&جويس كرم&

&


استعجل وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل ورئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي، الكونغرس لتمرير تشريع يسمح بتسليح وتدريب المعارضة السورية بحلول غد الخميس، وأكدا التحضيرات لشن ضربات جوية موضعية ضد مواقع «الدولة الإسلامية» (داعش) داخل سورية، مثلما يحصل حالياً في العراق. وكان لافتاً أن القيادة العسكرية الأميركية أبقت الباب مفتوحاً أمام احتمال نشر جنود ومستشارين على الأرض إذا فشلت الضربات الجوية في إلحاق الهزيمة بدولة «الخلافة» التي يقودها أبو بكر البغدادي، وهو أمر يعارضه حتى الآن الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وصدر موقف هاغل وديمبسي في وقت أفيد أمس أن «الدولة الإسلامية» أسقطت طائرة حربية سورية فوق الرقة بشمال البلاد، في حين قال ناشطون إن عناصر «الدولة» أخلوا العديد من مقراتهم في الرقة، أبرز معاقلهم في سورية، ولم يعودوا يتجمعون في أعداد كبيرة توقعاً لبدء ضربات أميركية ضدهم في إطار «الاستراتيجية» التي أعلنها أوباما الأسبوع الماضية لإلحاق الهزيمة بتنظيمهم.

وفي نيويورك (رويترز)، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول القادرة على التحرك بحسم ضد خطر «الدولة الاسلامية». وقال للصحافيين «إنني.. أحض المجتمع الدولي ومن لديهم الوسائل على التحرك بحسم بعد تفكير رصين»، وأضاف: «إنه أمر حيوي أن نبقي الأولوية لحماية المدنيين».

وفي جلسة استماع في الكونغرس أمس، قال وزير الدفاع تشاك هاغل إن «مهمة تدريب المعارضة السورية وتجهيزها ستخسر الكثير من الوقت في حال لم يصوّت الكونغرس» قبل الخميس على مشروع القرار المقدم من الإدارة، علماً بأن أعضاء الكونغرس يبدأون هذا الأسبوع فترة شهر ونصف للتحضير للانتخابات النصفية.

وعن برنامج التدريب والتسليح الذي يدرسه الكونغرس ويريد حصره بخمسة آلاف مقاتل من المعارضة السورية «المعتدلة»، قال هاغل إن «خمسة آلاف (عنصر) لن يكونوا كافين لتغيير التوازن على الأرض، ونحن ندرك ذلك». إلا أن الإدارة يمكن أن تقبل بحصر هذا العدد بخمسة آلاف بسبب صعوبة إقناع الكونغرس بتوسيع برنامج التدريب والتجهيز، ولكن بعد إقرار هذا العدد في جلسة تصويت اليوم يمكن أن تلجأ إدارة أوباما إلى تصعيد عددهم عبر خطوات تدريجية لاحقاً.

وقال ديمبسي، إن بلاده لا تعد لحملة من الضربات الجوية الساحقة بأسلوب «الصدمة والرعب» في سورية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، «لأن هذه ليست ببساطة الطريقة التي يقوم عليها تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها (الضربات) ستكون حملة متكررة ومتواصلة». وأضاف: «سنكون على استعداد لضرب أهداف الدولة الإسلامية في سورية بما يقلّص قدرات» التنظيم. وقال ديمبسي: «هذه استراتيجية العراق أولاً، وإنما الضربات لن تحصل فقط في العراق». وأوضح أن «ثلثي مقاتلي التنظيم هم في سورية». وأوضح هاغل أن الضربات الجوية «ستستهدف معاقل هذا التنظيم في سورية ومراكزه القيادية وقدراته اللوجستية وبناه التحتية». وشدد هاغل وديمبسي على أن دولاً إقليمية ستساعد في جهود تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة».

وسأل السيناتور الجمهوري جون ماكين هاغل إذا ما كانت واشنطن ستدعم المعارضة السورية في قتالها الأسد، فأجاب هاغل مؤكداً أن الإدارة «لن تنسق مع نظام الأسد في محاربة داعش في سورية... وأي هجوم على هؤلاء الذين يدعموننا، فإننا سنساعدهم».

واعتبر ديمبسي أن المستشارين العسكريين الأميركيين العاملين مع القوات العراقية قد يشاركون في مهمات قتالية ضد مسلحي «الدولة الإسلامية» إذا لزم الأمر، وخصوصاً في الجهود «لاستعادة الموصل». وأكد: «إذا وصلنا إلى مرحلة بات يتوجب فيها على مستشارينا مرافقة القوات العراقية في هجماتها ضد أهداف محددة لتنظيم الدولة الإسلامية، فإنني سأوصي الرئيس بالسماح بذلك».

وتتعارض تصريحات ديمبسي مع تصريحات الرئيس باراك أوباما المتكررة والتي وعد فيها بأنه «لن يتواجد جنود أميركيون على الأرض». ويعمل نحو 300 مستشار عسكري أميركي حالياً مع القوات العراقية النظامية، كما من المقرر إرسال 300 مستشار عسكري آخر خلال الأيام المقبلة، وفق «فرانس برس».

وفي دمشق، ذكرت وكالة «سانا» أن الرئيس السوري بشار الأسد استقبل أمس «فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي مبعوث رئيس الوزراء حيدر العبادي». وتابعت أن الأول وضع الأسد «في صورة آخر تطورات الأوضاع في العراق والجهود التي تبذلها الحكومة والشعب العراقي لمواجهة الإرهابيين». ونقلت عن الأسد قوله للموفد العراقي، إن «مكافحة الإرهاب تبدأ بالضغط على الدول التي تدعم وتمول التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وتدعي حالياً محاربة الإرهاب»، وإنه أبدى «ارتياحه لمستوى التعاون القائم مع القيادات العراقية في مواجهة التنظيمات الإرهابية».

ونقلت وكالة «رويترز» عن «مسؤول لبناني يتمتع بروابط قريبة مع الحكومة السورية»، أن الفياض عبّر عن استياء بغداد من استبعاد حكومة دمشق من الجهود ضد «الدولة الإسلامية». وأضاف المسؤول المطلع على فحوى محادثات الأسد مع الفياض، أن المسؤول العراقي أبلغ الرئيس السوري أن الحكومة العراقية الجديدة بزعامة حيدر العبادي ستواصل التعاون الذي كان موجوداً مع سورية خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وفي نيويورك، قال السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن حكومته «تواجه الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة منذ عامين نيابة عن العالم كله». وشكك الجعفري في نيات من يقول إنه يريد محاربة الإرهاب في سورية والمنطقة، مؤكداً رفض الحكومة السورية «خرق سيادة سورية بحجة مكافحة الإرهاب». وأضاف في مؤتمر صحافي أمس، أن النجاح في ملف الأسلحة الكيماوية «تم بالتعاون مع الحكومة السورية، وهو ما يجب أن يحصل في محاربة الإرهاب»، وقال إن «جبهة النصرة سيطرت على مواقع قوة أندوف الدولية في الجولان بهدف إنشاء منطقة عازلة شبيهة بالشريط الحدودي الذي أقامته في جنوب لبنان بعد اجتياحه عام ١٩٧٨». واتهم الأمم المتحدة بالفساد وأنها «نخرها المال الخليجي القطري والسعودي».

وذكر ناشطون أمس أن غارة سورية أصابت قائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف في ريف إدلب في شمال غربي سورية وقتلت ابنته ونائبه محمد الفيصل. وكان معروف تعهد الأسبوع الماضي بـ «انتفاضة شاملة» ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» والنظام السوري، كما أنه يخوض مواجهة ضد «جبهة النصرة» في إدلب.
&