عبدالعزيز السويد

لم يأت بيان اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون على إشارات حول الخلافات الخليجية، على رغم أنها أكثر الملفات سخونة!

&

بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) لم يترك البيان «تقريباً» قضية من دون إشارة إليها، إذ تطرق إلى الموقف «الثابت» من التطرف والإرهاب، وجزر الإمارات المحتلة من إيران، وحقوق الكويت في ملفات الغزو العراقي، أيضاً أبدى انفتاحاً وترحيباً بحكومة العبادي في العراق، وقلقاً من أوضاع تعيشها ليبيا، وملفات أخرى. لكنه لم يأت على ذكر نتائج اللجان والمشاورات في الخلافات بين الأعضاء، وهو الأمر الذي أشغل السياسيين ويشغل شعوب دول مجلس التعاون، لكن تصريحات رئيس الاجتماع وزير الخارجية الكويتي تشجع على التفاؤل، إذ نقل عنه «تم الاتفاق على وضع أسس ومعايير لتجاوز الخلافات في أقرب وقت ممكن، عبر تنفيذ الالتزامات والتأكد من إزالة كل الشوائب»، أما وكالة الأنباء الفرنسية، فنقلت عن وزير الخارجية العُماني تصريحاً «سابقاً» - كما ذكرت - فيه لهجة حاسمة بأن المشكلات «قد حُلت تماماً».

&

لا شك في أن كل العقلاء «المهمومين» بشؤون المنطقة يتمنون ذلك، إذ أوجد هذا الماء العكر الكثير من الصيادين، كل يبحث عن صيده، وأحدث أكبر انشقاق تحوّل إلى ميدان تجارة إعلامية، ويظهر، والله أعلم، أن جديد الاجتماع الأخير هو اتفاق على «إطار ومعايير لتنفيذ الالتزامات»، والمعنى أن «رأب الصدع» ما زال تحت المعالجة، وربما مع مهلة زمنية جديدة غير معلنة، والمفقود هنا هو عدم الشفافية تجاه الرأي العام الخليجي، وخصوصاً مع كل ما نشر عن أهمية الاجتماع «الحاسم»، فإيضاح الواقع مهم أهمية أسباب الخلاف، لأنه خرج من دهاليز المشاورات والاجتماعات - كما هي العادة - ليؤدي في أدنى أضراره إلى انشقاق بين المجتمعات، وحرب كلامية لم يسبق لها مثيل.

&


&