&راغدة درغام

&


أكد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة عزم بلاده على المضي في محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية – «داعش»، مشدداً على أن «هذه ما هي إلا معركة من حرب أوسع قد تطول وستطول».

ودعا آل خليفة في حديث إلى «الحياة» في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى التمييز بين مسألة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية – «داعش» في سورية والمسألة الأخرى المتعلقة بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بما يلبي تطلعات الشعب السوري نحو الديموقراطية والتعددية.

وقال إن محاربة «داعش» أصبحت أولوية بالنسبة إلى الدول العربية المشاركة في التحالف الدولي، إذ «كشف عن وجهه الحقيقي» بعدما «كانت هذه الحركات متخفية ومتسترة بمقاومة النظام السوري من ضمن الثورة السورية».

وأكد عدم القبول بإلغاء هذه المجموعات الحدود بين العراق وسورية، فضلاً عن احتلالها المدن وارتكابها الجرائم وتهجيرها الأقليات. وحذر من أن نجاح هذه التنظيمات «سيعيد المنطقة إلى ما قبل العصر الحجري».

واعتبر أن إيران أرسلت عناصر من الحرس الثوري إلى سورية، إضافة إلى حزب الله الذي «يحارب عنها بالوكالة».

وأكد أن دول مجلس التعاون الخليجي دعت الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات في مجلس الأمن ضد جماعة الحوثيين في اليمن، وكل من ساعدهم على احتلال صنعاء أو يعيق العملية السياسية ويعرقل عمل الحكومة.

وهنا نص الحديث:

> نبدأ بموضوع التحالف الدولي ودور البحرين فيه. تشاركون عملياً بطائرات في سورية وبمواقف سياسية دعماً للقيادة الأميركية في التحالف. ما هي أسباب التحاقكم بالتحالف بهذه القوة؟ وماذا تفعلون؟

- إن كنا قد وقفنا، كما تقولين، دعماً للقيادة الأميركية في هذا الموضوع، إلا أن المعركة ليست معركة أميركية. المعركة هي معركتنا في الأساس. هم ناس استهدفونا نحن كدول وكشعوب وكتاريخ وكثقافة وكل شيء، فنحن يجب أن نشكر الولايات المتحدة على أنها اهتمت بهذا الموضوع ووقفت مع حلفائها. هذا أول شيء، ثانياً هذه ليست المرة الأولى التي نقف فيها مع أشقائنا وحلفائنا. حاربنا معاًَ في أفغانستان، ووقفنا معاً في خليج عدن والمحيط الهندي ونعمل مع بعضنا بعضاً يوماً وراء يوم في حماية مياه الخليج العربي. هذا ليس جديداً علينا، ولا تنسي تحرير الكويت.

> أنتم تشاركون في الغارات على سورية بثلاث طائرات، السعودية بأربع والإمارات بأربع. لماذا تدخلون بهذا الحشد في المعارك في سورية؟

- لا أريد الدخول في تفاصيل العملية العسكرية، لكن المسألة هي حول المشاركة والدور. إن لم نقم بدور فاعل، وأضع خطين تحت هذه الكلمة، أي بدور فاعل ومشارك في حماية المنطقة، فسنكون مقصرين تجاه أنفسنا وشعوبنا ودورنا العالمي.

> ماذا تقول للذين يعتقدون أن الإقبال على الحرب على «داعش» وأخواته سيؤدي إلى تقوية الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد في دمشق، وبالتالي سيغير الموازين التي تأتي لمصلحة من كنتم تعارضونه كدول خليجية؟

- نحن لا ننظر بهذه الطريقة. أرجو ألا يحصر موضوع «داعش» في الخلاف السوري. موضوع «داعش» والإرهاب أكبر من الخلاف السوري بكثير، فنحن ننظر إلى الصورة الأوسع، والخطر الأكبر الذي يهددنا جميعاً، ولا ننظر إليه كدور في مسألة سورية.

> لماذا التركيز على الرقة، على منطقة الرقة؟

- هذه أمور نقرأها في الأخبار عندما يكون قصف على الرقة، لكننا جميعنا نعلم أنها مدينة مهمة سقطت في أيدي الإرهابيين، كما سقطت مدن أخرى كالموصل والحسكة وحول دير الزور وتلك المناطق، فيجب أن ننتبه إلى أن الإرهابيين أينما وجدوا، فهم هدف.

> اجتمعتم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أعتقد ثنائياً، إلى جانب اجتماعكم به ضمن دول مجلس التعاون الخليجي.

- ثنائياً نعم، اجتمعت به في جدة.

> وهنا في الأمم المتحدة، اجتمعتم في إطار مجلس التعاون الخليجي.

- نعم، واجتمعنا مع الرئيس أوباما أيضاً ومع جون كيري، اجتماعات عدة.

> نتكلم عن الاجتماع مع الرئيس أوباما أولاً، عندما أتى إلى نيويورك وطلب منكم الاجتماع به كرؤساء لوفود الدول التي شاركت في العمليات العسكرية في سورية، إلى جانب شكركم، ماذا قال لكم؟

- والله شكرنا وشدد على دور بلاده بأنها ملتزمة محاربة الإرهاب في كل مكان، ونحن أكدنا هذا الكلام وأثنينا عليه بأن الإرهاب ليس محصوراً فقط في هذه المعركة، فما هي إلا معركة من حرب أوسع قد تطول وستطول.

> وستطول إلى أي أمد؟

- لا نعلم.

> يقولون سنوات. ماذا قالوا لكم؟

- سنوات.

> 3، 5، 10؟

- لا يهمنا، سمعنا هذا الكلام. لكن هذا الأمر طالما أنه ضروري يجب أن نقوم به. إن لم نقم به فسنعاني سنوات.

> ماذا طلب منكم الرئيس أوباما في اجتماعكم به؟

- شكرنا وطلب أن نستمر وأكد لنا أنه ستوضع الخطط وأطر التعاون في مختلف المجالات، وكان هذا روح الاجتماع، لكن أريد وأكرر، كلمة «سنوات» مهمة، لا بد من أن أقولها. إن لم نحارب ونلتزم «سنوات» فسنعاني الأمرين لسنوات. فيجب أن نواجه.

&

الحفاظ على العراق وسورية

> على ماذا حصلتم من ضمانات وتطمينات سياسية أميركية، لجهة مصير العراق أولاً، ومصير سورية؟ هل الولايات المتحدة تدعم صورياً استمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة الآن؟ هل يتحول الموقف الآن؟

- لم نتكلم في هذا الموضوع بتاتاً. تكلمنا وسمعنا كلاماً عن دعم المعارضة السورية الوطنية. تكلمنا عن هذا، لكن مسألة دعم أو استمرار الرئيس السوري لم نتكلم فيها.

> هل تكلمت عن ذلك مع جون كيري؟ لا بد من أنكم تكلمتم، علماً أن جون كيري والإدارة الأميركية يصرحان علنياً أن بشار الأسد ليس في التحالف لأنه فقد الشرعية وفق ما يقولون. أي وفق تعبيره.

- الحكومة السورية ليست في التحالف. هذا صحيح.

> ليست في التحالف الآن. هل ستكون في التحالف مستقبلاً؟

- والله أنا لست متنبئاً بالمستقبل، بقدر ما أقول لك ماذا يجري اليوم. لكن المسألة هي أن العراق، سألتني عن العراق أيضاً؟

> دعنا نبقَ في موضوع سورية الآن. هل لمستم استعداداً لدى الولايات المتحدة لإعادة تأهيل النظام في دمشق ليكون مقبولاً لديها، علماً أنها تقول إنه فقد الشرعية؟

- لم نبحث ذلك أبداً، ولم نتكلم في ذلك أبداً، بل تكلمنا عن ضرورة مواجهة الإرهاب. وفي الشأن السوري تكلمنا في أن يكون هناك دعم للمعارضة السورية الوطنية. تكلمنا في هذا الشأن ولم نتكلم في شيء آخر.

&

سورية اليوم التالي

> أجريت حديثاً مع رئيس الائتلاف الوطني السوري أثناء وجوده هنا في الأمم المتحدة على هامش الجمعية العامة، وهو يقول إن هناك قصوراً أو تقصيراً في نوعية الدعم الذي تتلقاه المعارضة.

- لا أعرف ماذا يقصد، حقيقة. قد يكون لديه نقطة معينة لا أعلمها، لكن أنا أعلم أن الدول الشقيقة ملتزمة دعمها، ولكن قد تكون لديه نقطة لا أعلمها.

> هم السوريون في سورية. جنود على الأرض في هذه العملية العسكرية ضد «داعش». لكن، هل هم مطالبون بأن يكتفوا بذلك أم إن هناك ضمانات وبحثاً في شأن «اليوم التالي»؟ يعني بالنسبة إلى العلاقة مع النظام في دمشق الذي يريدون إطاحته؟

- أرجو التعامل مع كل من هذين الموضوعين في شكل مختلف ومن منطلقات مختلفة. هناك المسألة السورية التي نريد أن نصل إلى حل سياسي لها في ما يتعلق بالخلاف السوري، بحيث تتحقق تطلعات الشعب السوري، والتعددية والديموقراطية، هذا أمر ضروري كمسألة أولى. وهناك مسألة أخرى هي محاربة الإرهاب. نعم، هم (الإرهابيون) موجودون في سورية، لكن المسألة أكبر من أن نحصرها هنا، لأنها تهددنا جميعاً، فهناك عدد منهم موجود اليوم في سورية، وآخر في اليمن، والجزيرة العربية، وفي ليبيا ومصر.

> كيف أصبح الإرهاب فجأة الأولوية بالنسبة إليكم؟ بالأمس كان الأولوية لدمشق، وفجأة أصبحتم جميعاً في هذا الموقع وجعلتم من مكافحة الإرهاب، و «داعش» بوجه خاص، الأولوية؟

- لأنه كشف عن وجهه الحقيقي. لا تنسي أن هذه الحركات كانت متخفية ومتسترة بمقاومة النظام السوري من ضمن الثورة السورية. كلنا كنا نعلم هذا الأمر، وفي لحظة وجدنا أن قواتهم بدلاً من أن تضع طاقاتها في الثورة اتجهت شرقاً وألغت حدوداً واحتلت مدناً في بلد آخر، لاحظي أن أول ما فعلوه هو إلغاء الحدود، وهذا أمر لا نقبله. ثانياً، استهدفوا كل هذه الحضارة ومقوماتها في منطقتنا التي بنيت على مر السنين بالقتل والذبح والسبي، من يسبي هذه الأيام؟ وبالتهجير للمسيحيين، ودفع الجزية. متى حدث هذا الشيء في تاريخنا؟ لهذا رأيناهم خطراً داهماً يُرجع المنطقة، إن نجح، إلى ما قبل العصر الحجري.

> كيف ترد على الذين يقولون إن ذلك سيؤدي إلى أن تصبح كل هذه الحرب ومشاركة الدول الخليجية بالذات فيها، حرباً بالنيابة عن إيران لأنها في النهاية ستؤدي إلى تعزيز الدور الإيراني في سورية بالذات؟

- نحن لا نحارب أحداً بالنيابة وليس لدينا أحد يحارب بالنيابة عنا. لدينا دور واضح ونتعاون كدول. إيران هي التي لديها من يحارب عنها بالنيابة.

> ماذا تعني؟

- بكل وضوح، هي التي تدخلت في الشأن السوري، هي التي أرسلت مقاتليها الذين هم أفراد إيرانيون من الحرس الثوري، هي التي دعمت محاربيها بالوكالة، «حزب الله»، ليدخلوا في الحرب ويرهبوا الشعب السوري. هذه الأمور هم يقومون بها، نحن ننظر إلى أننا ندافع عن أنفسنا، أما كيف تنظر إيران إلى الأمر، فيعود إليها.

> عفواً، هناك رأي عام يقول إن دخولكم هذه الحرب سيؤدي إلى تقوية يد إيران في سورية، لأن هذه الحرب هي ضد أحد أعداء الحكومة السورية؟

- هذا (الإرهاب) عدو، عدو المنطقة كلها. هم موجودون في سورية، لكننا لا ننظر إليهم كجزء من المسألة السورية، نحن نتعامل مع وضع أكبر. المسألة السورية شيء والحرب على «داعش» شيء آخر.

> عراقياً، أين مصلحتكم أنتم في دخول هذا التحالف، كبحرين؟

- مصلحة البحرين في أن يكون العراق مستقراً وحدوده سليمة وسيادته محفوظة وشعبه مرتاحاً ويسير إلى الأمام ويتقدم من دون أي تدخل خارجي من أحد. هذه هي مصلحتنا الحيوية في هذا البلد الشقيق. وحقيقة، نحن رأينا في الفترة الأخيرة تطورات مهمة، رأينا حكومة جديدة، وأفقاً جديداً يؤدي إلى انفتاح مع دول المنطقة. أنا حقيقة أتطلع إلى أن ألتقي أخي إبراهيم الجعفري وزير الخارجية (العراقي) وأتطلع إلى زيارته واستقباله في المنامة.

&

أحوال اليمن

> أثناء اجتماعكم مع جون كيري في نيويورك، سمعت أنكم وضعتم اليمن في صدارة الحديث معه، وطلبتم منه أن يتقدم بموقف في مجلس الأمن لفرض عقوبات على الحوثيين وعلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح. هل تشرح لنا ماذا قلتم وماذا تلقيتم؟

- نحن أكدنا، والولايات المتحدة أيضاً ترى معنا هذا الأمر وصدر عنها تصريح رسمي من وزارة الخارجية، الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس عبد ربه منصور هادي، وكان في نيته أنه يصب في مصلحة استقرار اليمن. أولاً، على رغم أنه كان هناك نوع من الفرض بقوة السلاح. ثانياً، أطراف أخرى في الاتفاق لم تلتزم به، الحوثيون وغيرهم، واحتلوا العاصمة بكل مفاصلها وكل مبانيها الرئيسية. الآن يجب أن يساعد اليمن بأي طريقة لئلا يسقط في براثن الإرهاب والحرب الأهلية وعدم الاستقرار الطويل، والطريقة المثلى هي وضع عقوبات على أفراد يتزعمون الدور الذي يضعف حكومة اليمن ويهدد استقرارها. عقوبات من مجلس الأمن.

> مَن سيتقدم بهذا الطلب؟

- المشاورات جارية الآن، ولا أريد أن أؤثر في سيرها.

> دعني أفهم، عقوبات على مَن تحديداً؟

- عقوبات على من يحتل صنعاء الآن.

> الحوثيون؟

- الحوثيون وغيرهم.

> علي عبدالله صالح؟

- أتكلم عن الحوثيين وغيرهم وكل من ساهم في إثارة عدم الاستقرار في اليمن بعد توقيع الاتفاق، وساهم في احتلال صنعاء.

> لماذا يغيب لبنان عن محادثاتكم أنتم كدول مجلس التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة، على رغم أن الخطر بدأ يحدق به؟ وتركزون على العراق وسورية، هل غاب لبنان؟

- لم يغب. لبنان كان معنا في الاجتماع، كان في جدة وكان معنا في باريس.

> أتحدث عن اللقاء مع جون كيري في نيويورك، اللقاء الأخير مع دول مجلس التعاون الخليجي.

- كان (موضوع لبنان) موجوداً، وذُكر، ومسألة استقرار لبنان واستهدافه حيوية بالنسبة إلينا، لأن لبنان من الدول التي يجب أن تظل ناجحة وتبقى بيننا لأنها تمثل كل هذا التعايش. استهداف لبنان كان أحد الأبواب الرئيسية التي نبهت العالم إلى أن المنطقة في خطر كما هو استهداف المسيحيين والإزيديين في الموصل والعراق. استهداف لبنان كان إنذاراً كبيراً بأن رموز التعايش في المنطقة مستهدفون. لبنان محور رئيسي للاستقرار، وله علاقة في كيفية توصلنا إلى اتخاذ هذا القرار.

> يبدو واضحاً أن هناك اختلافاً في مواقف دول مجلس التعاون الخليجي في طروحات وملفات عدة. لنقل مثلاً ليبيا، يبدو أن هناك خلافات خليجية - خليجية ومواقف مختلفة دعماً لهذا الطرف أو نقيضه. كيف تبحثون ذلك في مجلس التعاون؟ هل تتركونه أمراً ثنائياً، أم لديكم موقف واضح نحو ليبيا التي أنتم كمجلس تعاون خليجي قمتم بدور ما في تغيير جذري فيها، بدءاً من إطاحة معمر القذافي حتى الآن؟

- في نهاية الأمر، لا أريد أن أدخل في هذا الموضوع. أمور المسألة الليبية كبيرة. أريد أن أكون واضحاً في أن المسألة هي في يد الشعب الليبي، الليبيون هم الذين في أيديهم أن يوحدوا مواقفهم وأن يأخذوا بلدهم إلى بر الأمان، طالما أن في البلد خلافات فستتدخل الأطراف هنا وهناك، لكن موقفنا واضح مع هذا البرلمان المنتخب الذي أقسمت الحكومة منذ يومين أمامه اليمين الدستورية. هذا هو الطريق الصحيح الذي نراه لليبيا، برلمان منتخب.

> كيف تصف علاقاتكم حالياً مع قطر؟

- قطر جزء من مجلس التعاون، وبيننا علاقات في مختلف المجالات، لكن، بيننا أمور يجب أن تنتهي. ومن هذه الأمور أننا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حصل انقسام في محاولة سحب السفراء، ولا يزال. ونتمنى إن شاء الله في الفترة المقبلة أن تزول كل مسببات هذا الأمر وأن تعود الأمور إلى مجاريها.

> هناك كلام عن إعادة السفراء قريباً، هل هناك موعد؟

- يمكن أن تكون في أي وقت، ولكن إزالة مسببات أي خلاف مستقبلي إضافي مهمة جداً. يجب أن نتجاوزها، لا أن نوحي بصورة ما أننا نتخذ خطوات مختلفة أو سابقة لأوانها، بين وقت وآخر.

> عُمان عارضت قيام الاتحاد الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، هل هناك ما أدى الآن إلى تغيير في المواقف، هل ما زالت المعارضة قائمة والاتحاد معرقلاً؟

- الاتحاد ما زال مدرجاً على جدول أعمال اجتماعاتنا، كل مرة. الاتحاد، إن شاء الله، أتمنى أن يتحقق لأنه عندما وضع خادم الحرمين الشريفين موضوع الاتحاد على الطاولة، فهو مطلب شعبي. نتمنى إن كانت هناك معوقات من هذه الدولة أو تلك، أن نتجاوزها في المستقبل.

> أخيراً لا بد من السؤال المطروح دائماً عليكم أنتم في البحرين وهو ما تتهمكم به مؤسسات حقوق الإنسان بأنكم تتجاوزون حقوق الإنسان وتخترقونها في علاقتكم مع المعارضة. وعدد المساجين السياسيين عندكم، وفق ما قرأت، يقال إنه بلغ 2000 شخص، من جهة نسمع أنكم تتواصلون، ثم نسمع أنكم تسجنون، كيف ذلك؟

- لا بد من أن ننظر إلى المسألة من موضوعين، أولاً موضوع حقوق الإنسان مهم جداً ولا يوجد بلد في العالم، حتى هذا البلد الذي نحن فيه، الولايات المتحدة، إلا ومرت فيه مسائل تتعلق بمخالفات لحقوق الإنسان. المسألة ليست الحالة في تلك المخالفات، لكن في كيفية تعامل الدول مع أوضاع حقوق الإنسان فيها وكيف تضعها على الطريق الصحيح. نحن واثقون جداً بأننا الآن تجاوزنا هذه المرحلة، ووضعنا كل الآليات التي تمنع انتهاك حقوق الإنسان، من ناحية رجال الأمن في البلد. نتطلع، والعالم يعمل معنا، ومفوضية حقوق الإنسان تعمل معنا، ومنظمة العفو الدولية تزور البحرين بتواصل ولدينا علاقات وقطعنا شوطاً كبيراً. نأتي إلى موضوع المساجين، كلمة أن هناك 2000 سجين، اسمحي أن أقول هذا غير صحيح. هناك عدد قليل من السجناء السياسيين الذين حُوكموا محاكمة عادلة، ووضعوا في السجن نتيجة تآمرهم لإسقاط الدولة. وهذا عدد قليل ومحدود. أما الأعداد التي يتكلمون عنها فهي عن مخربين من الشارع يرتكبون جرائم ضد رجال الأمن وضد مواطنين ويروعونهم، وغالبيتهم شباب فيلقى القبض عليهم ويؤخذون إلى المحاكم. هؤلاء لا نعتبرهم سجناء سياسيين لأن من يرتكب جريمة ترويع في الشارع ليس سجيناً سياسياً.

> هل هناك أي تواصل مع إيران أو مع «حزب الله». من أجل التوصل إلى تفاهم...؟

- ليس لهم أي عمل في البحرين. لا إيران ولا «حزب» الله ولا غيرهما ولا أي دولة في العالم. هذا الشأن بحريني بحت وإن نجح فسينجحه البحراينيون ونحن متفائلون حقاً لأن هناك حواراً جاداً بتوجيه من جلالة الملك وسموه، وهناك قواسم مشتركة الآن تم التوصل إليها في ورقة، وهناك انتخابات مقبلة في 22 تشرين الثاني (نوفمبر). نحن واثقون وقلوبنا مرتاحة ولسنا خائفين من شيء. ولكن يجب أن نتعامل مع الموضوع كبحرينيين. دول العالم إذا كان لها رغبة في معرفة أمور البحرين، فنحن شاكرون على ذلك وشاكرون لدعمهم، لكن أهل مكة أدرى بشعابها.

> هل ما زلتم تشعرون بأنكم مستهدفون. أنت قلت في أحاديث سابقة إنكم الجبهة الأمامية، هل خف ذلك الشعور؟ وقلت إن الجبهة الأمامية تتعلق بالمشاريع الإقليمية نحو المملكة العربية السعودية. هكذا كنت تتكلم انطلاقاً مما تريده إيران. وها أنتم الآن في تحالف في الواقع كما يقال، يخدم إيران، ويغض النظر عن «حزب الله» في سورية. اشرح لنا هذا الأمر.

- هناك سبب أن البحرين دائماً في الجبهة الأمامية. البحرين أولاً منفتحة في شكل سبق الكثيرين في مختلف المجالات، ومن لديه في بلاده الانفتاح التام الذي يعطي الضمانة إلى الصحيح والعاطل من كثير من المنظمات؟ هناك من جاء منهم وأراد أن يدخل من هذا الباب، باب الانفتاح، فيدخل علينا في ما هو مختلف عن مجتمعاتنا وعن أوضاعنا الاجتماعية والسياسية. والنقطة الثانية أن البحرين بلد فيه مختلف الطوائف، خصوصاً طائفتين إسلاميتين مختلفتين، السنّة والشيعة. فمن هو طائفي أراد أن يدخل من هذا الباب، الطائفي دخل من باب التفرقة بين المسلمين. هذا الانفتاح الذي نحن فيه بالبحرين ومتمسكون به نحن لأنه شيء في مجتمعنا، هو الذي جعلنا في الواجهة الأمامية. إذا كانت في البلد طوائف هناك من استغل هذا الوضع، إن كان «حزب الله» أو غيره من المنظمات أو إن كانت أطراف في إيران دخلت وحاولت أن تخرب.
&