في حملة ضد «خطط التشييع» تضمنت طرد دبلوماسيين

&

&

&

&

&
صلاح الدين مصطفى

&

&في أول رد فعل رسمي من حكومة السودان على إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية بالخرطوم وعدد من الولايات الأخرى، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن إغلاق المركز الثقافي الإيراني جاء لأنه أصبح مهدداً للأمن الفكري والاجتماعي في البلاد.


وقال السفير يوسف الكردفاني الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية في تصريحات صحافية لوكالة الأنباء السودانية أمس، إن السودان ظل يتابع نشاط المركز الثقافي الإيراني وفروعه بالمدن الأخرى، إلا أنه تأكد مؤخراً بأن المركز تجاوز التفويض الممنوح له والاختصاصات التي تحدد الأنشطة التي يخول له القيام بها، الأمر الذي أصبح مهدداً للأمن الفكري والاجتماعي في السودان، وأصبح من الضروري اتخاذ موقف من هذا المركز بصورة رسمية. وقال إن الغرض من المركز هو التبادل الثقافي بين البلدين.


وأوضح الناطق الرسمي أنه تم استدعاء القائم بالأعمال الإيراني بالخرطوم وإبلاغه بقرار إغلاق المركز الثقافي وإمهال المستشار الثقافي والعاملين بالمركز لمغادرة البلاد خلال 72 ساعة.
ويقول الشيخ عبد القادر عبد الرحمن أبو قرون، رنيس لجان الحسبة وتزكية المجتمع إن إغلاق المركز تأخر كثيرا، مشيرا الى أن الدور الذي لعبه خلال السنوات الماضية في نشر الفكر الشيعي بكثافة ونشاط واضحين، واضاف أن المد الشيعي في السودان زاد بشكل واضح في الفترة الأخيرة، الأمر الذي خلق بلبلة واضطرابات فكرية تطورت الى مشاهد عنف لم يكن يعرفها أهل السودان.
ويشير أبو قرون في حديثه لـ «القدس العربي» أن هنالك قضايا كثيرة أثيرت في الفترة الماضية على أعلى المستويات بخصوص هذه المراكز، وأن هناك مفكرين وصحافيين تلقوا دعوات للسفر الى إيران ضمن خطة التشيع التي ينفذها المركز بمساعدة الحكومة التي فتحت لهم كل الأبواب وقدمت التسهيلات. ودعا الى مصادرة العديد من الكتب التي فيها إساءة واضحة للرسول الكريم وآل بيته، إضافة الى مصاحف إيرانية محرّفة دخلت السودان بطريقة رسمية.
وقال إن المجتمع السوداني ظل يشهد حالات من العنف الفكري لم تكن معهودة في السابق. وألمح إلى أن الحكومة انتبهت مؤخرا للمد الشيعي، وما يحدثه من انفلاتات أمنية، مشيرا الى التحريض الذي صدر من أحد قادتهم ويدعى ياسر الحبيب والذي بثته مواقع كثيرة وظهر فيه محتجا على ما سماه اضطهادهم ومهاجما الحكومة السودانية ودعا أنصاره في السودان والذين قال إن عددهم بلغ 12 ألفا للثورة ضد البشير.
وكانت الحكومة السودانية أصدرت قرارا مفاجئا في وقت متأخر أمس الأول بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في العاصمة الخرطوم وبقية الولايات، وطالبت السلطات الملحق الثقافي وطاقم المركز بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة دون ذكر أي تبريرات لهذا القرار في ذلك الوقت.
جدير بالذكر أن الحديث عن تمدد الفكر الشيعي في بلد كل أهله من «السنة» كان محورا للنقاش والخطب الدينية في المساجد والمنتديات الفكرية وبرامج التلفزيون، وأطلقت العديد من الدوائر الإعلامية والدينية تحذيرات متكررة عن تفشي الفكر الشيعي في أوساط الطلاب وتم رصد العديد من الحلقات والأفلام التي تقدم في المركز الثقافي الإيراني وفروعه المنتشرة.
وتكرر وجود سفن حربية إيرانية خلال العام الماضي في ميناء بورتسودان، مما أثار ضجة كبيرة، وشكوكا حول حلف عسكري سوداني – إيراني، يستهدف دول المنطقة، لكن الناطق باسم الجيش السوداني وقتها قلل من هذه المخاوف ووصف وجود هذه السفن بالروتيني.
ولاحظ محللون سياسيون تنامي علاقات الخرطوم وطهران في الفترة الماضية على حساب العلاقات السودانية العربية خاصة مع دول الخليج التي أعربت أكثر من مرة عن قلقها من هذا التقارب والذي وصل في كثير من الأحيان الى مناورات عسكرية قامت بها إيران في ساحل البحر الأحمر.
&