راجح الخوري
&

&حرص باراك أوباما دائماً على الرد على منتقدي سياسته الخارجية بالقول "انني لا أستهدف الاثارة والإعجاب وانما تجنب الاخطاء"، وكان جون كيري قد انضمّ الى منتقديه على خلفية موقفه من الازمة السورية الدموية والمتمادية، فقال لصحيفة "الفايننشال تايمس" في أيار الماضي: "لا ينبغي ان ننتقل من سياسة التدخل المفرط التي اتّبعها جورج بوش الى سياسة الإفراط في العزلة التي يتّبعها اوباما".

الآن اخترق السكين الذي قطع عنق جيمس فولي هذه العزلة التي تنهال الإتهامات عليها وابرزها كتاب هيلاري كلينتون، الذي اعتبر ان اوباما ترك في سوريا فراغاً ملأه الارهابيون، واذا كان اوباما تلطى وراء الكونغرس ورفْضِ الشعب الاميركي توجيه ضربة الى سوريا بعد جريمة الكيميائي في آب من العام الماضي، فانه يحظى الآن بتأييد واسع للقيام بعمل عسكري كبير ضد"داعش"، كما يؤكد السناتور ميتش ماكونيل.


واضح ان واشنطن تعكف على أمرين، بناء تحالف اقليمي دولي يقوم بالعمليات الميدانية لضرب "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق، وبناء بنك للأهداف التي سيدمرها سلاح الطيران الاميركي، الذي باشر طلعاته فوق الأراضي السورية، وتردد انه قصف أرتالاً لـ"داعش" في الحسكة وتخوم دير الزور.


هل قرّر اوباما الخروج من شرنقة التعامي والانسحاب من العالم؟
المسؤولون في واشنطن تحدثوا امس عن ان اميركا قد تتحرك بمفردها اذا دعت الضرورة ولم تتمكن من بناء تحالف اقليمي دولي لضرب الإرهابيين، وهو ما لوّح به جورج بوش بعد "غزوة نيويورك" عام ٢٠٠١، لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية أوضحت ان العمل يجري مع شركائنا ونستطلع كيف سيكون في مقدورهم المساعدة!
من الواضح ان واشنطن تعوّل على ان هناك اكثر من ١٤ ألفاً من رعايا الدول الغربية إنخرطوا في القتال مع "داعش" وسيعودون كقنابل تتفجر في بلادهم، وهذا كاف ليشكّل أساساً متيناً لقيام تحالف واسع ضد "الدولة الاسلامية".
النظام السوري يريد تعويم نفسه باعلان استعداده للتعاون حتى مع الشيطان لمواجهة "داعش"، لكن المعروف ان بطشه هو الذي وفّر البيئة التي أدّت الى تجمّع الارهابيين الذين استجلبتهم رائحة دماء اكثر من ٢٠٠ ألف قتيل سقطوا في سوريا، لهذا ردت واشنطن سريعاً انه ليس هناك خطط للتعاون مع دمشق، وليس خافياً ان اي تعاون مع الديكتاتورية ضد الارهاب سيفضي في النهاية الى تعميق الارهاب وتوسعته!
بعد مقتل فولي لن يكون من الصعب ان يبدأ اوباما حملة قوية ضد "الدولة الاسلامية"، يقترح الجنرال المتقاعد ديفيد ديتبولا الذي حارب في افغانستان، ان تكون حملة قصف مكثّف أشبه بعاصفة وليس برذاذ مطر. عاصفة نارية متواصلة تمهد الطريق لسحق "داعش". فهل يخرج "أوماما" من سياسة الشرنقة؟
&