ثروت الخرباوي

نحن على وشك الدخول الى عام دراسي جديد، ولا تزال جماعة الاخوان تستخدم أجيالا من الشباب الصغير، فتحركهم وتدفعهم للعنف، والصغار يظنون أنهم يجاهدون في سبيل الله، لذلك كان قسم الطلبة في الاخوان هو أخطر أقسام الجماعة قاطبة، فهو أول قسم تم تأسيسه في الجماعة أيام حسن البنا وكان مسؤوله هو الأخ محمود عبد الحليم الذي كان طالبا في كلية الزراعة وقتها، وكان هذا القسم هو الذي أعاد الجماعة للحياة مرة أخرى بعد ان أخرجهم السادات من السجون في السبعينيات، فكان أبو الفتوح وأصحابه هم من تولوا هذه المسؤولية، وهذا القسم الآن هو من يعيث في الأرض فسادا باسم الدين!.


ولك ان تعرف ان قسم الطلاب في الاخوان له لائحة سرية ورموز وشيفرات، فضلا عن أساليب في التجنيد وكأننا في جهاز مخابرات لدولة معادية، والأهم من هذا وذاك أفكار في منتهى الخطورة يتم زرعها في عقول غضة وقلوب طرية مازالت في طور التكوين، حيث يتم غسل العقول الشابة أولا ثم استغلال عاطفة التدين فيها حتى تكون جاهزة لاستقبال أفكار في ظاهرها الاسلام وباطنها من قِبَلِها العذاب.
وبخطوات مدروسة تستخدم الجماعة وسائل حركية مع الطلبة «المجندين» حيث يتم من خلالها تطويعهم وجعلهم «طوع بنان» الجماعة، ومع الوسائل الحركية لابد وأن يكون هناك المنهج الثقافي الذي سيكون بمثابة «طابع التمغة» الذي يتم لصقه على شخصية المنتمي للجماعة، طابع تمغة يرى ان كل الأطياف تعادي الاسلام وأنه ليس هناك من مدافع عن الاسلام الا الاخوان، فقد انقلب الاسلام في عيون هؤلاء الى جماعة محاربة همها الأول هو محاربة الجميع، ومع الحرب سيكون المآل هو القتل وسفك الدماء، حيث لا تعرف الاالغلظة ثم الشعور الزائف بالاضطهاد والاستعلاء الذي يقود الى تكفير المجتمع.


وبقراءة لائحة الطلبة في الجماعة ستجدها تضع منهجا يجب اتباعه تحت عنوان (سنة أولى جامعة) وداخل هذا البند تعليمات واضحة لأفراد القسم بضرورة العمل أولا على طلاب الفرقة الأولى باعتبار أنهم «عجينة لينة» على حد قول اللائحة، وعمل قسم الطلبة يبدأ من مرحلة أطلقوا عليها «فترة التعارف الأولي» والتي تبدأ من أمام مكتب التنسيق، أو في الأيام الأولى للجامعة، والمرحلة الثانية هي مرحلة جذب هؤلاء الطلاب لمسجد الكلية وتعريفهم بدعوة الاخوان، والمرحلة الثالثة هي مرحلة اشراك هؤلاء الطلبة المستجدين في مقارئ القرآن المفتوحة في مسجد الكلية، وامداد طلبة هذه المرحلة بكتيبات وأدعية، والمرحلة الرابعة هي مرحلة توصيل هؤلاء الطلبة لاخوان المناطق كي يبدأ الواحد فيهم في درجة المحب أو المؤيد، ثم ندخل الى المرحلة الخامسة التي يكون الطالب المستجد قد قطع قبلها شوطا كبيرا وأصبح مهيئاً لكي يستقبل هذا المنهج الذي يضعه في بدايات العمل السري.
ثم ندخل الى مرحلة الرحلات الخلوية الترويضية التي هدفها الأساسي تدريب «الأخ» على السمع والطاعة، ورحلات السير والرياضة الخفيفة التي هي أول مراحل تأهيل الأخ للانخراط في تنظيم سري يحترف القتال، لذلك فان المحتوى الثقافي كما يطلقون عليه لهذه المرحلة يبين كيف ان هذه الجماعة التي تدعي الوسطية هي في الحقيقة جماعة غارقة في التطرف وضيق الأفق، فرسالة التعاليم التي كتبها حسن البنا وهي رسالة عسكرية وقتالية هذه الرسالة هي أول ما يتم تدريسه لهؤلاء الطلبة أصحاب العود الأخضر الطري، لم يتعلموا من دنياهم شيئا ولم يتفقهوا بعد في الدين ويدخلون مباشرة الى تعليمات عسكرية من الطراز الأول.
ومن المناهج التي يتلقاها الوافد الاخواني الجديد دروس ومحاضرات عن «القوى المعادية للاسلام» ومن عناوين المحاضرات التي هي من ركائز منهج الطلبة نعرف أنهم يجعلون المسيحيين كل المسيحيين أعداءً للاسلام وحتى لو اشتركوا مع المسلمين في وطن واحد! هذا تطرف يتم زرعه في أفئدة غضة يتم استغلال عاطفتها الدينية لكي تتشرب كراهية وحقدا على أبناء وطنهم، والغريب ان احدى الكتيبات التي يتم تدريسها لهم موضوعها يدور حول (النصرانية وما يتفرع عنها) وما يتفرع عنها هذه هي كارثة الكوارث لأن المحاضرة تشير الى ان توابع المسيحية هي (الديموقراطية والليبرالية والاشتراكية) وأن هذه ليست مجرد أشكالا للحكم ولكنها توجهات عقائدية لفريق تعتبرها محاضرات الاخوان من ألد أعداء الاسلام، بل ان من يؤمن بها هو عدو للاسلام ولو كان ينتمي للاسلام! والآن أنت أمام قنبلة موقوتة تتحرك بالريموت من قيادات جماعة الاخوان.

&