الياس الديري
&
حتى هذه اللحظة، ولأيّام وأسابيع، لا يختلف وضع لبنان بصورة عامة عن وضع المخطوفين إلى أعالي القمم الشرقيّة والرهائن المعصوبة الأعين في مغاور المنطقة ذاتها.
&
فهو بدوره مخطوف من داخل ومن خارج. ورهينة لبعض أهله وأبنائه البرَرة، في إشراف بعض الأشقاء والجيران والغيارى. كل التناقضات السياسيّة والمذهبيّة والجغرافيّة تآزرت ضده لتحوّله بلداً مكشوفاً في وجه كل المخاطر التي تقودها "دولة داعش".
&
وما من مسؤول، أو مرجع، أو متزعّم يملك جواباً عن سؤال "إلى إين"؟
&
الناس في حيرة من أمرهم. أخبار تقول إن عين "داعش" على لبنان، ولن يوفّره من غزواته حين تتاح له الظروف الملائمة، فيما تبشّر أنباء أخرى باقتراب الفرج واقتراب موعد انتخاب رئيس للجمهورية مطلع تشرين الثاني، على أبعد تقدير.
&
أين الحقيقة من كل هذه الأخبار والأقاويل والتحليلات العشوائية التي لم تثبت الأحداث والتطوّرات صدقيتها، ولو مرة واحدة. ولو من طريق المصادفة؟
&
لا جواب دقيقاً صادقاً في هذا الصدد، سوى أن اللقاء الذي جمع وزيري خارجيّة السعوديّة وإيران، قد أطلق العنان للاستنتاجات وبناء قصور الحلول فوق رمال متحرّكة.
&
حتماً وأكيداً أن التقارب بين الرياض وطهران لم يعد مستحيلاً. كذلك التفاهم والتوافق على عدد مهم من الأحداث والقضايا التي تهمّ البلدين. ولبنان على ما تقول التوقّعات كان حاضراً، مثلما حضرت سوريا وحربها التي تدمّر تباعاً ما تبقّى من بوابة التاريخ وقبلة الشرق والغرب.
&
وفي مجالس الهمس والأبواب المقفلة يرجّحون أن تكون أحداث اليمن مفتعلة و"مدبَّرة" بكل تطوّراتها وتفاصيلها، لتكون جائزة ترضية تُقدَّم لإيران بدلاً من ضائع، ومن سوريا تحديداً، عندما تُنجز الاتفاقات، وتُبرم الصفقات، وتتهيّأ المنطقة لـ"سايكس – بيكو" جديد تدخله إيران من الباب الواسع، وبثقة بالنفس والدور.
&
وكشريك مباشر في المنطقة، لا من خلف الستارة ولا في الكواليس. فضلاً عن أن من السابق لأوانه التأسيس والبناء على هذه الاحتمالات، أو "الترجيحات"، فإن مادة الامتحان الصعبة والمرجّحة ليست في تبادل الدمى، ولا في استبدال مواقع النفوذ فقط، إنما هي في بيروت. وفي قصر بعبدا المفرغ ممّن يشغَله عادة. وفي ساحة النجمة حيث يجتمع مجلس النواب في جلسة غير عاديّة تُسفر عن انتخاب الرئيس الجديد، المنتظّر على أحرّ من الجمر.
&
تقول الأمثال كل ساعة لها ملائكتها. فمن الآن إلى أن يحين موعد لبنان مع هذه الانفراجات الملحّة والمصيريّة، لا بدّ من تنبيه المسؤولين عن الأمن والاستقرار إلى أن الفِتن لا تنام مُغمضة العينين، ومثلها "داعش".
&
كذلك الأمر بالنسبة إلى حملة لواء "الشرق الأوسط الجديد" وتوزيع الحصص والجوائز...