&نايف العصيمي&&

انتقد نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، وصف وربط بعض وسائل الإعلام الجماعات الإرهابية كـ"داعش" وغيرها بالإسلامية، مطالبا وسائل الإعلام بضرورة تسمية هذه الجماعات بأسمائها، ووصفهم بألقابهم "دواعش" كانوا أو غيرهم من الإرهابيين، أو أي وصف بعيدا عن الإسلام.


وأكد نائب وزير الخارجية خلال كلمة ألقاها في مؤتمر "الخليج العربي.. والتحديات الإقليمية"، الذي انطلق أمس في الرياض ويختتم أعماله اليوم، أن ربط الإسلام بهذه الجماعات الإرهابية فيه ظلم وإجحاف بحق الدين الإسلامي.
وأضاف الأمير عبدالعزيز "يجب محاربة ومواجهة الحركات الفكرية المتطرفة والإرهاب، ضمن الخطاب السياسي والديني والثقافي الموجه للشباب في المدارس والجامعات ودور العبادة والمنتديات لما لها من دور كبير في تنوير الشباب بمقتضيات ديننا الحنيف وثقافتنا العربية والإسلامية التي تدعو للوسطية والحكمة والموعظة الحسنة ومعالجة الخلافات بالحوار والطرق السلمية، وفي التذكير بالأضرار الخطيرة التي تتسبب فيها حركات التطرف والإرهاب".
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي، تبنت عددا من المشروعات المشتركة لتعزيز التعاون والتكامل في مجال العمل الأمني المشترك، منها إنشاء القيادة العسكرية الموحدة، والشرطة الخليجية لحماية المجتمع من كافة الجرائم، وإنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الدفاعية والأمنية والاستراتيجية، مبينا أنها روافد تعمل على دعم المؤسسات الوطنية المختصة لدعم الأمن والاستقرار في بلادنا.
وقال الأمير عبدالعزيز إن منظومة العمل المشترك لدول الخليج العربية برغم ما قطعته من أشواط طويلة في كافة المجالات، تحتاج إلى الارتقاء بها إلى ما يحقق طموح القيادات والشعب لتكون المنظومة كالدرع الحصين الذي يواجه كافة المخاطر التي تتعرض لها دول الخليج.


وأضاف نائب وزير الخارجية "المنطقة تعيش ظروف بالغة الخطورة وتحديات كبيرة لم تشهدها من قبل من تفاقم الأزمات السياسية، وتفكك البنية الاقتصادية، وانهيار الأمن وسلطة القانون في عدد من دول المنطقة وانتشار الإرهاب بجميع أشكاله والحركات المسلحة المتطرفة.
وأردف الأمير عبدالعزيز "إضافة إلى التوتر في المنطقة، نجد استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وعدم صدقها في مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية، لأجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإمعانها في الاعتداءات المتكررة وقتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتدمير ممتلكاته في جرائم ضد الإنسانية".
وفي الشأن السوري، أشار نائب وزير الخارجية السعودي إلى أن تراخي المجتمع الدولي وعدم الجدية بإيجاد حلول للأزمة السورية، أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في سورية الشقيقة وتهجير وتشريد شعبها وأعطى النظام الحرية في الاستمرار بالقتل والتدمير، وكان السبب الرئيسي في خلق بيئة مواتية لنمو المجموعات الإرهابية ودخول عناصر خارجية في النزاع، ووضع المنطقة أمام مخاطر كبيرة.
وشدد الأمير عبدالعزيز بن عبدالله على أن أزمة الملف النووي الإيراني يشكل هاجسا وتحديا كبيرا لأمن واستقرار منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص، وللأمن والسلم الدوليين، داعيا إلى ضرورة تعاون إيران الكامل مع مجموعة (5+1) في سبيل الوصول إلى حل شامل ومتكامل وطويل الأجل وضمان أن يكون هذا البرنامج ذو طابع سلمي، بما يعزز من الجهود الدولية إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وأكد نائب وزير الخارجية أن الجهود المبذولة للتصدي للمخاطر والتحديات التي تحيط بدول المنطقة، يتطلب أتباع منحى متعدد الجوانب لمواجهتها، وإنجاز تعاون إقليمي ودولي لاحتواء الصراعات المتفجرة والتصدي لظاهرة الإرهاب التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على استقرار وأمن المجتمع الدولي، الأمر الذي يتطلب معه تكاتف الجهود الدولية في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، كما تتطلب الاستمرار في تحصين الجبهة الداخلية في دول الشرق الأوسط لمواجهة هذه الأخطار في الدول المجاورة.


وفي هذا الصدد أشار الأمير عبدالعزيز، إلى المضامين التي اشتملت عليها كلمة خادم الحرمين الشريفين لدى تسلمه – حفظه الله – أوراق اعتماد عدد من السفراء وتحذيره من خطر الإرهاب وضرورة محاربته والتصدي له، ودعوته المجتمع الدولي إلى التعاون لمكافحة الإرهاب والتحذير من أن خطره قد يمتد إلى العالم أجمع إذا لم يتم القضاء عليه، وهذا بالطبع يتطلب جهدا وتنسيقا عالميا.
وفي هذا الخصوص تجدر الإشارة إلى مقترح المملكة لتأسيس المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وتقديم 110 مليون دولار لقيامه ودعم أنشطته ولمساندة هذا التوجه فإن مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة.
أما بخصوص الشأن في العراق أكد الأمير عبدالعزيز أن سياسة التهميش والإقصاء وإذكاء روح الطائفية والتبعية التي مارسها الساسة "السابقون"، أدت إلى تردي الأوضاع وفقدان الأمن والاستقرار في العراق، وامتدت إلى كافة المنطقة، مضيفاً "أنه بالرغم من التطورات والجهود المبذولة التي تشهدها العراق والتي باركتها المملكة، إلا أن الأوضاع لا تزال تمر بمرحلة حساسة تتطلب من الجميع بذل المزيد من أجل الوصول إلى عراق موحد ومستقر".
وأشار الأمير عبدالعزيز إلى تقديم المملكة دعم الـ500 مليون ريال من أجل المساعدات الإنسانية للشعب العراقي الشقيق الذي راح ضحية للمجموعات الإرهابية، لافتا إلى أن المملكة لن تألو جهدا بكل ما من شأنه مساعدة الشعب العراقي في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار والحد من التدخلات الأجنبية.


أما في ما يخص الشأن اليمني فتطرق نائب وزير الخارجية السعودي، إلى أن اليمن يتعرض لتحديات ومخاطر عديدة، تستوجب من الجميع مواصلة تقديم الدعم والمؤازرة والجهود الرامية إلى تحقيق أمنه واستقراره المرتبط بأمن واستقرار المنطقة ككل، مضيفا "الأوضاع كما وصفها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن بأنها الأسوأ منذ 2011، الأمر الذي يشكل تهديدا خطيرا للأوضاع السياسية والأمنية في الأراضي اليمنية.
وشدد نائب وزير الخارجية على أن استمرار هذه الأوضاع المتردية يزيد من القلق الشديد مع ما يقوم به الحوثي من تهديد صريح للدولة اليمنية وتعطيل المسيرة السياسية والتنموية وما يشكله من خطر ليس على اليمن وحدة بل على كل دول المنطقة.


وفي هذا الإطار دعا نائب وزير الخارجية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأوضاع المتردية في اليمن في مواجهة التهديدات والمخاطر التي تواجهه والتأكيد على أهمية استكمال المراحل الأخيرة من المبادرة الخليجية المتمثلة في صياغة الدستور والانتقال إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية والنيابية.
&