مبارك محمد الهاجري

عانت المملكة العربية السعودية كثيرا من الإرهاب واكتوت بنيرانه عبر تنظيم القاعدة الإرهابي الذي فجر وقتل ومارس الإجرام، تحت عباءة الدين، وتسبب في تشويه كل ما يمت إلى الإسلام بصلة في أنحاء المعمورة، حتى أصبح الإسلام مرادفا لكلمة الإرهاب بفضل هذا التنظيم الذي نشأ في ظروف غامضة!

وبعد أن خفت بريق القاعدة، خرج فجأة إلى الساحة تنظيم لا يقل إجراما وإرهابا عن سلفه، تنظيم داعش، الذي يدعي أن كل عملياته وممارساته الخسيسة تتم وفق تعاليم الدين والكل يعلم حقيقة الإسلام وتعاليمه السمحاء والرافضة تماما لسفك الدماء وخطف النساء، والترويع،وغيرها من أمور يندى لها الجبين!

قد يظن البعض، ممن يحمل الفكر التكفيري، أن كثرة أعداد داعش، أنه انتصار للدين والحقيقة، أن هؤلاء ليسوا سوى مجرمين، وقطاع طرق، وغالبيتهم خريجو سجون وجهلة، لا يفقهون من أمور الدين شيئا سوى رفع السلاح وتهديد الآمنين!

إذاً، موافقة الحكومة السعودية على دعم ومساندة التحالف الدولي، لضرب تنظيم داعش في سورية والعراق، لم يأت من فراغ، وإنما أتى بعدما عظم خطر هذا التنظيم، وبات مهددا لاستقرار دول وشعوب المنطقة!

ضرب داعش، سيعجل معه بزوال النظام البعثي في سورية، الذي أسس داعش وتكفل برعايته، من الألف إلى الياء، وما سياسة الذبح التي ينتهجها هذا التنظيم إلا امتداد لهذا النظام الذي مارس الاستبداد والإجرام، وذبح المعارضين علنا، دون أن تجرؤ دولة ما على محاسبته، وها هي واشنطن تعود إلى محاربة الإرهاب، بعد أن ذاقت من الكأس نفسه التي أذاقها داعش للآخرين!
&