خبراء&: أسوأ انعكاسات "الإرهاب" ستطال النفط والتأمين&&

&

&

&نايف العصيمي، بندر المسلم&

فتحت تحذيرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسفراء دول أجنبية وعربية أول من أمس، من تعاظم قوى الشر الإرهابية وإمكانية استهدافها للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، الباب أمام الاحتمالات القائمة لما يمكن أن يقوم به تنظيم "داعش" من عمليات إرهابية نوعية، تحاكي في تعقيداتها ما تعرض له برجا التجارة العالمية في سبتمبر 2001 بمدينة نيويورك.
ورأى كل من الخبيرين الاستراتيجي والاقتصادي، علي التواتي وفضل البوعينين، إمكانية أن يقوم تنظيم "داعش" بعملية نوعية كتلك التي نفذتها "القاعدة" بما بات يعرف بـ"أحداث سبتمبر"، مستفيدا بذلك من الثراء الفاحش للتنظيم ومقدرته على تنمية خلايا نائمة في كل الأماكن بما في ذلك الدول الغربية والعظمى.
وفيما ربطت وكالات أنباء عالمية تحذيرات الملك برفع بريطانيا حالة التأهب الأمنية إلى درجة "حاد"، حذر عضو مجلس الشورى وعضو البرلمان العربي سعود الشمري من تداعيات الإرهاب على الحركة الاقتصادية، مبينا أن أسوأ الانعكاسات التي قد تنتج جراء ذلك ارتفاع أسعار النفط والتأمين إلى مستويات جنونية.
&


ليس مستحيلاً على تنظيم "داعش" أن يكرر سيناريو ضرب برجي التجارة في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بحسب ما رآه خبيران تحدثا إلى "الوطن"، ذهب أحدهم إلى القول إن هذا التنظيم يعتبر ثرياً ولا يعيقه الاحتياج للأموال في تنفيذ عملياته، بينما وصف الآخر التجنيد الإلكتروني الذي يتبعه التنظيم بأنه أكسبه قاعدة في دول عظمى، يستطيع أن يضربها دون حاجة للتنقل.
وأكد الخبير الاستراتيجي والسياسي الدكتور علي التواتي، أن التحركات الدولية لمحاربة الإرهاب في هذا الوقت غير مجدية، مرجعاً ذلك لكون نظام الأسد لا يزال يتولى الأمور السياسية في سورية، موضحاً أن نجاح الحرب الآنية على الإرهاب مقترن بـ"إزاحة الأسد".
من جانب آخر يرى الخبير الاقتصادي فضل البوعينين، أن المنظمات الإرهابية تعتمد على تجميد أعضاء متعاطفين في دول الغرب، وأن هؤلاء يمكن أن يشكلوا خلايا إرهابية قادرة على تنفيذ بعض العمليات الفاعلة في الدول التي يقيمون فيها، أي أن "داعش" وأخواتها لا يحتاجون إلى السفر والانتقال من أجل تنفيذ عمليات مؤلمة، لكنهم يستغلون عملاءهم في تلك الدول، مما يجعل من عملية تنفيذ جرائم إرهابية أمرا متوقعا.
وبالعودة للتواتي فقد طالب بضرورة التسريع في تنفيذ المبادرة العربية التي ستتولى جمهورية مصر زمامها لـ"إزاحة الأسد"، واصفاً المبادرة بأنها الخطوة الأولى والأهم لإنجاح الحرب العالمية على الإرهاب، مبيناً أن أي رئيس يتولى أمر سورية بعد الأسد سيجد دعماً دوليا منقطع النظير، كون خطورة التنظيمات المنبثقة من الأراضي السورية تلوح في أفق كافة دول العالم.
ووصف البوعينين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي وجهها أول من أمس للسفراء، بأنه جاءت مكلمة لكلمته الأولى التي وجهها لقادة وزعماء العالم والتي حذر فيها من مغبة التساهل في مواجهة الإرهاب وتركه اعتقاداً من البعض بأن أضراره ستكون محصورة في أماكن محددة.
وأضاف البوعينين "الحقيقة أن الإرهاب متى ما بدأ وانتشر فلا يمكن أن يقف عند حد، بل سيتمدد حتى يصل إلى جميع دول العالم، وهذا ما حذر منه الملك عبدالله وأوصى السفراء وائتمنهم على إيصال هذه الرسالة إلى زعمائهم".
ولم يجد التواتي تفسيراً لتصريحات الحكومة البريطانية الصادرة مؤخراً حول منعها سفر بعض مواطنيها وتحذيراتها من احتمال وقوع هجمات على بلادها، إلا دليلاً على تغلغل الإرهاب في الدول العظمى، مشيراً إلى أن احتمال وقوع هجمات شبيهة بضرب "برجي التجارة" أمر وارد.
وقال الدكتور علي التواتي: "داعش لديها ملاءة مالية وتمويل ضخم، ببيعها البترول وتأجيرها المساكن بالإضافة إلى استيلائها على مواقع بيع وقود المركبات، وهو أغنى تنظيم إرهابي في الوقت الراهن، بالإضافة إلى أن هذا التنظيم أصبح يبيع الآثار، وبالتالي فإن تمويله ذاتي لا يعتمد على أي طرف، لافتاً إلى أن هذا التنظيم متى ما أراد التخريب سيحقق ذلك.
فضل البوعينين يرى أن تحذير الملك من خطر الإرهاب لم يأت من فراغ، بل جاء من تجربة مريرة عاشتها المملكة في مواجهته والانكشاف عليه ومحاربته بكافة الطرق والتي تكللت بفضل الله بالنجاح، وأن المملكة تحذر وتنقل تجاربها مع الإرهاب إلى الدول كافة دون استثناء، وفي مقدمتها الدول المتهاونة في مكافحته اعتقاداً منها بأنها في مأمن منه.
وقرأ علي التواتي تصريحات جهاز الاستخبارات الأميركي الذي كان قد أعلن أن لديه معلومات بأن تنظيم "داعش" له مخططات إقليمية وليست لديه نية للتوجه إلى دول الغرب، بأنها تهدف إلى تخويف بلدان المنطقة العربية لإشعارهم أن هدف التنظيم إقليمي لكي تتحمل دول المنطقة التكلفة الأكثر في حرب العالم على الإرهاب.
وبالعودة لفضل البوعينين أوضح أن التجنيد الإلكتروني لبعض أفراد الجاليات المتواجدة في دول الغرب أصبح قادراً على تشكيل خلايا إرهابية في الدول الغربية قادرة على تنفيذ عمليات مؤلمة واختراق الأجهزة الأمنية دون إثارة شبهات، مضيفاً "أرى أن هذه الخلايا يمكن أن يوازي تأثيرها تأثير جماعات الإرهاب في دول عربية".
&