تركي عبدالله السديري

حقائق عديدة تبرهن أن العالم العربي في حاجة إلى إعادة تأسيس.. ليس فيما يعني ضآلة قدراته الاقتصادية أو ما يعني تخلف أوضاعه السياسية لأن الأمر لا يتوقف عن هذا الحد أمام تعدد.. نعم تعدد.. ما نعرفه في العالم العربي من قسوة تخلف، وهذا التخلف البدائي قاده إلى مساوئ نهايات عديدة..

عندما كنت أتابع ما تم تأليفه من كتب تتحدث عن مهازل صعبة وسيئة مرت بحياة العقيد القذافي ونشرت بعد اسقاطه من الرئاسة واسقاطه من الحياة..

أبرز كتابين توقفت عندهما لمواصلة القراءة كان الأول للشاعر والكاتب محمد المثلوثي الذي تناول العديد من الأحداث والتجاوزات التي مرت بحياة القذافي ثم يأتي كتاب «أنك كوجان» بعنوان «الطرائد» جرائم القذافي الجنسية.. في الكتابين متتابعات شاملة توضح تماماً صعوبة أن تقتنع بأن من قام بكل ذلك السجل سلوكاً وعلاقات هو رئيس دولة..

حسناً انتهى زمن القذافي.. هل ترى قدمت أخلاقيات العالم العربي لهذا الشعب الليبي الذي تورط بذلك النوع من الحكم بما يعيده إلى الاستقرار والتطور..؟ ما حدث هو الأسوأ.. ربما هناك من قال.. ليت أن القذافي لم يختف..

في نفس الوقت حين انطلقت النظرات نحو كثير من مواقع الحكومات العربية.. أليس بعضها ما هو مهدد بأكثر من احتلال لا يخفي سيئاته وإنما يعلن بجاحة كل ما هو سيئ سيأتي في أي حكم قادم لدى تلك الشعوب.. أليست الحكومات الآمنة والمتطورة هي التي منذ تأسيسها لم تبحث عن خلافات.. أليس من الواضح جداً جداً.. أن دول الأزمات والصراع هي مواقع التخلف الدولي.. الذي لم يكتف بالتخلف فقط وإنما وقع في ما هو أشد قسوة ونهايات..

ليس أنا فقط ولكن جميع من هم قد اطلعوا على معظم دوافع الأحداث المؤذية بل المخجلة في مجتمعات كنا نتوقع في عصر استعمارها أنها ستتواصل مع ما عرفته من معلومات مثلما حدث بعد ذلك لدى شعوب أخرى لكن ما حدث هو وضوح اتجاه معظم العالم العربي إلى دموية الصراع داخل كل وطن تعزله غيبوبته عن واقع التقدم العام.
&