&مرسى عطا الله

&

&

&

قبل أكثر من نصف قرن - وتحديدا فى مطلع الستينات - نشرت دار الكرنك المصرية كتابا تحت عنوان: «دين الله واحد على ألسنة الرسل...


محمد والمسيح أخوان» للشيخ الفقيه المستنير محمود أبو رية وضمن الكتاب رواية حكاها المؤلف قائلا: «إننى كنت فى مجلس يضم بعض المشايخ وجرى الحديث حول من سيدخلون الجنة ومن سيحرمون من دخولها فبادرتهم بقولي: ما قولكم فى أديسون مخترع الكهرباء.. فقالوا أنه سيدخل النار.. فقلت لهم: يدخل النار بعد أن أضاء الدنيا وأنار مساجدكم وبيوتكم باختراعه؟».. فقالوا: ولو.. لأنه لم ينطق بالشهادتين.. فقلت لهم: إذا كان هذا الرجل العظيم وغيره من الذين وقفوا حياتهم على ما نفع البشرية جمعاء بعلومهم ومخترعاتهم - لا يمكن بحسب فهمكم - أن يدخلوا الجنة شرعا لأنهم لا ينطقون بالشهادتين أفلا يمكن أن يدخلوها بفضل الله ورحمته عقلا ما داموا يؤمنون بخالق السموات والأرض.. قالوا ولا هذه».. انتهى الاقتباس.


ومعنى ذلك أن مصر قبل أكثر من نصف قرن كانت تتسع للخلاف فى الرأى حول كافة القضايا الدينية والفقهية ولا يحظر نشر هذه الآراء المتعارضة فى الصحف وعلى صفحات الكتب فما الذى جرى لنا حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن من تشويه لصورة الإسلام فى عيون غير المسلمين خصوصا فى دول الغرب الذى تجتاحه هذه الأيام موجات من الكراهية غير المنصفة.

&

وكما قلت أكثر من مرة أن الحرب على الإرهاب وتنقية صورة الإسلام من شوائب الفكر المتطرف الذى غزا بلاد المسلمين وتوحش فى أراضيها خلال العقود الأخيرة لا يحتاج فقط إلى تجديد الخطاب الدينى وإنما نحن بحاجة إلى تجديد الفكر الدينى حتى يمكن أن ننتزع من كافة الكتب كل البدع والشبهات والأضاليل وبما يسمح بإعادة إعمال العقل فى شئون الدين والدنيا طالما هناك التزام بعدم الاقتراب من الثوابت.

&

ولن تتقدم الأمة الإسلامية - حسب اعتقادى - إلا بالعودة إلى العلم والعقل والحكمة والكف عن الخطاب العدائى الذى يتوعد الآخرين ويدعو عليهم بالهلاك والضياع فأصبحنا بهذه الثقافة الاتكالية فى ذيل الأمم نندب حظنا على مسلسل النكبات التى تحط على بلادنا جيلا بعد جيل وحقبة بعد حقبة بسبب الجمود وعدم جدية الرغبة فى تجديد الفكر الدينى.

&

خير الكلام:

&

<< صنفان لو صلحا صلح الناس.. الفقهاء والزعماء !
&