&أكثر من ضرورة تفرض اللقاء الآن مع السيد عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ورئيس لجنة الخمسين التى وضعت الدستور الجديد. على رأسها التحالفات الحزبية المرتبكة والانتخابات البرلمانية الحاضرة الغائبة، والمشهد الداخلى باحداثه المتلاطمة، فضلا عن الأضطرابات الاقليمية من حولنا فى ليبيا وسوريا والعراق وغزة. ولأنه السياسى البارز، والدبلوماسى المحنك، فكان على الأهرام أن تخصص له هذه الندوة ليتحدث من خلالها للرأى العام عن رؤيته فيما يجرى من أحداث ، خاصة وهو الذى لم يحسم حتى الآن ترشحه للبرلمان، رغم المطالبات بترشيحه. أكثر من ضرورة تفرض اللقاء الآن مع السيد عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ورئيس لجنة الخمسين التى وضعت الدستور الجديد. على رأسها التحالفات الحزبية المرتبكة والانتخابات البرلمانية الحاضرة الغائبة، والمشهد الداخلى باحداثه المتلاطمة، فضلا عن الأضطرابات الاقليمية من حولنا فى ليبيا وسوريا والعراق وغزة. ولأنه السياسى البارز، والدبلوماسى المحنك، فكان على الأهرام أن تخصص له هذه الندوة ليتحدث من خلالها للرأى العام عن رؤيته فيما يجرى من أحداث ، خاصة

عمرو موسى فى لقاء يتسم بالمصارحة الجارحة يفتح قلبة لأسرة الأهرام.
فماذا قال.....؟!

وكانت الندوة بحضور الكاتب الصحفى محمد عبدالهادى علام رئيس تحرير الأهرام، الذى بدأ حديثه بترحبب الأهرام بعمرو موسى مشيرا الى أن أهمية الندوة فى هذا التوقيت الذى تشهد فيه مصر أحداثا تحدد مستقبل المنطقة سواء على الصعيد السياسى الداخلى أو الإقليمى ومن هنا كانت البداية حول تشخيص عمرو موسى للوضع الراهن.

موسي: المشهد الحالى أو المرحلة الحالية هى استعجال تنفيذ خارطة المستقبل التى بدأناها والتى بها تنتهى المرحلة الانتقالية فى مصر، بداية من عمل دستور جديد ثم الانتخابات الرئاسية فالانتخابات البرلمانية، بما يعنى وجود السلطة التشريعية والتنفيذية والإطار السياسى والقانونى للدولة.

فى إطار توصيفكم المشهد السياسى الحالى البعض يرى أن إجراء الانتخابات البرلمانية أو تأجيلها ورطة وتعليل ذلك أن الأحزاب لم تنضج وعدم استقرار الوضع الأمنى والفريق الآخر يطالب بضرورة ضرورة إجرائها لاتمام خارطة المستقبل بين الطريقين وما هى رؤيتكم؟

&

&

&

قلت قبل ذلك إننا يجب ألا نخشى الديمقراطية وأرى أنه يجب أن نأخذ الجانب الايجابى وإجراء الانتخابات البرلمانية واذا كان أنصار إجراء الانتخابات يمثلون 50% وأنصار عدم اجرائها 50% فعلينا أن نأخذ بإجرائها، لما تمثله من ايجابيات حتى نستطيع أن نبنى عليه، واستطرد أنه لا يوجد تاريخ للانتخابات حتى يتحدث البعض عن تأجيل الميعاد، فالدستور كان واضحا أن الانتخابات الثانية عقب إجراء الأولى ونص باتخاذ الإجراءات للانتخابات للاستحقاق الثالث فى ظرف 6 أشهر، وقد تم اتخاذ الإجراءات فعلا واذا سارت الأمور بطبيعتها فسنأخذ نحو 2 ـ 3 أشهر ونصل لتاريخ إجرائها وكلمة تأجيل ليست صحيحة، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أكدا أنه لا تأخير للانتخابات البرلمانية وهو ما اتفق معهم فيه لعدة أسباب، فنحن عندما عرضنا خارطة المستقبل للعالم وبناء عليه حصلنا على مصداقية واضحة وأننا نقوم بتنفيذها وقمنا بإعداد دستور، ثم انتخاب رئيس، وفى سبيل تنفيذ الاستحقاق الثالث، بما يعنى أننا لم نكذب على أحد »وقلنا سنعمل وعملنا« وهى الحقيقة القائمة، والتردد فى إجرائها سيكون له تفسيرات كثيرة وثانى اختصاص للبرلمان هو الرقابة والمتابعة وذلك لمنع الفساد وسوء الإدارة.

&

وثالثا أن تحصل الحكومة على الثقة من خلال طرح برنامجها عليه ويقوم البرلمان بمناقشتها وبناء عليه يأخذ الثقة خلال فترة زمنية محددة.

وأقول للداعين الى تأجيل الانتخابات لعدم وجود أمن، انه قد تم إجراء الانتخابات الرئاسية وإجراء الاستفتاء على الدستور »والبلد ماشية«.

وردا على من يقول إن البرلمان لن يكون له دور أقول للمرة الثانية، يجب ألا نخشى الديمقراطية فالنقاش بناء ومفتوح وهناك لجان ونواب منتخبون ولديهم آراء وعند التصويت سيكون هناك رأيان يتم التصويت عليهما وأرى أن مصلحة مصر إعلان أن خارطة المستقبل التى تم الاتفاق عليها نتيجة ثورة 30 يونيو وتكليف الرئيس الذى انتخب وهو الرئيس السيسى لتنفيذها وقد تم التنفيذ وعلينا إعادة البناء.

ووسط الأحداث فى المنطقة نجد أن مصر تسير بخطوات ثابتة وواضحة وتنفذها، فهى تعطى مثالا لما يجب أن يكون، ودوليا سيقول العالم إن مصر تسير فى تنفيذ خارطتها للمستقبل، وقال إن هناك أحزابا مع إجراء الانتخابات وأخرى ضد اجرائها.

ولكن لابد من وجود استعدادات وتجهيزات للبرلمان المقبل وأن يكون التفاعل ايجابيا، فقد يكون البرلمان معطلا لمسيرة الديمقراطية ففى ظل عدم حصول أى من الأحزاب على الأكثرية ستكون الأحزاب »شتاتا« ولن تتفق.. هل أنتم مع الاستعداد والتجهيز للبرلمان حتى تكون هناك كتلة تديره بعيدا عن وجود تكتلات صغيرة تكون فى شتات؟

لابد من وجود استعدادات سياسية ولابد من وجود عمود فقرى داخل البرلمان، يدير العملية ويقودها ولابد من تخصصات ولذلك فإن الـ »120« مقعدا المشكلة للقائمة لم تأت للأحزاب وإنما أتت للتعامل مع الاستحقاقات التى نص عليها الدستور، أى للفئات التى يجب تمييزها »ايجابيا«، فلابد أن يكون هناك تخصصات نحتاج لها مثل البيئة والطاقة والاقتصاد لجودة التشريع فى المجلس القادم فهذه الجودة لا تستلزم تأجيل الانتخابات وخطوة الرئيس السيسى بتشكيل مجلس العلماء والخبراء، خطوة هامة جدا لمشاركتهم فى حل المشكلات المتفاقمة فى مصر، وأحب أن أؤكد أن إجراء الانتخابات خطوة تعطى المصداقية فى أعين المصريين فى المرتبة الأولى والأهم ثم العالم.

ما هى المخاوف الحقيقية لدى الحكومة السياسية لإجراء الانتخابات وتأخير الإعلان عن تقسيم الدوائر.. هل هناك مخاوف مرتبطة بالأمن القومى المصرى فى ظل وجود نفس القوى المجتمعية على الأرض؟

موسي: أنا مجرد مواطن مصرى لا أمثل الحكومة أو الحكم، وأنا أمثل شرائح من المجتمع من الفلاحين والمثقفين والمتابعين، ومن أى فئات أخري، ولا أستطيع أن أتحدث باسمهم كما لا أعلم سبب التأخير والأمر مناقش فى كل مكان والتأخير له نهاية.

وحديث البعض عن إمكانية تأخير الانتخابات لاعطاء الفرصة يراها كل شخص من وجهة نظره فالفرصة لدى البعض تعنى إعطاء الأحزاب الفرصة أو الوقت للاستعداد أو الإدارة لتقسيم الدوائر.

ما أراه أن تقوم الحكومة بإعلان الموعد لإجراء الانتخابات، ونحن فى حاجة لوقت وتحديد ميعاد لاجرائها دون مبالغة فى الوقت، وهذا هو تفكيرى كمواطن مصري.

ما هى تركيبة البرلمان القادم فى ظل المخاوف من تسرب الفلول وتيار الإسلام السياسي؟ وفشل ولادة التحالفات المصرية؟

موسي: أرى أن البرلمان القادم لا أكثرية فيه ويتضمن كتلا لا تشكل أكثرية فى مهدها، وهذا لا يمنع وجود ائتلافات تتشكل فى البرلمان، فهناك »الفلاحين والعمال والمثقفون والخبراء«، ومن هم أصحاب مصالح حقيقية فى البلد بعيدا عن أحاديث أخري.

ولا أعتقد أن الشعب المصرى فى مزاجه الحالى سيأتى ببرلمان قريب الشبه ببرلمان 2012، فالمزاج المصرى مختلف بعد تجربة واضحة كادت تودى بمصر ولا أخشى ذلك، وإنما أخشى أن تكون الأحزاب ضعيفة وغير ممثلة فهناك أحزاب يمينية ويسارية وليبرالية، وسوف تتشذب بالنقاش داخل البرلمان ليصل فى النهاية الى رأى أو اثنين يستطيع الجميع التصويت عليهم ومناقشتهم.

مصر لابد أن تتعرض لتجربة حقيقية للديمقراطية فلا تخشو الديمقراطية، فإنقاذ مصر بالديمقراطية وإلا سنرتد للوراء.

هل الصراع فى البرلمان سيكون على المناصب؟

موسي: أسهل شيء أن نتحدث عن منصب و99% من الأحاديث فى وسائل الإعلام غير صحيحة، وليس أهم من سيكون رئيس المجلس، وإنما علينا الحديث عن المجلس فمازال الفكر لديه هذه النزعة بالحديث عن تعيين رئيس مجلس النواب خلافا لما سيحدث وهو انتخاب رئيس البرلمان، وهناك الكثير من الناس واعون تماما، ولم يتحدثوا فى هذا الأمر.. الآن لا أحد يعلم من هو رئيس مجلس النواب القادم، فنحن فى عصر مختلف ،وفى إطار دستور مختلف ورئيس أعلن عن أفكار مختلفة.

الأهرام: تعتقد أن الأحزاب ستتخلى عن هذه النزعة للحصول على المناصب فى البرلمان القادم؟

موسي: الأهم ضرورة وجود رئيس قادر على إدارة البرلمان الى جانب رؤساء اللجان من أجل أن يكون هناك متخصصون داخلها لمناقشة المشاكل المختلفة، ومثلا فى لجنة الطاقة الحديث عن وجود عجز فى الكهرباء وكيفية معالجتها بصيانة المحطات الموجودة، والمحطات الجديدة، والبحث عن الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النووية السلمية وهو مايجب أن يطرح مناقشتها وأى حكومة لا تستطيع معالجة الوضع كليا الآن، وإنما خلال 4 سنوات أو 8 سنوات، ولابد أن تتحدث الحكومة والرئيس عن 8 سنوات بافتراض وجود الرئيس لفترتين رئاسيتين، وفى السنة الثامنة التحدث عن عدد السكان والطرق والمساكن وغيرها، فمستقبل البلد وكما قال السيسى لا أستطيع أن أكون لوحدى وإنما بجانب الشعب.

هل ترى أن الحكومة الحالية بقدر من التفاعل والحماس الموجود لدى القيادة السياسية فهناك مشاكل لا نرى فيها حسم وبعض الأزمات موجودة؟

موسي: أزمة الطاقة والكهرباء ليست وليد لحظة، وإنما تراكم فى عدم التخطيط السليم والصيانة، وقد أعلن الرئيس ذلك، ولم يقم الرئيس بإقالة الوزير المختص، وهو نقلة نوعية فى إدارة الحكم ونحو حسن إدارة الأمور.

هل الأكثرية فى البرلمان من المفهوم السياسى من عدم وجود تيار يسارى أو ليبرالي، أم المفهوم الاجتماعى فى ظل وجود عصبيات قبلية، وقد يتم استقطابهم فى تحالفات، وما هى حقيقة وجود قائمة وطنية يقوم بإعدادها الدكتور كمال الجنزوري.

موسي: هناك تصريحات للواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية عن إعادة تقسيم الدوائر، وأعتقد أن المنطق يقول لابد من طرح الأمر فى إطار زمنى معقول، وهناك تيارات سياسية تتحدث أن الدين والسياسة أمر واحد، وأخرى ترى أن الدولة المدينة الوطنية هى الأساس (الليبرالية)، وأخرى اشتراكية تتحدث أن الدولة هى التى تتحكم، وهى أمور تركها العالم كله بما فيها دول نامية نجحت مثل الهند والبرازيل واندونيسيا وجنوب إفريقيا.

والنجاح هو ما يجب أن ننظر اليه وليس الاعتقادات السياسية، والانتخابات ستجرى على أساس وجود هذه التيارات، وهناك تأثير لها، وهناك تيارات فرعية للعائلات، وهناك عدد من الأحزاب: الوفد والحركة الوطنية والمصريين الأحرار، وكلهم يتحدثون عن الدولة المدنية والحرية الاقتصادية، ولابد من جمع كل من له نظرة واحدة معا حتى يكون لها كتلة تحرك البرلمامن فى الاتجاه المؤمنين به.

الدستور قرر التوجه الاقتصادى المصرى فى كلمتين اضافة لعدد من المواد التالية، وهى التنمية الاقتصادية الشاملة والعدالة الاجتماعية، والتعليم والعلاج ورفع مستوى ميزانية البحث العلمي، كما حدد الدستور الطريق ورسم الإطار لمصر، وهو ما لا يحتاج لجدال فالعدالة الاجتماعية ضرورية، فالهند والبرازيل لم ينجحا إلا بتحديد مصلحة الشعب، وهو ما حدده الدستور، وأعتقد أن الأحزاب السياسية الوسطية ستمضى فى هذا الإطار.

ما رأيك فيما أثير حول قائمة الجنزوري؟

موسي: الدكتور الجنزورى فى فترة سابقة اجتماع بالأحزاب للتوفيق فيما بينها ولم يوفق وانتقلت الأحزاب لمرحلة تالية، وهى النقاش على القائمة والحديث عن نسبة قليلة من النواب، وسمعت أن الجنزورى اجتمع مع بعض الأحزاب مرة أخرى مؤخرا، استفسرت منه فأجاب نحن نحاول أن نساعد وهو أمر جيد وهو يقوم بهذا الأمر للمساعدة وليس لزعامة القائمة، فهو يشغل منصب مستشار الرئيس، وبالتالى له ظروف خاصة، والأمر لم ينته للوصول لقوائم، وأرى حاليا وجود تقارب بين التحالفات، وخاصة الوفد المصرى والجبهة المصرية، وتمت دعوتى للقاء بينهما باعتبارى صاحب الفكرة وتحدث الائتلافان للتنسيق فيما بينهما حول القائمة والدوائر الفردية والحديث عن الوضع السياسي.

فهناك قائمة يحاول الجنزورى المساعدة بها وهناك قائمة تسعى التحالفات للوصول إليها، وأنا من جهتى طالبت بلجنة محايدة يرأسها الدكتور عبدالجليل مصطفى للاتصال بالشباب والاتحادات المهنية والأقباط والمرأة ولابد فى مرحلة قريبة أن يجلسوا الثلاثة معا وهذا الأمر لايعنى أن هذه القائمة ستجمع الكل وستكون الوحيدة ولكن لها وزنها ومهمة فهناك التيارات الاسلامية والأحزاب الاخري.

فكرة التحالفات مازالت يعتليها الكثير من الفشل والتراجع.. مارأيك؟

موسي: هناك حساسيات وكل شخص ينظر من بعيد لاتخاذ قراره، وبقايا الاتهامات بين البعض بأنهم فلول، وهى كلمة اخترعها صفوت حجازى فى التحرير، والدستور الجديد لم يقص أحدا بعكس دستور 2012 حيث دفع النظام السابق بمادة الاقصاء نحو الساعة الحادية عشرة مساء قبل انتهاء أعمال اللجنة ونحن لانريد إقصاء لأحد وليس من حق أحد إقرار إقصاء أحد، فالقانون هو الحكم والناخب فى النهاية هو الذى سيختار.

هناك مخاوف من أن يكون البرلمان عائقا أمام تحقيق المشروعات القومية أو بناء الوطن فى ظل الحديث عن تقليص سلطات رئيس الدولة؟

موسي: الدستور تم الاستفتاء عليه وسلطات رئيس الجمهورية ليست مقلصة أو منقوصة وإنما منظمة، والتخوف من تقليص سلطات الرئيس من قبل البرلمان كلام فارغ فالدستور واضح واختصاصات الرئيس واضحة.

فهناك مادة تتحدث عن تعيين رئيس الوزراء ورئيس الدولة له الخيار الأول فاذا لم يوافق البرلمان عليه ينتقل الخيار من الرئيس للبرلمان، واذا كان البرلمان منقسما فلن يختار فيفشل فى إطار الفترة الزمنية المقررة فيعتبر البرلمان منحلاً إذن عليه أن يكون حذراً إذن فالأمور متوازنة وهناك سلطات البرلمان،

ماهى الخطوات التى تراها لوضع الحكومة على الطريق الصحيح ووضع خطط استراتيجية للدولة؟.

موسي: كانت 25 يناير محاولة لعلاج مصر ووصلنا الآن إلى أن الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسى طرح مشروعات كبرى وهى قناة السويس ويسير بطريق جيد وهو أيضا مقتنع بأهمية المعلم والمدارس وتجهيزها، وأن يعاد تشكيل المعلم، وطرحه وهو ما طمأننى كثيرا ومجلس العلماء والخبراء كلها بدايات إيجابية.. أما البرلمان والحكومة الجديدة التى ستأتى بعد البرلمان فعليها أن تطرح خطتها لحكم مصر فى الوقت الحالى والمستقبلي، ولن يوافق عليها إلا بعد طرح خطتها ولذلك أنتظر انتخاب البرلمان بسرعة حتى يستطيع البرلمان محاسبته، وهناك مؤشرات إيجابية من الرئيس وانتظار البرلمان للقيام بدوره.

الرئيس أكد أكثر من مرة أهمية الشباب وضرورة إعدادهم لتولى القيادة مستقبلا كيف يتم ذلك؟

موسي: الشباب حركة نشطية مستمرة لابد أن نعد الشباب من منطلق التعليم الجيد والتدريب الجيد بحيث يتم إعداده للفهم السليم، وان يكون لديه وعى فالشباب قوة لابد أن تعكس تعليما جيداً واعداداً جيدا، ويكون مدربا تدريبا جيدا سواء الأطباء أو المدرسيون أو المهنيون ويكون لديه تطلعات بأن يكون متنافساً مع الجيدين حتى يكون مطلوباً عالميا، وإعداد الشباب ليس لدخول البرلمان فقط، وإنما يتم اعداده للدخول فى جميع مواقع العمل والانتاج العالمية فنحن الآن فى القرن الحادى والعشرين، وعلينا أن نفكر بطريقة مختلفة.

والدستور فتح 54 ألف مقعد فى الادارة المحلية بالقرى والمدن والمحافظات، وأصبح سن الترشح والناخب 21 سنة فضرورى أن يكون 25% منهم من الشباب، فوجود شاب أو فتاة فى المجلس القروى يكسبه الخبرة الكبيرة فى مجال معين واذا وصلت للمحافظة ثم البرلمان ستكون بالقوة كنائب أو نائبة واذا تم ذلك فإننا على الطريق الصحيح.

والدستور أقر ولأول مرة تنظيم شروط وانتخاب أو تعيين المحافظين، وانتخاب رئيس الوحدة المحلية فتم فتح أبواب جديدة.

البعض يرى أنه آن الآوان لإنشاء نظام عربى جديد فى ظل ما يشهده العالم العربى من أحداث وأزمات طاحنة فى بعض الدول تهدد بصعود ميليشيات تحكم هذه البلاد، وماهى ملامح هذا النظام الجديد وكيف يمكن تفعيله لحل المشاكل؟

موسي: حاولت خلال تولى الأمانة العامة للجامعة مرتين فى 2004 وكان الاصلاح الأول حيث أدخلنا موضوع الامن والسلم القومى والمحكمة التجارية العربية وكنت مدركا للوضع جيدا واستطعت إدخال هذه المفاهيم، وتم تشكيلها.

وفى 2010 بطرابلس فى ليبيا قمت بطرح فكرة الجوار العربى وضرورة أن نتعامل مع جوارنا بطريقة جديدة، وعدم الانفصال عنهم، وإدخال أفكار جديدة على العمل العربى المشترك وأقصد بالجوار العربى الجوار الافريقى ودول القرن الافريقى والجنوب وآسيا وجزر البحر المتوسط وهو لا افتئات فيه على الجامعة العربية.

ولكن هناك مشكلتين مشكلة مع ايران وإسرائيل فإيران هناك اختلاف بيننا وبينها فى أمور أساسية منن حيث طريقة علاجها للمشاكل الفلسطينية، وجزر الإمارات والوضع النووى وغيرها. الإضافة لوضع الشيعة والسنة فى العراق وهو أسوأ ماحدث لنا بالوقيعة بينهم وجازى الله من كان السبب فى هذه الوقيعة وعلينا احتواء هذه الأزمة.

وبعد قيام الثورات فى نحو 6 دول عربية أصبح من الضرورى اتخاذ سياسات جديدة لمواجهة الظروف الجديدة على كل الدول العربية، ومع ذلك لابد من اتخاذ إجراءات جذرية فى النظام العربى والمشاكل المطروحة حاليا ليست هى فى السابق وأصبحت مختلفة فالتغييرات الجذرية فى العالم العربى والأزمة بين الشيعة والسنة والموقف فى العراق وسوريا وليبيا كيف سنتعامل معها، لابد من وجود نظام إقليمى جديد وعربى جديد من داخله.

ولابد أن تجلس الدول العربية ومعاهد الأبحاث والدراسات العربية معا القانونيون والاقتصاديون وهو مايتطلب أيضا نظام أمن اقليمى واقتصادى وهو موضوع ضخم وقد فعله آخرون.

ولابد من إقامة نظام عربى جديد من داخله يضم نظاما اقتصاديا وتعليميا والسؤال حول قدرة الدول العربية لإقرار ذلك أقول نعم قادرون فوزارات الخارجية ومعاهد البحوث والمؤسات العالمية تدرس المنطقة العربية جيدا فليس بالضرورة التشرزم العربى الذى يصب فى مصلحة الغرب وإسرائيل.

والمشكلة أن العرب لم يجلسوا سويا لمناقشة هذا الأمر وقد طالبت الكثير من الحكومات العربية أن نجلس سويا ليس حكوماتها فقط وإنما المفكرون والمثقفون والمتخصصون والعلماء ولكن هناك انشغالا لدى البعض لكن لابد من تخصيص أشخاص لدراسة المستقبل الوطنى والإقليمى والتهديدات المتلاحقة.

هل هناك استخدام لداعش بطريقة ماضد العرب؟

موسي: مواجهة »داعش« ليس بالحرب والتعبئة من جانب العرب ثم نفاجأ بأننا وحدنا فى المعركة وهناك اتفاق آخر يتم أفضل من ذلك فقد أصبحت »داعش« بسبب أخطاء سياسية معينة حدثت وقد مارست الحكومة العراقية سياسية طائفية دموية بشكل غير مسبوق لدرجة أن السنة والأكراد كانوا مستعدين لأى شئ ولايمكن استمرار هذا الوضع الذى تم وضعه منذ مايقرب من 10 سنوات والوضع العراقى بهذا الشكل والسبب فى ذلك السياسة الأمريكية المطعمة بالسياسة الإيرانية فإنهم يؤيدون الطائفية الدموية وماتقوم به داعش لا يقبله أحد ويمكن هزيمتها عسكريا ولكن قد تظهر فى اشكال أخرى مستقبلا وعلينا علاج الجذور ووقف الطائفية.

وبالنسبة لسوريا لها سياسة لها إطلاقا ولانعرف من يؤيد من ومن ضد من والسياسة الوحيدة فى سوريا هى روسيا وإيران وتركيا الى حدما وكل السياسات الأخرى وعلى رأسها الأمريكان ومنطقهم السياسى مترددا ومتغيرا من فترة لأخري. وفى العراق نائب رئيس الجمهورية الأمريكى جون بايدن قال أنه يقترح فيدرالية سنية شيعية كردية وهو اقتراح يؤيدى الى تمزيق العراق والعالم العربى معه والإسلامى والأخذ بهذا الاقتراح يؤدى الى انتحار العالم العربى والإسلامي، والفيدرالية لها معنى آخر جغرافية تقوم على مصادر طاقة وغيرها وليس كما يراه »بايدن«.

بعد مرور 3 سنوات والأزمة السورية مستمرة وفشلت جنيف 1و2 هذه؟ كيف نخرج من هذا المآزق؟

موسي: فى مرحلة ماكان هناك حديث أن أكون خلفا للأخضر الإبراهيمى ولكن كان انشغال الكبير بالوضع فى مصر وأنا أعتقد أن موضوع سوريا سيغادر العناوين الرئيسية قريبا وسيحتل العراق الوضع والعمليات التى تجرى تتعدى الحدود ومن ثم موضوع سوريا لن يكون أساسيا وإنما لإيجاد حل لابد من حل الوضع فى سوريا السياسة المصرية ليست مع النظام السورى أو المعارضة فنحن فى مرحلة حساسة ولاأريد ان اناقش هذا الأمر.

هل تنجو مصر فى ظل الأوضاع المضطربة بالمنطقة، وهناك وضع وخاصة فى فلسطين والسودان وليبيا على الحدود.

موسي: نعم هناك عمليات إرهابية لاناقة لنا ولاجمل فيها ولكن يوجد عمليات إرهابية أخرى لابد أن يكون لنا فيها ناقة وجمل وأن نتدخل فيها فسيناء والتسلل الى الفرافرة وغيرها والحقيقة لايوجد هناك خلاف بين مصر والجزائر، وفيما يتعلق بالوضع فى ليبيا وقد ذهبت فى يوليو للجزائر والتقيت بالرئيس بوتفليقة وعدد من المسئولين الجزائريين وكان واضحا أن الرأى بين مصر والجزائر متقارب وهناك عمل مع مصر لتشكيل مجموعة دول الجوار سواء عربية أو افريقية والآن هناك حديث عن انضمام دول اوروبية لها مصالح وأرى أن هناك المجموعة جيدة وعلينا العمل معا والحديث مع الجامعة العربية والاتحاد الافريقى وماهو المطلوب هل مطلوب قوات حفظ سلام أم بوليس عربى أم اقليمى وهى مسائل يجب ان توضع موضع البحث مع دول الجوار وأن نعطى دول الجوار المجال الأوسع للاتفاق على السياسة.

هناك تدخلات خارجية فهناك مؤامرة على الدول العربية بدون شك فهناك خلق الطائفية والطريقة التى يتعاملون بها مع القضية الفلسطينية سيئة جدا والعراق وليبيا يجب فيه التعاون الجوار العربى الافريقى والأوروبي.

هل تشكل ليبيا تهديدا للأمن القومى المصري؟

موسي: الظروف فى ليبيا هى من تشكل التهديد للأمن القومى المصري.

الأهرام: هل تعول على دور فاعل للجامعة العربية فى التحديات التى تواجه المنطقة العربية فى ظل التدخل غير الكامل لحلف الناتو فى ليبيا وتركهم الأمور لتتحول الى حرب أهلية هناك وكيف ترى الصورة؟

موسي: يجب العمل من خلال الجامعة العربية وخلق موقف متناسق لكن ليس كل الدول العربية على قلب رجل واحد والأغلبية فقط على قلب رجل واحد.

وإقليميا هناك دول اقليمية تلعب أدوارا مثل تركيا وإيران وهناك خطورة من الوضع داخل ليبيا والطمع فيها والدموية هناك إضافة الى ما أخشاه أن يكون هناك من يظن أن العمل سيكون من خلال ليبيا ضد مصر وهنا يجب أن نقف بوضوح بأننا لن نقبل أى تهديد لمصر.

هل تعتقد أن الجامعة العربية أصبحت رهينة مجلس التعاون الخليجي؟ وبحكم علاقاتك الطيبة مع الجانب القطرى لماذا لم تلعب دورا فى تقريب المسافة بين مصر وقطر فى العلاقات السلبية بينهما؟

< موسي: أنا سياسى مصرى وقمت بدور ضد النظام غير الكفء الذى اقامه الإخوان المسلمون وبالتالى كنت من دعوت الى تشكيل جبهة الإنقاذ والى الموقف الشعبى الكبير فى 30 يونيو بالطبع انا ضد أى تدخل فى شئون مصر أو فرض نظام معين عليها وفى كل الأحوال فإن اى ضغط لن ينجح ولن يعود عهد سقط ولا تهم أحدا وكما قلب من أنه من الأفضل عدم الحديث عن العلاقات العربية بشكل مستثير قد يؤدى الى عكس المطلوب والأفضل العمل الجماعى لإتمام التخلى عن السياسات التى تمس باستقرار الدول.

والشكل الطبيعى أن تكون كل الدول العربية على قلب رجل واحد خاصة فى الظروف الحالية الخطيرة عربيا وإقليميا.. يجب أن يكون مفهوما أن عقارب الساعة لن تعود للوراء أبدا، والحقيقة أن مجلس التعاون الخليجى مقدر تماما لهذه الظروف ويحاول جديا علاجها.

رأى سيادتكم فى توجه النظام فى مصر لحل قضية سد النهضة فى حين يرى البعض أن اللجنة التى تم تشكيلها لمدة 6 أشهر تعطى لأثيوبيا الفرصة لبناء السد؟

المضى فى بناء السد شيء، وحل القضية شيء آخر، فليس معنى المضى فى بنائه التفريط فى حقوقنا، فحديث وزير الرى الأخير مطمئن وسعدت به، فالمهم ضمان أن الحقوق المائية لمصر مع البناء أو التخريب ستستمر وهو بداية لحل جيد واللقاء الذى تم بين الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الأثيوبى ثم لقاء وزيرى الخارجية والرى توجهها لأديس أبابا معالجة جيدة خاصة مع تأكيد أنه لن يتم المساس بالحقوق المائية المصرية، كما هى مقررة ثم البحث عن التعاون، فحاليا هناك تذيب للمعالجة بعدما حدث من النظام السابق.

إذا طلب لسيادتكم وضع السياسة الخارجية لمصر والتحالفات التى ندخل فيها لحماية الوطن ماذا تقول؟

موسي: نحن الآن ننشط فى هذه النواحس سواء غزة وسد النهضة السياسى لن يأتى الآن وعلينا وضع القاطرة المصرية على الطريق وليس بعد الانتهاء من حل المشكلات ستسير الأمور، فنحن حاليا نعمل على سد النهضة والوضع فى ليبيا وسوريا وأن تكون مصر موجودة فى كل ما يتعلق بهذا الأمر سواء فى دول الجوار أو إقليميا.

هناك هواجس ومخاوف فى مصر والعالم العربى من تغلغل الدور الإيرانى بالمنطقة، فهل ترى أن هناك مخاوف على الدور المصري.

الدور المصرى يجب إعادة تعريفه وتشكيله من جديد الوقت الذى ذهب منا جعل الكل يدرك بما فيهم نحن أن دورنا لا يمكن التراجع عنه فى أواخر عهد الرئيس مبارك شهد الدور المصرى تراجعا ومصر حاليا لابد أن تستعيد دورها الإقليمى ولا ولن يستطيع أحد أن يجلس على مقعد مصر، فإيران أو تركيا لا يستطيعان أن يقودا العالم العربي، ولكن يستطيعان لعب دور إقليمى فى نزع السلاح أو موضوعات أخري، سواء اقتصادية أو طائفية أو سياسية وأمنية وإذا جلست الدول العربية لتدرس الموقف فى الصومال أو ليبيا فلا مكان لهم إلا إذا دعيا، فهم لا يستطيعون لعب دور مصر وفى الوقت نفسه فالعرض الإقليمى يشمل دورا إيرانيا وتركيا والمهم أنه يشمل أيضا دورا روسيا فى السنوات الأخيرة.

المعركة فى العالم العربى الآن بين التيار المدنى والدينى أو الجهادى كيف ترى مستقبل هذا الصراع هل يشرذم الأوطان العربية؟

موسي: هل كان يتصور البعض من 6 أشهر سقوط الإخوان، فسيطرة التيارات الدينية لن تستمر وعليهم العمل فى إطار الدين فقط.

ويجب أن يكون هناك حركة تغيير للأمام لمصلحة الدولة المدنية والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والتقدم للأمام.

: هناك تخوفات من تورط مصر فى التحالف الدولى للحرب على الإرهاب؟ كيف يتشكل النظام العربى الجديد فى ظل وجود نحو 6 دول عربية تواجه الفشل منها الصومال وليبيا واليمن والعراق إضافة لعدم التناسق بين رؤى بعض الدول؟

موسي: نحن لا نعمل نظاما عربيا جديدا للغد فقط وإنما للمستقبل والتعامل فى نفس الوقت مع هذه الأحداث واعتقد أن الأمر فى ليبيا لن يستمر عامين آخرين فدول الجوار شمالا أو جنوبا لن تقبل الوضع وفى الصومال أيضا وسوريا نحن نتحدث عن نظام جديد يساعد على حل هذه المشكلات ومنعها لذلك هناك ضرورة من نظام جديد يسير بنفس السرعة لحل هذه المشكلات أيضا، ومواجهة الإرهاب الدولى على الجميع وغير مقبول ما تقوم به داعش وأيضا غير مقبول الأسباب التى أدت إلى قيام داعش.

كيف يمكن الاستفادة من علاقاتكم الطيبة للعب دور لمصلحة مصر ولحل الأزمات التى تواجه عالمنا العربى بما لديكم من علاقات قوية بالدول العربية؟

موسي: أنا مواطن مصرى لدى علاقات واتصالات دولية وعربية ولكن لا استطيع أن أقوم بمهمة دون أن أكلف بها وأنا ألتقى بمسئوليتى لكن لا استطيع أن ألزم أحدا.

هل ستترشح للانتخابات وإذا لم تترشح فى ظل برلمان قد يفرز أحزاب مفككة أو عدم وجود أكثرية فلماذا لا تبادر بالترشح وإذا جئت بالتعيين هل تقبل؟

موسي: حتى الآن لم أقرر الترشح للبرلمان ومازلت عندرأى أننى عليّ واجب أمام الوطن ونفسي، أنا استطيع أن أخدم مصر من أى موقع بما فيها موقع المواطن البسيط وقد أقرر الترشيح وهناك من يطلب منى يوميا الترشح واعتقد أن المسألة تحتاج لمزيد من التفكير من جانبى وما هو المطلوب وماهو حقيقة المطلوب وما تحتاجه مصر فى المرحلة القادمة، وأنا لا أقرر الآن نعم أو لا لكنى على استعداد أن أقرر لا أو نعم فى الوقت المناسب.

الأهرام: إذا ما قررت الترشح ستكون على قائمة وطنية؟

موسي: إذا ما كان هناك قائمة وطنية ستكون وازع جيد لى واستطيع فى الوقت نفسه الترشح على القائمة الفردية وقرارى سيأتى فى الوقت المناسب وأنا غير مستعد للدخول فى مزايدات وهناك من يستطيع أن يقوم بذلك، وعلى الجميع الاهتمام بالمتخصصين فى البرلمان فعضوية البرلمان ليست منظرة والوطن فى موقف لا يحسد عليه وعلى الجميع الانشغال باللجان والتخصصات فى البرلمان لما فيه صالح الوطن ولدى أمل كبير فلا استطيع إلا أن أتفاءل فأصبح لزاما على الجميع أن تنجح الجمهورية الثالثة وأن ينجح الرئيس السيسى وغير ذلك كارثة على الجميع ولدينا من الإمكانات الكثيرة ما يؤهلنا للنجاح.

&

&