&عماد المرزوقي&


• نسبة البطالة لدى الشباب العرب تصل إلى 40 في المئة وتنخفض بين اليهود وفي إسرائيل إلى أقل من 5 في المئة

• أثرياء اليهود يزيدون جمع التبرعات لإسرائيل وفي المقابل تنخفض المساعدات لفلسطين

• ثروة 200 يهودي أكبر من إجمالي الناتج المحلي لخمس دول خليجية

• سر ثراء اليهود وراءه ذكاء وثقافة دعم الشباب بقروض من دون فوائد

• 80 في المئة من كبار المديرين وأصحاب المناصب الكبرى في أميركا يهود أو متزوجون يهوداً
نحو 3 ملايين يهودي أغنى مرتين أو يزيد من كل الدول العربية قياسا لحجم إجمالي الناتج المحلي لبلدان الوطن العربي قاطبة، حيث أظهرت دراسة لـ«الراي» حول «سر تمدد قوة اليهود الخفية في العالم ومستقبل دعم إسرائيل مقابل دعم دولة فلسطين» أن الثروات التقديرية لنحو 3 ملايين يهودي أميركي واسرائيلي تقدر بأكثر من 6 تريليونات دولار متركزة أساسا في الولايات المتحدة، وجزء بسيط منها في اسرائيل وبذلك تفوق ثروات أغنياء اليهود أكثر من مرتين حجم الناتج المحلي الاجمالي لكل الدول العربية الذي قدره البنك الدولي في 2013 بنحو 2.8 تريليون دولار.

وتبين الدراسة أن جزءا من أثرياء اليهود ملتزمون بدعم اسرائيل كدولة يهودية ماديا من خلال زيادة التبرعات والاستثمارات ودعم الشباب اليهودي في اسرائيل وخارج اسرائيل بالإضافة الى تمدد قوة اليهود الاقتصادية الى أغلب مناطق العالم بفضل الاستثمار في الذكاء والابتكار والابداع. في المقابل فإن مستقبل دولة فلسطين في حال الاعتراف بكامل عضويتها في الأمم المتحدة واقرار حدود لها يواجه الكثير من التحديات خصوصا تذبذب مصادر الدعم المالي عالميا وعربيا مع انتشار الفقر والبطالة بين الفلسطينيين بسبب الاقتصاد الهش.

وتبين من أرقام توزيع الثروات واحصائيات الأثرياء وأرقام الأفراد والأسر الغنية اليهودية في أميركا وإسرائيل أن نحو 21 في المئة من الأسر الغنية في أميركا على سبيل المثال هم يهود حسب «وول ستريت جورنال» وان نحو 18 في المئة من الأسر الأميركية اليهودية هم مليونيرات. إلى ذلك فإن طبقة أثرى الأثرياء في أميركا تمثل فقط 10 في المئة من اجمالي الشعب الأميركي حسب تقرير مصرف «كريديت سويس» أي ما يقدر بنحو 31.7 مليون هم الطبقة الغنية ويمثل اليهود الأفراد في هذه الطبقة حسب تقدير موقع «بيلزاريان الاسرائيلي» نحو 10.5 في المئة اي نحو 3 ملايين أميركي يهودي من اصل اكثر من 6 ملايين يهودي يعيشون في اميركا، مع الاشارة الى انه لا تعتبر طبقة الأغنياء حكرا على اصحاب الملايين او المليارات فقط لأن المليونيرات والمليارديرات مصنفون على رأس قائمة الأغنياء.

ويحتل اليهود أيضا 10.5 في المئة من مجموع المليونيرات في اميركا (5.1 مليون مليونير تقديرات 2012 منشورة في بيزنس انسايدر) اي ان عدد الأميركيين اليهود المليونيرات يبلغ نحو نصف مليون يهودي مليونير يمتلكون نحو 1.2 تريليون دولار ما يعادل نسبة (10.5 في المئة) من حجم اجمالي ثروة المليونيرات في اميركا التي تعادل 12.7 تريليون دولار في عام 2012.

ويمثل اليهود نحو 35 إلى 40 في المئة من مجموع المليارديرات في أميركا حيث يبلغ عددهم نحو اكثر من 105 ملياردير اميركي يهودي حسب «فوربس اسرائيل»، وفي تقدير آخر يمثل المليارديرية اليهود نحو 40 في المئة حسب آخر تحديث لموقع أخبار اليهود في اميركا «لوكال نيوز ديدجيست».

ويبلغ مجموع اليهود المليارديرية في العالم نحو أكثر من 200 ملياردير نصفهم اميركيون وربعهم روس والبقية من مختلف الجنسيات بينهم اسرائيليون وأوروبيون حسب «فوربس اسرائيل).

وتناهز ثروات المليارديرية اليهود في العالم نحو اكثر من 812 مليار دولار في عام 2012. هذه الثروة زادت مع ارتفاع مع زيادة ثروات اليهود الأميركان والروس التي لم يتم تحديثها بعد. فنسبة اثرياء الروس اليهود ارتفعت اخيرا الى ربع ملياديرات روسيا بثروة تقدر بنحو 133 مليار دولار حسب تقرير «يديعوت أحرنوت» لتقترب ثروات اليهود الملياديرات الى نحو تريليون دولار يمتلكها 200 شخص فقط. وبذلك فإن ثروة 200 يهودي قيمتها التقديرية اكبر من اجمالي الناتج المحلي لنحو 5 دول خليجية باستثناء السعودية.

وحسب «فوربس اسرائيل» فإن نحو ربع الأثرياء في العالم هم من اليهود. وحسب آخر تحديث لأرقام مصرف «كريدي سويس» حسب تقرير لـ «دايلي ميل» فإن ثروات اثرياء العالم (المليونيرات) وصلت قيمتها في 2014 الى 114 تريليون دولار. وهذا ما يؤكد ان تقديرات ثروات اليهود الأثرياء في العالم قد تصل الى أكثر من 28 تريليون دولار ربع قيمة ثروات الأغنياء في العالم اذا صدقت ارقام «فوربس وكريدي سويس». كل هذه الأرقام تبقى تقديرية وليست نهائية لكن زيادة عدد المليونيرات والمليارديرات اليهود سنويا قد يكون خير مؤشر على تمدد قوة اليهود الاقتصادية.

وتعادل مجموعة ثروات اليهود في اميركا فقط حسب التقديرات التي قد تكون أقل أو أكثر -لعدم التنصيص على حجم ثروات اليهود الحقيقي- الى نحو 10.5 في المئة من اجمالي ثروات الأغنياء في اميركا البالغ 63 تريليون دولار حسب تقديرات تقرير الثروة العالمي 2014. وبالتالي فإن اليهود الأميركيين قد تعادل ثرواتهم باعتبار نسبتهم من أغنياء اميركا الأفراد نحو 6 تريليونات دولار. مع العلم أن طبقة الأكثر ثراء في اميركا تمثل 10 في المئة من اجمالي الشعب الأميركي ويمتلكون نحو 75 في المئة من اجمالي ثروات الولايات المتحدة التي قدرها تقرير الثروة العالمي العام 2014 بنحو 84 تريليون دولار.

يوجد اليوم نحو 22 مليون يهودي في العالم فقط لكن قوة أثريائهم الاقتصادية في الخفاء ضخمة وممتدة جدا وملاءة اليهود المالية قد تفوق الناتج الاجمالي المحلي لمواطني 152 دولة في العالم من حيث النفوذ الاقتصادي. وتعتبر أميركا مركز نفوذ اليهود اقتصاديا، حيث إن أغلب اليهود (80 في المئة) يشغلون المناصب العليا في اميركا على سبيل المثال. حيث ذكر تقرير«بيلزاريان ريبورت» أن «80 في المئة من كبار المديرين واصحاب المناصب الكبرى في الولايات المتحدة هم يهود أو متزوجون من يهود».

وحسب تقرير مصرف «كريدي سويس» فإن نمو الثروات تسارع أكثر في الولايات المتحدة الأميركية حيث إن نصف مليونيرات العالم (44 في المئة) يعيشون في اميركا. وحسب «يدعوت احرنوت» فإن نمو عدد المليونيرات اليهود سنويا يعكس نجاحهم اقتصاديا.

ويمتلك نحو 3 ملايين يهودي فقط ثروات فاقت بكثير ميزانيات ومداخيل ثلثي دول العالم أي ما يعادل نحو 152 بلدا، وبدا واضحا أن ثروات اليهود ليست متركزة في إسرائيل وحدها ولكنها أيضا في الولايات المتحدة خصوصا ثم في أوروبا وروسيا وبعض الدول الاخرى، لكن حسب تقديرات نشرت في صحيفة «اسرائيل حايوم» فإن «أغلبية الأثرياء اليهود متركزون في الولايات المتحدة الأميركية».

ووفق حسابات اعتمدت على أرقام مجلة «فوربس» التي تصنف ثروة الأفراد والشركات وإحصائيات مواقع تصنيف الأثرياء في العالم وفي أميركا، فإن نحو أكثر من نصف مليون يهودي بين مليونير وملياردير في أميركا وإسرائيل يمتلكون ثروات بنحو أكثر من 2.2 تريليون دولار مقتربة من اجمالي مداخيل الدول العربية.

هذه القوة المالية الجبارة تدير مؤسسات عملاقة يهودية، يعبر جزء كبير منه عن ولائه لهدف استمرار الدولة اليهودية من خلال زيادة تبرعات الأثرياء اليهود لإسرائيل مقابل تراجع دعم فلسطين ماليا؟ حيث أظهر تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في 2014 ان «انخفاض المساعادات المالية للسلطة الفلسطينية دفعها إلى اللجوء إلى تراكم المستحقات المتأخرة المترتبة عليها لتمويل العجز، وبلغت المستحقات المتأخرة في عام 2013 نحو نصف مليار دولار».

وكان مجلس اليهود العالمي على موقعه «ذكر أن التبرعات الخارجية من العرب إلى فلسطين تراجعت في مقابل زيادة تبرعات اليهود الى دولة اسرائيل».

وحسب موقع المكتبة اليهودية الافتراضية «جيوش فيرتيال ليبراراي» فإن «كل أموال إسرائيل تأتي 38 في المئة منها من تبرعات اليهود في اميركا».

الاهتمام بثروة اليهود قد تفرضه بعض الدوافع المنطقية اليوم ومن بينها برز دافعان قويان أولهما زيادة تبرع اليهود الأفراد لدولة إسرائيل ومشاريع يهودية، والثاني هو زيادة ثروات اليهود بسبب أعمال الابتكار والتسويق ومنتجات الإلكترونيات والبحث والاتصالات فيما لم ينمُ الجزء الأكبر من الثروات اليهودية بسبب عوائد نفطية على غرار دول عربية ولكن حسب تقرير لـ«يديعوت احرنوت» بعنوان «كيف يصبح اليهود اغنياء في اميركا»، ذكرت ان «اليهود أذكياء ولكن ذكاءهم ليس بالوراثة بل نتاج لثقافة شاملة بالإضافة إلى توفر الدعم المادي للطلبة اليهود في الجامعات الأميركية، فهم يحصلون على منح دراسية من مؤسسات يهودية خيرية أكثر من الحكومة، ويضاف إلى ذلك تعزز التضامن اليهودي الذي يروج له مجلس اليهود العالمي ولوبيات اليهود في دول مختلفة. كما أن اليهود استفادوا من دخول عالم البورصة لجني ثروات كبيرة بالإضافة إلى إبداعاتهم وابتكاراتهم في عالم الأزياء والموضة والتكنولوجيات الحديثة».

البحث عن الثراء لدى اليهود يبدو أنه يعتمد أكثر على مصادر أكثر استقرارا، لكن الاستنتاج الأهم يتمثل في أن عدد المليونيرات اليهود يرتفع أكثر من غيره من أي مليونيرات في العالم، وهذه الحقيقة تعود إلى نموذج تجاري عقائدي يعتمد على تشجيع اليهود الشباب حسب تقرير «يديعوت احرنوت» و«هآرتس» في انشاء مشاريع وتبني مؤسسات يهودية لأفكار الشباب اليهودي.

وأظهر تقرير على موقع «جودايزم» أن أكثر المؤسسات الملتزمة بالتبرعات هي مؤسسات يهودية، حيث إن أكثر من 45 في المئة من التبرعات الكبيرة المقدمة من الجمعيات الخيرية هي من قبل اليهود الأميركيين. وتتبرع الشبكة الخيرية اليهودية الأميركية بنحو 26 مليار دولار سنويا لدعم التلاميذ والطلبة خصوصا حسب موقع «فوورد».

وذكر موقع «بوليتيكس انان» أن «أكثر من 55 في المئة من جميع البالغين اليهود متحصلون على شهادات جامعية عليا و 25 في المئة على درجة الدراسات العليا»، مضيفا ان «أكثر من 60 في المئة من جميع اليهود يعملون في أعلى المناصب من فئات وظائف ثلاثة: فنية وتكنولوجية (41 في المئة)، وإدارة أعمال (13 في المئة)، وأعمال تجارية ومالية (7 في المئة).

وعلى عكس العرب فإن البطالة بين اليهود هي في حدودها الدنيا. وإمكانية إدماج الشباب في سوق العمل أسرع من وتيرة إدماج الشاب العربي في منظومة التشغيل. حيث يبين مؤشر المقارنة بين العاطلين عن العمل اليهود والعرب أن مؤشر البطالة بين الشباب العربي بلغ في السنوات الأخيرة بين 25 إلى نحو 40 في المئة حسب دراسة لمنظمة الأمم المتحدة للجامعات (unu) بينما انخفض هذا المؤشر لدى فئة شباب اليهود إلى نحو أقل من 5 في المئة وصولا إلى 4 في المئة على سبيل المثال في إسرائيل حسب موقع «آلجيماينر» اليهودي.

هذا الاختلاف الصارخ يعبر عن اهتمام من مؤسسات يهودية كثيرة بالتبرع إلى دعم التعليم وصولا إلى التكوين والتشغيل لتسهيل انتداب الشباب اليهود فضلا عن أن فئة المبادرين في الأعمال اليهودية تفوق كثيرا فئة الشباب المبادرين العرب. حيث تبين حسب تقرير لموقع «بي بي سي» إن «نسبة مهمة من الأثرياء الشباب هم من اليهود»، كما أن «سر تكوين الشباب اليهود لثروات هو تمتعهم بامتيازات عند تخرجهم مثل تحصلهم على قروض من دون فوائد من مؤسسات مالية يهودية لتشجيعهم على الاستثمار»، يضيف موقع «بيبليكال ايكونمويكس».

&