عبدالعزيز السويد

فيما شكّكت إيران في الحشد الدولي ضد تنظيم داعش، متهمة إياه بالغموض وانتهاك سيادة الدول، قال وزير الخارجية الأميركي إن لا مكان لإيران في هذا التحالف، واصفاً إياها براعية الإرهاب، هذا الوصف أعاد للأذهان مصطلح «محور الشر»، الذي اختفى مع مجيء أوباما، متزامناً مع تبخر مصطلح «الشيطان الأكبر».


لكن هذه الطرطشة الإعلامية بين واشنطن وطهران، تنسفها حقائق على الأرض، وهي في الواقع ليست إلا سحابة تضليل جديدة عن خلافات بين كبار «الممثلين» في العراق، تنظيم داعش ليس دولة، لذلك تم الحرص على أن تكون الدولة جزءاً من اسمه المعلن، ولا يستحق كل هذا الحشد، لكنه تطبيق عملي لنظرية «مصيدة الذباب».


لنطرح السؤال، هل إيران مستبعدة حقيقة من الحضور؟ الواقع أنها مستبعدة من تحمل التكاليف، الحقيقة أن إيران أكثر الدول وجوداً على الأرض في مسرح العمليات المتوقع، في العراق أميركا تقصف من الجو، وإيران تحصد النتائج على الأرض، والتسليح للميليشيات الطائفية تطورت نوعيته. «رويترز» كشفت عن راجمات صواريخ متطورة إيرانية الصنع، تستخدمها الميليشيات في العراق. وبعد كل قصف جوي، تقوم الميليشيات بنسف ما تبقى من المنازل، وهي ممارسات لم يقم بها سوى الجيش الصهيوني في فلسطين المحتلة.


عند غزو أفغانستان والعراق، تم استبعاد إيران من المشهد، وصرحت كما تصرح الآن، لكنها حصدت النتائج، تلك الفترة لم تكن إيران بقوة حضورها اليوم في العراق وسورية، لذلك المتوقع أن تفوز إيران مرة أخرى بالقسم الأكبر من «الغنيمة» وبأقل التكاليف، والإدارة الأميركية مستمرة في شيطنة المسلمين السنة والعرب خصوصاً انتقاماً واستثماراً لجريمة 11 أيلول (سبتمبر).