&

&
ما هو موقف تركيا من «داعش»، ولماذا تتردد في دعم الحملة المناهضة له؟ وهل يستطيع التحالف الذي أطلقه الرئيس الأميركي أوباما هزيمة التنظيم في سوريا؟ وكيف تتفادى واشنطن إساءة فهم وتفسير حملتها في الشرق الأوسط؟ وهل من سبيل إلى رأب الصدع في العلاقات الثنائية بين اليابان والصين بشأن الجزر المتنازع عليها؟ تساؤلات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.

-----

تردد تركي

تساءل الكاتب التركي «مصطفى أكيول» في مقال نشرته صحيفة «حرييت» أول من أمس عن حقيقة العلاقة بين تنظيم «داعش» الإرهابي والحكومة التركية، وما إذا كانت أطراف تركية تدعم التنظيم أيضاً، مشيراً إلى أن البعض، ومن بينهم أصوات داخل المعارضة التركية، يودون بشكل كبير تأكيد هذا الأمر، ولكنه أعرب عن اعتقاده بخلاف ذلك. وذكر أن تركيا كانت تدرك أن «داعش» يمثل تهديداً منذ نحو عام مضى، وهو ما برهنت عليه تسريبات الاجتماع السري بشأن سوريا الذي عُقد في وزارة الخارجية التركية أثناء شهر مارس الماضي، وقد تم خلاله بحث كافة الخيارات العسكرية التركية ضد التنظيم الذي هدد بتفجير ضريح مؤسس الإمبراطورية العثمانية على قطعة أرض تركية صغيرة داخل الحدود السورية. بيد أنه انتقد أنقرة بسبب ترددها وعدم توقعها هذا الخطر، متهماً إياها بأنها مهدت له الطريق دون قصد بتقديم دعمها الكامل لـ«الجهاديين» وفتح حدودها أمامهم، اعتقاداً منها أنها بذلك تحارب من أجل قضية عادلة. وشبَّه الموقف التركي بدعم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للمجاهدين الأفغان في ثمانينيات القرن الماضي ضد السوفييت، ولكنها لم تتوقع أن بعض هؤلاء المجاهدين سيتحولون إلى تنظيم «القاعدة» بعد ذلك. واعتبر «أكيول» أنه بعد أن ثبت عناد الأسد ورفضه للتغيير، لم تكن سياسة تركيا خاطئة في دعم المعارضة السورية عندما كانت بقيادة الجيش السوري الحر، والائتلاف الوطني السوري، والقوى المعتدلة المتطلعة للديمقراطية في سوريا. ولكن سرعان ما ظهرت مشكلتان مع تطور الحرب وسفك كثير من الدماء، أولاهما: هيمنة «الجهاديين» الأجانب الذين انضموا للمعركة على المشهد، وإصرار أنقرة على أن الأسد مشكلة دون أن تدرك ذلك التهديد الجديد. ونوّه «أكيول» إلى أن حلفاء تركيا في الغرب حذروها مراراً وتكراراً خلال عامي 2012 و2013 من مشكلة «الجهاديين» في سوريا، ولكنها أعارتهم أذناً صماء، فلم يكن من الممكن لها أن تميز إلى أي الكتائب المعارضة سينضم المقاتلون الأجانب الذين يعبرون الحدود التركية. وأيّد الكاتب الولايات المتحدة والأكراد السوريين في اتهامهم لأنقرة بدعمها «جبهة النصرة»، مشيراً إلى وجود من وصفهم بمتعاطفين مع الجبهة في وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية.

الورطة الأميركية

اعتبر المحلل السياسي الهندي «فيجاي بارشاد» في مقال نشرته صحيفة «ذا هيندو» أنه لا توجد حلول سهلة في سوريا، وأن الولايات المتحدة تواجه ورطة هناك، إذ يدرك تنظيم «داعش» أن واشنطن لن ترسل قوات برية كبيرة إلى الأراضي السورية، وهو ما يشير إليه عدم اكتراثها بردود الأفعال الغربية، لافتاً إلى أن التنظيم يدرك أن أيدي الغرب مكبلة. وأوضح «بارشاد» أن «المصائد» السياسية المحلية في سوريا تجعل من الصعب على الولايات المتحدة الترويج لأي شيء باستثناء الضربات الجوية، خصوصاً أن الشعب الأميركي أنهكته الحرب الطويلة على الإرهاب، وعلى النقيض من سلفه بوش، يبدو أوباما متردداً بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بالحروب. ولفت إلى أنه على رغم سعيه إلى حشد ائتلاف دولي إلا أنه لن يرسل جنوداً أميركيين، موضحاً أن الحملة في العراق أكثر وضوحاً منها في سوريا، إذ ساعد الدعم الجوي الأميركي حتى الآن قوات البشمركة الكردية والجيش العراقي في التصدي للتنظيم، بينما خفتت المشكلات السياسية العراقية بعد تعيين حيدر العبادي بدلاً من نوري المالكي، وحتى إن لم يكن التغيير حقيقياً، إلا أنه يمنح أوباما فرصة الحديث عن بدايات جديدة. وذكر أن تنظيم «داعش» يواجه خصوماً ثلاثة في سوريا هم «المقاتلون الأكراد» و«الحكومة السورية» ومجموعة متنوعة من المعارضة السورية، بيد أن الولايات المتحدة لن تتعاون علانية مع خصمي «داعش» الأول والثاني، في ضوء التزام أوباما بالإطاحة ببشار الأسد، وهو ما يعني رفض دعوات دمشق إلى تنسيق استراتيجي ضد التنظيم. وأفاد «بارشاد» بأن القوة الأكثر قدرة على مواجهة «داعش» هي المقاتلون الأكراد في سوريا، وحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي تعتبره كل من واشنطن وأنقرة منظمة إرهابية. ونوّه إلى أن ما يصعّب مهمة إدارة أوباما، هو تردد تركيا في الانضمام إلى المهمة الأميركية، الأمر الذي نفى رجوعه إلى وجود رهائن أتراك لدى التنظيم. وعزا «بارشاد» الموقف التركي إلى خشية الحكومة من أن تعزز الحملة المناهضة لـ «داعش» من وضع حزب العمال الكردستاني، والتزامها أيضاً بضرورة الإطاحة بالأسد.

قوات برية

أكد رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق «مالكولم فرازر» في مقال نشرته صحيفة «سيدني مورنينج» أول من أمس أنه كي ينجح التحالف الأميركي في العراق لابد من إرسال قوات برية إلى ميدان الصراع، لافتاً إلى أنه إذا اكتفت الولايات المتحدة بالضربات الجوية، فإن تنظيم «داعش» سيتمكن من التكيف والانسحاب وإعادة ترتيب صفوفه. واستشهد بحركة «طالبان» التي أضحت أكثر خطراً من ذي قبل على رغم عمليات القصف الجوي التي استهدفت مواقعها في بداية الحرب الأفغانية، مضيفاً: «إنه على رغم من إسقاط قنابل على فيتنام أكثر من تلك التي تم إلقاؤها على أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية بأسرها، إلا أن القوة الجوية لم تمكن الولايات المتحدة وحلفاءها من الانتصار». وذكر أن القصف الجوي ضد عدو من نوع «داعش»، لن يؤدي إلى أكثر من إبقاء الوضع على ما هو عليه. ودعا «فرازر» الولايات المتحدة والدول الغربية إلى إدراك الاختلافات والمميزات القائمة في الشرق الأوسط، مؤكداً أنها لو كانت أدركت الاختلافات الطائفية منذ البداية، لما شنّت الحرب التي أطاحت بنظام صدام حسين. غير أنه حذر في الوقت نفسه من زيادة التواجد الأميركي أو الغربي في الشرق الأوسط، لأنه قد يتم تفسير ذلك بطريقة مضللة على أنه «حرب على الإسلام»! وهو ما قد يمنح «داعش» فرصة لتجنيد مقاتلين.

العلاقات اليابانية الصينية

سلطت صحيفة «ذي جابان تايمز» في افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي الضوء على توتر العلاقات الثنائية بين اليابان والصين بعد عامين على تأميم طوكيو الجزر المتنازع عليها بين البلدين في بحر الصين الشرقي، داعية قادة كلا البلدين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وقوية لإصلاح هذه العلاقات. وطالبت الصحيفة الحكومة اليابانية بعدم التركيز على تحركات بكين في بحر الصين الشرقي وألا تعتبرها دلالة على خطط للاستحواذ على الجزر بالقوة، مؤكدة أن الاهتمام يجب أن يوجه إلى دعوة الرئيس الصيني «تشي جينبينج» إلى تفادي النزاع على الجزر ومشاركة بكين وطوكيو في تنمية الموارد الطبيعية في بحر الصين الشرقي. وذكرت الصحيفة على رغم ذلك أن على بكين أن تتفادى القيام بأية تحركات من شأنها زيادة الشكوك بين دول الجوار، بما في ذلك فيتنام والفلبين، بأنها تحاول ترسيخ هيمنة بحرية في بحري الصين الشرقي والجنوبي. وأضافت: «إن على الحكومة اليابانية أن تقر بأن بعض تحركاتها دفعت بكين إلى التشكك بشأن توجهات اليابان بشكل عام، إذ أدلى رئيس الوزراء شينزو آبي مراراً وتكراراً بتصريحات من شأنها تعميق الخلافات وزيادة الشكوك».

إعداد: وائل بدران
&