أحمد سعيد طنطاوى&

&

&أثار جهادى يطلق على نفسه اسم عبدالله (مجاهد من أجل الحياة) (Mujahed4life)على تويترضجة كبري على الإنترنت خلال الأسبوع الماضي.. لم تكن تلك الضجة بسبب أنه أعلن عن تفكيره فى الجهاد أمام العدو القابع على جسد فلسطين أو أنه أعلن عن الانضمام إلى داعش (الدولة الإسلامية فى العراق والشام).. ولكن الضجة كانت بسبب تعليقاته على موت روبين ويليامز الممثل الأمريكى الكوميدى الذى مات منتحرا

عبدالله كتب أنه ينتقد الذين يقولون (ارقد فى سلام) RIPيا روبين.. وكتب أيضا أنه عندما كان طفلا استمتع كثيرا بفيلم (جومانجى) الذى قدمه الممثل الشهير ولكن عبدالله كتب أيضا إن روبن ويليامز هو الآن يحترق فى النار.. وأثارت هذه الكتابات عاصفة الجدال على التويتر، والغضب أيضا حين رأت أن آراء عبدالله المتناقضة هو ما يدفع البعض لدراسة سلوك الجهاديين خاصة أن أحد الجهاديين رد على عبدالله وقال نعم أنا مازلت أحتفظ بسي دى لهذا الفيلم حتى الآن.

الجهاديون على تويتر أثاروا العالم فى هذه المحادثات وكتب أحد الصحفيين الأجانب: "أحيانا أستمتع بالإنترنت – يقصد أنه اكتشف تناقض الجهادين فكيف يقول أن روبين ويليامز يحرق فى النار، وفى نفس الوقت يحتفظ بقرص صلب لأحد أفلامه ـ يا له من شيء رائع.

صراحة لا أخفى تخوفى الشديد من هذه الحسابات.. خاصة مع ظهور الحساب الأشهر لشخص يسمى نفسه "أبو الإيمان".. وأبو الإيمان هذا كل يوم يخرج علينا بفتوى كوميدية سخيفة لا يقبلها العقل البالغ ولا حتى عقل الأطفال.. ولكنها رغم وضوح بٌهتانها إلا أنها تلقى رواجا كبيرا على صفحات التويتر ثم انتشارا أكبر على صفحات الفيسبوك.

وقد رأيت بعينى على حساب بعض الأصدقاء المثقفين كلام الشيخ أبو الإيمان كأنه حقيقة مطلقة مسلم بها فقهيا.. وفي أحيان أخرى وجدت من يسمون أنفسهم بالنخبة ينشرون كلام أبو الإيمان ثم يصبون عليه كل غضبهم.. على أساس أنه شخصية حقيقة.. وليست افتراضية.

وأبو الإيمان له فتاوى كثيرة تثير الغثيان وفى أحيان كثيرة تثير الضحك ولكنه ضحك كالبكاء.. وأنا لا أحب أن أنشر له أية فتوى (لأنه شخصية ساخرة غير موجودة فى الحقيقية).. كما أننى أفضل إماتة الباطل.

وأبو الإيمان وعبدالله كلاهما يخرجان من نفق واحد مظلم مليء بالأفاعى والسموم.. فلا تعرف هل جاءوا ليسخروا من واقع بعض مشايخ السلفية أو مشايخ الجهاد أم جاءوا ليعيثوا فى الأرض فسادا وينقلوا للعالم أجمع تعاليم مختلفة عن تعاليم ديننا الحنيف... وكلاهما شر وكلاهما مصيبة كبرى.

ولاحظ معى عزيزى القارئ أن كلا الحسابين الذين أثارا ضجة كانا عبارة عن كُنية ليس لها أى وجود فى الحقيقة.. فلو بحثت على الفيس عن كم السيدات اللواتى لديهن اسم (أمة الله) ستدهش.. كذلك الرجال الذين اسمهم (عبدالله).. وأبو الإيمان والجهادى عبدالله .. واحد من مليون.. لا بل من ملايين.
&