عبدالعزيز السويد

لا يذكر للإدارة الأميركية أنها أبدت استياء من وصف طهران لها بالشيطان الأكبر خلال أعوام طويلة، تعلم واشنطن أن هذا الشعار هو للاستهلاك الداخلي والإقليمي، والأخبار تتوالى هذه الأيام أنه في ذروة تصعيد استخدام ذلك الشعار كانت المحادثات السرية تنعقد بجد ونشاط حول الملف النووي وغيره من الملفات، والمستشارون العسكريون الأميركيون يعملون الآن جنباً إلى جنب في العراق مع عسكريين إيرانيين لمصالح الجيش العراقي الذي أعلن الجميع بما فيهم الساسة العراقيون عن أوضاعه المتردية، قد لا يكون هؤلاء الخصوم «ظاهرياً» في غرفة واحدة، لكنهم يعملون للهدف نفسه.

&

ومع تطبيع العلاقات الميدانية على الأرض العراقية اختفى شعار الشيطان الأكبر، وخففت واشنطن من لهجتها ضد إيران حول الملف النووي، الذي يسترجع التهديدات الأميركية والإسرائيلية لإيران لن يجد لها حضوراً الآن.

&

جماعة الحوثي في اليمن تمارس الأسلوب الإيراني، شعاراتها الموت لأميركا والموت لإسرائيل واليهود، واشنطن تعلم أنها شعارات تلهب عواطف السذج لتغطي الأهداف الفعلية، لكن هناك نقطة غائبة، تعودنا أن أي استعداء أو تحريض ضد اليهود يجابه بعاصفة من ردود الفعل الغربية، من منظمات وحكومات، حتى ولو كانت مقالة في صحيفة، لكن شعارات مثل التي يرفعها الحوثي المسلح، وفيها الموت لليهود منذ أعوام، ويستولي على عاصمة اليمن لم تحرك ساكناً في العالم الغربي! ولم نرَ أي صوت يضج بتهمة «معاداة السامية» و«التحريض على الكراهية» على رغم أن هناك أقلية يهودية يمنية مهددة!
&