منصور الزغيبي

إن هذا الإنسان النبيل أسر قلوب الناس صغيرهم وكبيرهم، وفي كل مكان بالخارج والداخل، بحكم ما منحه الله من قلب رقيق، ونبل، وكرم، وتواضع نادر أن يُرى، وعفوية لا متناهية ولا متكلفة، إنها عفوية نابعة من قلب صادق شفاف ممتلئ رحمة وحناناً متدفقاً نحو أبنائه أبناء الوطن، كان همه الأول الدين والشعب والوطن. دائماً كان يوصي في اجتماعاته ومجالسه الخاصة والعامة بالاهتمام بالمواطن وحل مشكلاته، ومساعدته، وتيسير كل السبل له، والاستماع إليه.. وكان دائماً يحتفل بالعلماء والمثقفين ويمنحهم مكانتهم التي تليق بهم..

&

لقد استطاع والدنا جليل القدر خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، خلال العقد الماضي منذ توليه الحكم، أن يحدث تغييرات جذرية وكبيرة وغير مسبوقة، على مستوى تاريخ المملكة، وذلك لتوفيق الله له، ولامتيازه ورقيه الإنساني والفكري، وبسبب ذكائه عمل على استثمار ظروف المرحلة، ولم يكن تأثيره مقصوراً على المستوى المحلي، بل كان تأثيره كبيراً في مستوى الوطن العربي والعالم، ومن أبرز جهوده عالمياً كان رحمه الله عراب فكرة التسامح والسلام، وكان حريصاً جداً على الوحدة والالتحام بين العرب خصوصاً، وكذلك المبادرات التي قام بها نحو معظم الأزمات الاقتصادية التي تحدث في بقاع العالم وغيرها..

&

فهو بحق صاحب مبادرات إنسانية عظيمة، خدمت كثيراً من أبناء الوطن وغيرهم، فحسناته كثيرة، فمن الاستحالة عدها وحصرها في زاوية محدودة. فحبه وذكره في القلب والواجدان باق، وخصوصاً لمن يعرف معنى وطن.
&