سامح عبد الله
&
على خلاف المعلن، فإن الولايات المتحدة لا تسعى بتشكيل تحالف دولى للقضاء على داعش ولكنها فى الواقع حريصة على بقاء التنظيم لسنوات بهدف استخدامه فى تحقيق أهدافها فى المنطقة ومن بينها إقامة دولة كردية شمال العراق، والحصول على دعم مالى خليجى ونشر الفوضي.
&
هجوم داعش على إقليم كردستان العراق كان مبررا لاحتلال القوات الكردية منطقة كركوك الغنية بالبترول بحجة حماية المنطقة من عناصر التنظيم وكانت مبررا أيضا لتسليح قوات البشمرجة الكردية بعيدا عن بغداد، وكلا الأمرين يعدان تمهيدا لإعلان استقلال الدولة الكردية.
&
وخطة أميركا لمواجهة داعش تتضمن أمورا مبهمة عديدة ولكن الواضح جليا هو رغبة واشنطن فى الحصول على مساهمات مالية من دول الخليج بحجة المساعدة فى احتواء مخاطر التنظيم وإلا فإن داعش قد تتحرك لتهدد استقرارها.
&
أما قرار الولايات المتحدة ضرب قواعد التنظيم فى سوريا دون تشاور مع حكومة الدولة فيعد سابقة قد تتكرر مستقبلا فى دول عربية أخرى إذا ما انتشرت قواعد التنظيم فى تلك الدول (وهو متوقع) بإيعاز - ربما - ممن يريد زعزعة الاستقرار واستغلال الفوضى لتنفيذ مخطط هدم دول المنطقة.
&
إذا كانت الولايات المتحدة جادة فى القضاء على داعش فهل تقبل بوجود عربى عسكرى مؤثر فى العراق لمواجهة حقيقية مع التنظيم؟ بالطبع لا لأن ذلك يدعم الدور العربى فى العراق ولا يخدم الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة.
&
أعتقد أن الوقت قد حان لتنسيق عربى رفيع المستوى لمواجهة التحديات الحالية لأن دول الخليج هى الهدف الأول مما يحدث يعقبها مصر وربما كان الحوار مع روسيا مفيدا.