شريف عابدين
&
سيدات يتمددن على علم ما يعرف بـالدولة الإسلامية «داعش» وقد كشفن عن أجسادهن فى رد على عمليات خطف النساء وتعرضهن للزواج القسرى لمن يرغب من مقاتلى «داعش».
&
تلك الصورة يتداولها مستخدمو موقعى التواصل الإجتماعى «الفيس بوك» و«انستجرام»، ورغم اعتراضنا على الطريقة إلا أنها فى رأيى تمثل ردا أكثر شرفا ونزاهة فى التعبير عن رفض ممارسات «تتار العصر» بالمقارنة بمماطلة ومناورة الإدارة الأميركية التى ظلت طويلا تنأى بنفسها عن اتخاذ موقف صارم ضد مثل هذه الجماعات الدموية المستحدثة حتى طالتها مذبحة «الرؤوس الطائرة» لتعلن الحرب على «داعش» ويعتبرها الرئيس الأميركى سرطانا متعطشا للدماء! عادت واشنطن إلى عادتها الحميمة وهى تحضير «العفريت» والإضطرار بعد تحقيق أهدافها لصرفه, لكنها بشهادة التاريخ تفشل فى التخلص تماما من آثاره, مارستها مع صدام حسين وبن لادن ومع لوردات حرب فى أميركا اللاتينية وفى بقاع أخرى حيث الدول الفاشلة.
&
لم ننسى اعتراف رئيس المخابرات الأميركية السابق جيمس ويلسى فى 2013 بالنص «سنهز عروش الأنظمة العربية بالإستعانة بشعوبهم عليهم», وقد وجدت واشنطن ضالتها فى تلك الجماعات الدموية المتأسلمة التى فرضت على الشرق الأوسط حالة استنفار فى مواجهة حرب غير تقليدية أمام عدو محلى متحالف مع حكومات وأجهزة أجنبية تدعمها منظومة إعلامية دولية تروج لمثل هذه الجماعات الإرهابية العابرة للحدود على أنها طوق نجاة للشعوب العربية من أنظمة حكم شاخت وحادت عن الديمقراطية والعدالة الإجتماعية.
&
ولا خير يرتجى من التحالف الدولى الذى يتشكل حاليا ضد «داعش» وتقوده أميركا وفرنسا وبريطانيا, فسوابق نفس المشهد يمثل الذاكرة الأكثر سوادا فى التاريخ العربي, فمن ينسى تداعيات التدخل الغربى فى العراق وليبيا والصومال, فالوطن العربى يدفع الثمن من استقراره وتماسكه.