خليفة علي السويدي

الجهاد الإلكتروني له أكثر من تعريف ووسيلة. وهو من الطرق الحديثة التي بدأت في مطلع الألفية الثالثة، وله مفهومان إيجابي وآخر سلبي، الأول يتلخص في المواقع الإلكترونية التي وجدت للتعريف بالإسلام وبالذات بلغات العالم المختلفة، ومنه الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية مثل القضية الفلسطينية، حيث تخصصت بعض المواقع في نشر صور الجرائم الإسرائيلية التي أدت إلى نوع من التحول في العقلية الغربية. الجانب السلبي من ما يعرف بـ «الجهاد الإلكتروني»، تلخص في نشر فكر التطرف، وتجنيد الشباب المسلم في العالم العربي أو الغربي لما يعرف بالجهاد الذي تقوده «القاعدة» قديماً و«داعش» حديثاً. فكم من الشباب غرر بهم عبر المواقع إلكترونية، وتم إقحامهم في قضايا تهدم ولا تبني؟ وما مشاهد القتل والنحر والتعذيب التي تبثها هذه المنظمات عنا ببعيد.

قد يستغرب البعض، ما علاقة الإمارات بـ«الجهاد الإلكتروني»؟، وهي واحدة من أهم الدول العربية التي حققت تنمية فعلية، فحكومة دولة الإمارات لم ترفع الشعارات كغيرها، لكن الواقع يشهد لها، لذلك أضحت الإمارات قبلة يقصدها كل راغب في تطوير مستوى حياته، والعيش الكريم هو وأولاده، ومن يطلع على سجل الإمارات في المواقع الإلكترونية، يجد الثناء الكبير على ما تحقق، فكثيراً ما نجد المواطن العربي- إن أراد الاستشهاد بتجربة عربية ناجحة- لا يجد أفضل من الإمارات. هذه الصورة حاول البعض تشويهها عبر الفضاء الإلكتروني، ونلمس تحولاً واضحاً لهذا الجهد بعد أن أعلنت الإمارات العربية المتحدة ضبطها خلايا تابعة لتنظيم «الإخوان المسلمين» على أرضها وما أعقب ذلك من محاكمات، في أثناء ذلك، وإلى يومنها هذا تشن المواقع الإلكترونية المحسوبة على «الإخوان المسلمين» بصورة منظمة حملات مستمرة لتشويه صورة الإمارات في الفضاء الإلكتروني عبر وسائطه المختلفة ومن أهمها «توتير». فكم من صور تمت فبركتها، وكم من حق قُلب إلى باطل، ولست هنا بصدد رصد كل ما جرى، لكن خلال الأيام الماضية، رأينا كيف حولت هذه المواقع المغرضة، جهود الإمارات الإغاثية إلى غزة المدمرة إلى محاولات للتجسس على المقاومة، والتي نفتها «حماس» عبر كبار قادتها.

وخلال الأسبوع الماضي زُج باسم الإمارات في الحرب الدائرة في ليبيا، وقبل ذلك هناك هجمات منظمة على رموزنا الوطنية وقيادتنا السياسية.. كل ما سبق دفع نخبة من أبناء الإمارات للتصدي لحرب الإشاعات، وهي جهود فردية غير منظمة، يشكر عليها من قام بها بكل حرفية وإخلاص، لكن البعض قابل الإساءة بمثلها، وسحبته مصيدة الشتائم إلى أعماقها.

ما سبق من تحديات يدفعنا إلى المزيد من العطاء لإبقاء راية الإمارات عالية فوق كل الإشاعات، وهذا يتطلب جهوداً منظمة تبدأ بالرصد، وتختم بنشر الحقائق، رصد ما ينشر عن الإمارات في «توتير» مسألة سهلة أقترح أن يقوم بحصرها قسم الرصد التابع لمركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية، لكن ما يتبع ذلك هو الأهم، فإعلامنا المرئي ليس له إلا القليل من الدور في دحض هذه الإشاعات، لأنه للأسف الشديد مازال مركزاً على البرامج العاطفية متجاهلاً البرامج الجادة والتحليلات المهمة لمجريات الأمور، كما أن الأمر بحاجة إلى ناطق رسمي باسم حكومة الإمارات يتفاعل بصورة أسبوعية منتظمة مع هذه الإشاعات قبل أن تتضخم ويصدق البعض هذا الكذب، فأحسن طريقة لهدم الباطل بيان الحق المقابل له، لأن تجاهل ما يجري إلكترونياً يهيئ المنطقة لمستقبل نعرف بدايته ونجهل خاتمته.
&