لندن - "الشرق الأوسط": مع انطلاق أولى غارات التحالف الدولي - العربي على التنظيمات المتطرفة في سوريا، سكنت الأجواء في العاصمة دمشق 24 ساعة لم تسقط خلالها قذائف وسط المدينة، وتراجع صوت سيارات الإطفاء والإسعاف، سوى تحليق الطيران الحربي الذي يغير على مناطق في ريف دمشق.
&
وسيطر خليط من الوجوم والفرح على وجوه الدمشقيين بين خوف من المجهول وغبطة بقرب التخلص من التنظيمات المتطرفة، أو قد تكون الضربات مقدمة للخلاص من حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وساد الانقسام في الموقف حتى في أوساط الموالين للنظام الذين يرون أن الجيش السوري غير قادر بمفرده على «استئصال هذا المرض الخبيث» والدليل أن 40 دولة تحالفت مع أقوى قوة في العالم لضربه، بينما يظهر البعض تحفظا في الترحيب بالغارات الأميركية، باعتبار أن «لا ثقة في أميركا على الإطلاق».
&
غير أن النظام السوري رحب بالضربات، وقال وزير المصالحة الوطنية، علي حيدر، لوكالة «رويترز»، أمس، إن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين تسير «بالاتجاه الصحيح من حيث إبلاغ الحكومة السورية، وعدم التعرض للمؤسسات العسكرية السورية، وعدم التعرض للمدنيين».
&
وعدت صحف سورية موالية للنظام أن الجيشين، السوري والأميركي، باتا «في خندق واحد».
&
ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات عن مصادر دبلوماسية سورية، قولها إن «القيادة العسكرية الأميركية باتت في خندق واحد مع قيادة الجيش السوري في الحرب على الإرهاب داخل سوريا وعلى حدودها الشرقية والجنوبية الشرقية، حتى لو رفضت واشنطن ودمشق مثل هذا التشبيه، لأنه يتعارض مع توجهات رأيها العام، إلا أنه واقعي وحقيقي»، وأضافت أن «الجيش السوري سيستفيد حتما من الضربات الجوية الأميركية، خصوصا أنه الأقوى على الأرض، ولديه قدرة ومرونة في التحرك الميداني، وهو الذي سيقيم نتائج الضربات الجوية الأميركية، وما إذا كانت حققت هدفها أم لا».
&
إلا أن الصحف السورية شككت في نيات هذه الضربات، وما إذا كانت واشنطن جادة في «مكافحة الإرهاب»، وهي العبارة التي يستخدمها نظام الأسد في وصف المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ أكثر من 3 أعوام.

&