريطة جديدة لشرق أوسط جديد تحل محل خرائط وحدود سايكس بيكو التى جرى توقيعها قبل مائة عام وبالاعتماد فقط على نسف ثقافة التعايش مع الآخر فى الداخل ومع الجوار بإعادة استنساخ سياسة «فرق تسد».

وظنى أن الوجه الحضارى للأزمة العربية والإسلامية قادر بالوعى والفكر والثقافة على هزيمة الرايات السوداء والانتصار لنور التسامح على ظلام التعصب!

خير الكلام:

<< قمة الصبر أن تصمت وفى قلبك جرح يتكلم!
&