مطلق بن سعود المطيري

رحل ملك حكم بالشريعة وخلفه ملك يحكم بالشريعة، أمانة دين تتوارث منذ فجر الحكم السعودي الاول: بهذا يكون الرد على المتسائلين عن سر سلاسة انتقال الحكم من ملك لملك، فليس في الامر دساتير تتبدل ولا يوجد ولاءات جديدة تتوالد، فالبيعة على ميثاق قديم لملك يتحدى بالدين ولايتحداه..

المملكة العربية السعودية ارض مصحف وسياسة، مصحف وشعب مصحف، "لله الامر كله" فبلد حضارته دين لا يقبل الاجتهادات الوضعية الا إن كان وراءها تحقيق لمراد الاسلام الحضاري، لا جديد في قصة التاريخ والشرعية ولا احتمالات متذاكية على الحكم والشعب تغصب الواقع وتنهب الحلم لتكون غرضا لفتنة او نزاع، وان تنوعت الاجتهادات فالمسار واحد..

فبيعة الشعب السعودي لسلمان بن عبدالعزيز بيعة لكتاب الله وسنة محمد عليه السلام، وبيعة لخدمة المقدسات وحمايتها، جانب مشرق من التاريخ الاسلامي يشع مع كل ولادة عهد جديد.

المملكة بلد بترول وليست بلدا شرعيته تقوم على البترول وإن اهتم العالم بانتاجه واسعاره، واصبح اقترابهم من هذه البلاد وابتعادهم عنها وفقا لاقتراب مصالحهم من هذه السلعة وابتعادهم عنها، ولا تطالبهم المملكة بان يكونوا معها غير ذلك، فالمصالح لغة سياسة وتحالفات وصراعات، ومن اجلها يتم التخلي عن المبادئ والاخلاقيات والعقائد، ولم يسجل التاريخ يوما على سياسة المملكة انها تخلت عن عقيدتها من اجل مصلحة خالفت مبادئها، وقفت مع القضية الفلسطينية بعقيدة وساندت صدام بحربه مع ايران بعقيدة، ووقفت ضده باحتلال الكويت ايضا بعقيدة، وساندت حق الشعب السوري كذلك بعقيدة، ودعمت خيارات الشعب المصري بعقيدة، ومع هذه الاخيرة زاد الهجوم عليها لتتخلى عن مبادئها بحجة ان خيارات الشعب المصري جاءت ضد حكم الاخوان، فهل كان الاخوان يحكمون بشرع الله ام بسياسة التحالفات التي تهدد المقدسات وسلامة عباد الله ؟

فمن حمل شعارا وعمل بنقيضه هذا شأنه ويدفع هو ثمن تناقضه، أم المطلوب ترك امر التحالفات التي تستهدف استقرارنا وارضنا ومقدساتنا، أليس المؤمن بالكيّس الفطن، وان كان ذلك لايسمى دفاعا عن العقيدة فماذا يمكن تسميته؟

سلمان بن عبدالعزيز وجه يعرفه العالم كله ويعرف بلاده فلا مفاجأة تنتظر العالم ولا ننتظر منه كذلك مفاجأة هذا على الصعيد الخارجي اما داخل البيت السعودي فملك البلاد والد للشعب وليس حاكما له، يقاس الرضا من عدمه بقياس الرحمة والتآخي والوجدان الواحد الذي يغضب من شيء عارض ولا يغضب من مصير، فصيرورة الحكم والانتماء لها محددات الاسرة الواحدة التي لا تخون وجودها بل تموت حفاظا عليه.
&