شملان يوسف العيسى

نشكر الاجهزة الامنية في وزارة الداخلية على مجهودها الطيب في ملاحقة والقبض على الخلايا النائمة من انصار الدولة الاسلامية (داعش).


هذا المجهود يتطلب من الجميع في اجهزة الدولة المختلفة أو المواطنين أو مجلس الامة ان يلعبوا دوراً فعالاً في حماية الوطن من الارهابيين وانصارهم، فالتجارب الانسانية تخبرنا بأن عملية اجتثاث التطرف والارهاب واقتلاعه من مجتمعنا عملية ليست سهلة وتتطلب تعاون الجميع وعلى رأسهم وزارة التربية ووزارة الاعلام ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية.


عملية اكتشاف والقبض على خلايا داعش في الكويت تشير الى وجود تنظيم حزبي هرمي من عدة خلايا لا يشمل المواطنين فقط بل مواطنين عربا من السعودية ومصر وفلسطين والبدون مما يجعل مهمة رجال الامن اصعب خصوصا وان المقيمين يشكلون الاغلبية السكانية بنسبة تصل الى %70 من مجموع السكان في الكويت.


مكافحة الارهاب اليوم تتطلب وجود مراكز استراتيجية أو بحثية متخصصة بقضايا التطرف والارهاب.. فكل دول المنطقة لديها مراكز متخصصة بالارهاب يديرها متخصصون بالمعلوماتية واكاديميون يقومون بتحليل ورصد التحولات في الجماعات الارهابية علينا ان نعي ان الحرب ضد الارهاب تحتاج الى جمع اكبر حجم في المعلومات ومحاولة تحليلها.. اذكر جيدا انني ذهبت شخصيا عندما كنت مسؤولا عن مركز الدراسات الاستراتيجية الوحيد في الكويت والذي اغلقته الجامعة لاسباب غير مفهومة.. الى احد الوزراء الشباب في الاسرة الحاكمة، وشرحت له اهمية وجود 3 مراكز اساسية للدراسات احدها يهتم بقضايا العراق، والآخر بالتحولات في ايران، والثالث خاص بالارهاب، لأن المنطقة سوف تشهد تحولات سريعة قادمة علينا ان نكون مستعدين لها.


كان جوابه مفاجأة بالنسبة لي حيث اخبرني بأن الاستخبارات الامريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها تزودنا بكل المعلومات التي نطلبها.. اما ما يخص العراق.. فالمسؤولون العراقيون الذين يزورون الكويت.. يخبروننا بكل ما يدور في العراق كان ردي عليه.. افهم من كلامك ان المسؤولين في كل هذه الدول يزودونك بكل المعلومات المتوافرة لديهم من منظورهم ومصالحهم الخاصة بهم وهذا امر طبيعي.. ماذا عن الكويت؟ واين تكمن مصالحنا وكيف يمكن حماية بلدنا؟


لماذا اصر على وجود مركز متخصص للارهاب.. لأن الارهاب له ابعاد ثقافية واجتماعية وسياسية ونفسية وغيرها ونحن حتى الآن نركز على البعد الامني.. واهملنا التعليم والمسجد.. لنجد اليوم شباباً في عمر الورد ينخرطون في تنظيم داعش.. لنحر غيرهم من البشر… قد تنجح الاجهزة الامنية في القبض على الارهابيين لكن من الذي سيتولى مسؤولية ملاحقة ومتابعة الفكر الاصولي المنحرف الذي نشر مفاهيم التطرف والمغالاة في الدين في مجتمعنا.
من الذي سيتولى مسؤولية تجفيف المنابع الفكرية للارهاب من تربويين ورجال دين وسياسيين كل همهم خداع الناس باستغلال الدين لاغراض سياسية.


الشباب المغرر بهم من انصار داعش الذين تم القبض عليهم بالسعودية ونشرت اعترافاتهم بالصوت والصورة عبر قنوات التواصل الاجتماعي يؤكدون بأن الكويت هي المحطة التي يزورونها ومنها ينتقلون الى تركيا، ومن هناك يعبرون للعراق أو سورية.. السؤال لماذا يأتون للكويت؟ ومنها ينتقلون الى مقار الارهاب الذي يريدونه؟.. هل السبب يعود الى وجود بيئة حاضنة للارهابيين من اخوان وسلف كويتيين يسهلون مهمتهم بالسفر؟! ام يعود السبب الى انفتاح الكويت على العالم واستغلال هذه الجماعات لاجواء الحرية لممارسة انشطتهم الحزبية؟!


انضمام الكويت للتحالف الدولي ضد الارهاب يفرض علينا مسؤوليات كبيرة ومعالجة علمية هادئة لرصد كل الظواهر السلبية التي ادت الى تفشي ظاهرة المغالاة في الدين في مجتمعنا هل نحن في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا؟

&