راجح الخوري&
&

عشية وصوله الى العراق في طريقه لحضور المؤتمر الاقليمي الدولي الذي دعت اليه السعودية لبحث موضوع الإرهاب وسبل اجتثاثه ومكافحته، أعلن جون كيري ان اميركا تسعى لبناء تحالف واسع لمحاربة "داعش" والمنظمات الارهابية وان اربعين دولة ستنضم الى التحالف الذي سيعمل لسنوات.


واضح حتى الآن ان اميركا والدول الاطلسية ستعمل من الفضاء لدك مواقع "داعش" وإنهاكها في العراق اولاً، ثم في سوريا المركز الرئيسي وتقريباً بلد المنشأ الذي اطلق "داعش" على محورين، محور الارهابيين الذين أُخرِجوا من السجون لتشويه صورة المعارضة، ومحور الفظائع الدموية التي استجلبت الإرهابيين من اكثر من خمسين بلداً.
لكن القصف الجوي لا يستطيع ان يحسم المعركة ويهزم "الدولة الاسلامية" التي باتت تسيطر على جغرافيا معقدة تمتد على مساحة مئة ألف كيلومتر مربع، ولهذا تحتاج المعركة الى مقاتلين على الأرض يتولون تنظيف المدن والارياف لتعود سلطة الحكومة في العراق، اما في سوريا فالمسألة تتطلب الإمساك بالأرض بعد تنظيفها كي لا تعود سيطرة النظام الذي ساهم في خلق "داعش".
حتى الآن يبدو ان الادارة الاميركية استوعبت حقائق حساسة ومهمة تتصل بالتحالف الذي سيواجه الارهابيين على الأرض، عندما رفضت التعاون مع النظام السوري الذي يستميت للحصول على دور في التحالف بما يؤدي الى تعويمه، وكذلك عندما تغاضت عن رغبة جامحة عند الايرانيين للانضمام الى التحالف رغم انهم يقاتلون في الموصل مع البشمركة في مواجهة "داعش".


عملياً، لم يعد خافياً على اي من الدول التي تنضم الى التحالف الدولي، ان التعاون مع الأسد سيعطي ذخيرة تقوي "داعش" سنّياً، وان التعاون مع ايران التي شجعت سياسات نوري المالكي الاستبدادية والتي قاتلت وتقاتل مع الأسد، سيؤدي الى نتائج عكسية تماماً لأنه قد يشعل الصراع المذهبي بين السنّة والشيعة على غاربه وهذا ما تريده اسرائيل طبعاً.
على خلفية كل هذا يكتسب المؤتمر الاقليمي الدولي الذي سيعقد اليوم في جدة ويضم دول الخليج ولبنان والاردن ومصر وتركيا الى جانب اميركا، اهمية كبيرة وحساسة، فهو الذي سيوزّع الأدوار ويرتب مسار الحرب ميدانياً على "داعش" وأخواتها، لأنه من الضروري والملحّ ان تتصدر القتال في هذه الحرب دول ومنظمات سنيّة، بما يضمن:
اولاً، تأمين العنصر المذهبي الذي يستطيع خنق "داعش" ايديولوجياً ودعائياً، ليس في العراق وسوريا فحسب، بل في كل الأمكنة التي بدأت ترفع راياتها ملوّحة بحزّ الرقاب، وثانياً إنهاء عملية الاختطاف البشعة للإسلام على يد الارهابيين، وثالثاً تصحيح صورة الدول السنيّة، التي طالما حاربت الارهاب وانتصرت عليه كما حصل ويحصل في السعودية، لكن طالما انهالت عليها الاتهامات والافتراءات المغرضة.
&