فاتح عبدالسلام

ست دول هي بريطانيا وفرنسا وكندا واستراليا والمانيا وايطاليا استجابت بنسب مختلفة لكن باندفاع واضح لتلبية دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى توفير الدعم المطلوب للمهام الانسانية لمئات الالاف من النازحين العراقيين بينهم على وجه الخصوص، مسيحيو الموصل وأهالي عموم نينوى والأيزيديون في سنجار وقبلهم بشهورالنازحون من الأنبار لاسيما الفلوجة.


أوباما اضطلع بمهمة عسكرية عاجلة هي الحفاظ على اقليم كردستان من خطر تنظيم الدولة الاسلامية المسيطر على الموصل وتكريت والمهمة اقتصرت على ضربات جوية فاعلة حول الموصل وأربيل ، وتوسعت لتساعد بلدة أمرلي وتسهم في فك حصارها .وجلبت واشنطن السلاح الى أربيل وشجعت الدول الأوربية على تسليح الاقليم كل حسب امكاناته وقرارات حكومته. المهمة ليست إغاثة ومساعدات ثمّة مسار أكبر وأطول ولا تريد واشنطن أن تكون وحيدة فيه.
من الصعب ولعله من المستحيل أيضاً أن يقف الأمريكان عند منتصف الطريق في التعامل مع تنظيم داعش لاسيما بعد أن ضرب عنق الصحفي الأمريكي جيمس فولي وهدد بذبح أمريكيين آخرين. لكن ذلك لن يتم الا وفق ما يسميه أوباما بأوسع تحالف دولي يريد منه أن يكرس شرعية أية خطوة أمريكية في العراق لكي لا تبدو منفردة وتراجعاً عن قراراته السابقة في ان الانسحاب اللعسكري من العراق أمر نهائي لن تكرره الادارة الأمريكية الا بموافقة الكونغرس ومجلس الأمن ولضرورات يستوجبها القانون الدولي .


في حالة العراق الحالية يكون التدخل الأمريكي مستوفياً لشروط حماية السلم العالمي بعد قرار داعش بقتل المسيحيين والأيزيديين أو تغيير دينهم فضلا عن اعادة العمل بالسبي والرقيق والعبيد. ويصر الأمريكان على استحصال دعم دولي لمهامهم. وهذا الأمر يتطلب تمويلاً لن تقدر عليه الموازنة العراقية فضلاً عن الكردية وخاصة انه تم الاعلان عن صرف سبعة ملايين ونصف المليون دولار يومياً.


المهمة الامريكية ستنجز وداعش ستكون في العراق من الماضي الذي لن يريد أحد تذكره لا الحكومة العاجزة أمامه ولا الأي متخل عن جنسيته العراقية وحمل هوية تنظيم الدولة الإسلامية، بيد أن التمويل المالي سيبقى شرطاً لإتمام المهمة وما تصريح العاهل السعودي مؤخراً حول امكانية انتقال داعش الى اوربا وامريكا في شهرين إلا دعوة غير مباشرة للقضاء على التنظيم في مهده ، وسيكون التمويل خليجياً ولو بشكل غير مباشر وعبر الملف النفطي.