بيروت - آمنة منصور: اقتحمت «عملية شهداء القنيطرة» التي نفّذها «حزب الله» في مزارع شبعا المحتلة المشهد السياسي اللبناني وحجب «دخانها» كل العناوين السياسية وبينها الانتخابات الرئاسية التي مرّت «جلسة الانتخاب» الجديدة فيها امس وكأنها «لم تكن».
&
وسارع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الى التعليق مغرّداً على «تويتر»: «يبدو اننا سندخل في مرحلة اضطراب كبيرة، والسبب المركزي يعود الى الجنون الاسرائيلي، نتنياهو بالتحديد الذي من خلال عملية القنيطرة يريد تحسين وضعه الانتخابي كما فعل في غزة، واتى الرد (من حزب الله) اليوم، والرد متوقع. وفي هذا السياق، لا بد من أخذ الاحتياطات المناسبة اذا قامت اسرائيل بعدوان على لبنان».
&
وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع واضحاً في الاعتراض على عملية «حزب الله» اذ اعتبر أن «ما جرى على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية سيرتّب تبعات خطيرة جداً على الشعب اللبناني بأكمله»، متسائلاً: «كيف يسمح حزب الله لنفسه باتخاذ قرارات أمنية وعسكرية لا يوافق عليها اللبنانيون بينما في الوقت ذاته يُفاوض مع تيار المستقبل».
&
من جهته، شدد النائب سمير الجسر، احد ممثلي «المستقبل» الى الحوار مع «حزب الله»، في حديث لـ «الراي» على «أننا كنا نتمنى ألا يحصل شيء يستتبع ردات فعل على البلد، فهذا ما كنا نخشاه»، قائلاً: «فمع الإسرائيليين، ولا سيما حكومة نتنياهو يتصور المرء دائماً الأسوأ، فعادة ما تكون ردات فعلهم شرسة. بالإضافة إلى ذلك، من المؤسف أن هذا الأمر يأتي وسط أوضاع البلاد غير المريحة إقتصادياً وإجتماعياً ناهيك عن الظروف المحيطة به».
&
وإذ أمل «ألا يحصل أي شيء، وأن يحفظ الله البلاد»، رأى أن ما يمكن أن يخفف من التطور «ويساعد على إحتواء الوضع، أن هذه العملية حصلت في الأراضي (اللبنانية) المحتلة، لا داخل فلسطين المحتلة، فهناك فارق في هذا الشأن بين الإثنين»، مضيفاً: «ما مدى مصلحة إسرائيل بالرد وبأي حجم؟ الله يعلم، فلا ننسى أن الإسرائيليين في صدد انتخابات، وبالتالي فإن أي خطأ في الحسابات قد يؤثر على نتائج الإنتخابات. لكن المهم أن لا يتم تعريض البلاد لأي خطر».
&
وعمّا إذا كانت هذه العملية ستؤثر على مجرى الحوار مع «حزب الله» واستمراريته، أجاب: «الحوار ليس قائماً على مسألة السياسات الخارجية، فنحن حددنا مواضيع الحوار بالإحتقان المذهبي والانتخابات الرئاسية، وحيّدنا مواضيع خلافية بما فيها ما له بُعد خارجي كالتواجد في سورية والمحكمة الدولية»، متداركاً: «لكن هذا لا يمنع الحديث في هذا الموضوع، إلا أنه ليس موضوع الحوار، ولا الحوار يتوقف في المبدأ عليه».
&
الجسر وعما إذا سيتكرر مشهد «التضامن الوطني» في حال اندلاع الحرب، أكد «أننا لا نقبل بالإعتداء الإسرائيلي على لبنان وعلى شعبنا ومؤسساتنا تحت أي مبرر وأي ذريعة»، مذكراً بـ «أننا في ما يتعلق بالعدو الإسرائيلي لا نختلف مع أحد على أنه عدو»، خاتماً: «قد تكون هناك أكثر من مقاربة لبعض الأمور، ومنها الرد ومدى حجمه وتوقيته وتقديرنا للظروف وتمنينا بعدم قيامه كي لا يلحق الضرر بلبنان، فهذه مسألة، أما موقفنا من العدو الإسرائيلي فواضح ولم يتغير يوماً».
&
واكد عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب إيلي ماروني لـ «الراي» أن العملية «تطور خطير جداً»، مذكراً بموقف «الكتائب الدائم والثابت بوجوب أن يكون قرارا الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية»، ومحذراً من أن «ما يحصل اليوم قد يقودنا إلى المجهول وإلى الأخطار العديدة، التي قد تعرض لبنان عسكرياً وأمنياً وسياسياً وإقتصادياً وإنمائياً إلى ضربة لا قدرة له على تحملها». أضاف: «لذلك قلنا عندما حصل الإعتداء الإسرائيلي في القنيطرة، فلتردّ سورية على الإعتداء الذي حصل على أراضيها، فلماذا على لبنان أن يكون دائماً كبش المحرقة؟»، مشيراً إلى «التهديدات التي أطلقها نتنياهو إثر العملية بضرب لبنان وتدميره»، ومطالباً الحكومة اللبنانية بـ «الإسراع في اتخاذ الإجراءات وعقد الإجتماعات وإجراء الإتصالات، ليكون لدى مجلس الأمن موقف حاسم، ويمنع إسرائيل من القيام بأي عدوان عسكري على لبنان وتدميره».
&
من جانبه، لفت منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد لـ «الراي» إلى أن «المستغرب أنه من جهة تفاوض إيران الجانب الأميركي لتأمين بعض المكتسبات ومنها رفع العقوبات أو التفاهم على ملفات معينة، ومن جهة أخرى يسعى«حزب الله»للإطاحة بكل أحزمة الأمان الدولية«، مشيراً إلى أن «حادثة القنيطرة أطاحت بالقرار 242، وبحادثة الجنوب اليوم يطيح بالقرار 1701».
&
وذكر أن «حزب الله» قاتل في سورية خارج الإجماع اللبناني، وهو يفتح حرباً على حسابه مع إسرائيل خارج الإجماع اللبناني وخارج إطار الـ 1701، معتبراً أن هذه العملية بمثابةمغامرة غير محسوبة على لبنان، والمطلوب أن يعرف العالم أن هذا الحزب يقود لبنان بالإتجاه الذي يريده تماماً مثل زمرة من الناس يخطفون طائرة ويأخذونها حيث يريدون.