مكرم محمد أحمد
&
مالم يتم تصفية بؤرتى الشر فى سوريا وليبيا اللتين تشكلان أكبر حاضنتين لجماعات الإرهاب، وتمثلان عنصرى الجذب الاساسيين لقوى التطرف التى تعيث فسادا فى العالمين العربى والاسلامي.
&
لن ينعم الشرق الاوسط بالاستقرارالمنشود، ولن تتوقف قوى التآمرعن استثمار الوضع الفوضوى فى البلدين لاختراع وتوليد عشرات المنظمات الارهابية من رحم هذه الفوضي،تتعدد اسماؤها لكنها فى الحقيقة مجرد فروع لشجرةالارهاب الخبيثة، مهمتها الأساسية إشعال الفتن وتخريب مقدرات الشعوب،وتقويض امنها الوطني، واستنزاف قدراتها العسكرية واحدة وراء الاخري، والإبقاء على الإرهاب داخل نطاق الامة العربية، يأكل بعضها بعضا ليصبح الجميع فى حالة ضعف وتمزق!
&
والمدهش فى هذه اللعبة المسمومة ان الفاعلين الاساسيين هما قطر وتركيا، يشكلان محور الشر فى الشرق الاوسط، ويفتحان ابوابهما منذ سنوات لمساندة منظمات الارهاب فى سوريا وليبيا، يقدمان لها دعما بغير حدود يشمل المال والسلاح..، وما يزيد من غرابة الوضع ان يكون ناتج عملهما تثبيت سلطة بشار الأسد فى سوريا!، والبكاء على أطلال حكم العقيد القذافى رغم جنونه الرسمي!،خاصة ان ليبيا تقف الان على مشارف حرب أهلية، وتكاد تتحول إلى قاعدة لجماعات إرهاب عديدة، تهدد آمن مصر وأمن دول شمال افريقيا بما فى ذلك الجزائر والمغرب، كما تمثل تهديدا مباشرا لامن البحر الابيض والأمن الاوروبي..،وإذا كان العالم كله على يقين من ان حكم رجب الطيب أردوغان إلى زوال، تحت ضغوط قوى المعارضة التركية التى سحبت منه 49% من اصوات الشعب التركى يرفضون سياساته، فإن الوضع فى قطر التى تبدد اموال شعبها على جماعات الارهاب لن يكون أفضل حالا، ان الاوروبيين لن يسمحوا بأن تتحول ليبيا إلى قاعدة للإرهاب تهدد أمن اوروبا وأمن المتوسط، ولان مصر تقف بالمرصاد لكل محاولات تهديد أمنها على الجبهة الغربية.