محمد عبدالعزيز السليمان

‏منذ أعلنت أجهزت الدولة الرسمية حربها على الإرهاب بشتى صوره ومواقعه، جندت له الجهد والوقت والإمكانات وهي تسير بخطى حثيثة تبني خبرة متراكمة على مر الزمن والأحداث مسخرة لذلك الاتصالات الدبلوماسية والمعلومات المحلية والخارجية، حتى أصبحت مرجعاً عالمياً يشار إليه.

أمام هذا لم نلحظ جهداً اجتماعياً وجماهيرياً موازياً للجهد الرسمي يدعم الأمن الفكري ويعالج مرحلة ماقبل وقوع الضحية في الفخ، فالنشاط غير الرسمي لا يقل أهمية عن دور الجهاز الرسمي بل إنه أكثر أهمية لأن مساهمته تأتي من باب الوقاية، والوقاية دائماً أهم من العلاج خصوصاً لمواجهة إرهاب متلون بأشكال الدمار وألوان الضلال والانحراف مما أثار الفتنة في المجتمع، إرهاب يحاكي عقول الشباب تغذيه وتدعمه أيدي الحقد ومؤامرات المصالح وتقاسم ثروات الشعوب دون إحساس واعتبار بإنسانية أفرادها وحقهم في العيش آمنين في أوطانهم ساعين لاستغلال ثرواتهم بما يعود عليهم بالنفع والعيش الكريم أسوة بجميع شعوب العالم المتقدم.

وعندما نقول إن الشباب هم اللقمة السائغة لدعاة الانحراف نعني بذلك أن عقولهم الغضة أقرب ما تكون للتشّكل الفكري والقناعات المطروحة لهم عبر وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي فإذا لم تكن هذه العقول محصنة بمحتواها النافع تقاذفتها الشبه والتيارات المضللة وطفت بعقولهم البريئة إلى مسارح الرعب والجريمة فجنوا على أنفسهم وظلموا مجتمعهم وأهلهم وخسروا قبل ذلك وبعده دينهم.

إن الرسالة الحقيقية التي يجب أن تكرس لها الجهود وتوظف لها العقول والإمكانات هي ما يحمي الفكر من التلوث والعطب، وهذه الرساله ليست منوطة بأحد أو محتكرة لجهة أو أشخاص بعينهم بل إنها مسؤولية منوطة بالجميع؛ العلماء أولاً والأسرة والمجتمع كل فيما يخصه ومن يقع في الدائرة المحيطة والملاصقة للشباب فالأم لها دورها والأب كذلك وإن لم يحسنوا القيام به فلينشدوه من أصحاب الاختصاص والمعرفة.

إن الفرق الضالة والجبهات المسلحة التي صنعها الإعلام ودعمها دعاة خراب الديار وباشرتها الصهيونية العالمية والتي تسعى لأن تكون منطقتنا العربية مسرحاً لحساباتهم وخططهم الاستعمارية مفضوح أمرهم وبيًنة أهدافهم ومقاصدهم ويكفي ممارساتهم المشينة من الذبح والتمثيل بأجساد المسلمين، ويتسمون بالإسلام وهو بريء منهم ويدعون أنهم قادة المسلمين، والمسلمون بريئون منهم ومن ضلالاتهم، فالله الله يا شباب الوطن، والله الله يامن يساهم ويرعى شباب الوطن حافظوا على مكتسباتكم ودينكم وساهموا في حماية أوطانكم وحققوا رسالة الله وأوامره في أنفسكم ومجتمعكم وستدحرون كل من يريد المساس بالدين وأهله، والله الحافظ، حمى الله بلادنا وأمتنا من كل سوء ومكروه.
&