أسامة الغزالى حرب

أضم صوتى بكل قوة إلى ما كتبه الزميل والصديق العزيز الأستاذ سليمان جودة فى عموده المميز خط أحمر بالمصرى اليوم صباح أمس (الأحد 21/9) بعنوان لا تؤخرها يا فضيلة الإمام التى يتمنى فيها على الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يقابل مبادرة خادم الحرمين الشريفين، بإعادة ترميم الأزهر على نفقته،


بالمسارع إلى تجديد مضمون و فحوى رسالة الأزهر وأضم صوتى إلى أستاذ جودة فى مخاطبته للإمام الأكبر.. هل لو كان الأزهر كما تحب أنت، وكما نحب نحن، ويحب كل مصرى مخلص لوطنه...هل كان سيعطى فرصة، أى فرصة، لأن يظهر التطرف حولنا فى كل مكان هكذا؟..مشيرا إلى مهزلة داعش والدولة الإسلامية؟! لقد تلا ذلك قراءتى لما نشر فى موقع اليوم السابع (الخميس 11/9) من لقاء مع أستاذنا الكبير الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى يتحدث فيه عن أنه يعكف على قراءة كتاب تاريخ الإصلاح بالأزهر للعالم الأزهرى الجليل الراحل الشيخ عبد المتعال الصعيدى، وهو الكتاب الذى سبق لى أن قرأته مبكرا للغاية فى ضمن مكتبة والدى رحمه الله.لقد كان الشيخ الصعيدى عالما أزهريا مرموقا، وأستاذا بكلية اللغة العربية بالأزهر، درس علم المنطق، واهتم بقراءة الفلسفة و تاريخ الحضارة الإنسانية، وأعجب بفلسفة إبن رشد، مما جعله يرصد عمليات الإصلاح التى شهدها الأزهر منذ محاولات الشيخ حسن العطار وفترة الحملة الفرنسية. لذلك فإن اهتمام حجازى إنما يعكس فى الواقع، الإنشغال بنفس الهم الذى عبر عنه جودة، والذى أشاركهما فيه، أى: إصلاح الأزهر! وإذا كان كتاب الشيخ الصعيدى يرصد محاولات الطهطاوى والأفغانى ومحمد عبده ثم مصطفى العروسى فالظواهرى...إلخ فإننا اليوم نهيب بالإمام الأكبر أحمد الطيب ، الذى أعرف تماما عقليته الواعية المتفتحة، والتى ساعده عليها إتقانه للغة الفرنسية وتعرفه عن قرب على الثقافة الفرنسية ، أن يعيد للأزهر مكانته العالية، التى تعرضت للأسف الشدبد- لنكسة لا يمكن تجاهلها على يد الإخوان، بعد أن نجحوا فى التسلل إليه. لقد آن الأوان للشيخ الطيب أن يبادر بالإصلاح فى الأزهر بكل مهنى الكلمة، أى ما يقدمه الأزهر من مناهج، وما يعانيه من تسلل إخوانى، ليعود الأزهر كما كان، وكما ينبغى أن يكون دائما، منارة للدعوة الإسلامية المعتدلة والعلم الإسلامى الرصين.
&