&عبد المجيد الشوادفي

&

&

&

«هناك نقص فى الإجراءات الأمنية وسنتخذ الجديد منها لكونها لازمة لمواجهة التهديدات» هذا أهم ما أعلنه رئيس وزراء فرنسا «مانويل فالس» بعد الأحداث الإرهابية التى شهدتها باريس مؤخرا.


يأتى هذا عكس ما يحدث فى مصر من عمليات إرهاب على مدى الـ 19 شهرا الماضية كان ضحاياها ألاف الشهداء والمصابين من ضباط و جنود الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء مخلفين وراءهم الآلام للثكلى والأرامل و الأيتام من أسرهم.. فلا يكاد يمر يوم دون أن يشهد ما يليه جريمة أخرى.. تنتظر التعرف على مرتكبيها دون فضح هويتهم للرأى العام و كشف الأساليب التى مكنتهم من تنفيذ جرائمهم.. بينما يتم الحديث فقط عن المخططات والترتيبات التى ستتخذ لمواجهة تلك الأعمال دون مردود فعلى لوقف المسلسل الدامى لمعارك الاستنزاف فى أنحاء مصر وإنهاك قوى الشرطة والجيش معا. إن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسى تؤكد أهمية الاعتراف بالنقص فى الإجراءات ومصارحة الشعب بها.. وتدفع إلى القول بوقوف أحد ثلاثة متهمين وراء استمرار هجمات الإرهابيين فى وطننا .

&

أولها .. القصور فى الأداء و المتابعة و المراقبة لتنفيذ ما يتم وضعه من خطط و تعليمات لمواجهة و إحباط جميع محاولات الترهيب و سفك الدماء و التخريب تطبيقا لقاعدة منع الجريمة قبل وقوعها بدلا من البحث عن مرتكبيها بعد حدوثها .

&

&

ثانيها .. الاستقطاب الذى يؤدى إلى إقامة علاقات للتعامل مع أفراد من داخل المنظومة الأمنية و التعرف من خلالهم على عوامل القوة و بواطن الضعف حول المواقع والأماكن الحيوية والمهمة وطبيعة تأمين كل منها لاستغلال الثغرات المتوافرة فيها .

&

&

ثالثها.. الاختراق وهو ما يعنى وجود أشخاص ينتمون إلى مايسمى الخلايا النائمة لجماعات الإرهاب داخل أجهزة الدولة تسهم فى تنفيذ الجرائم الإرهابية بالإهمال أو التراخى أو اللامبالاة فى التطبيق الدقيق للإجراءات و الضوابط التى تحول دون ارتكابها. إن الواجب الوطنى والدينى والإنسانى يقتضى المراجعة الشاملة والالتزام الحرفى و الأمين لكل خطط ومقتضيات الأمن والاستقرار بما فيها تطبيق قانونى الطوارئ والاشتباه للقضاء نهائيا على الهجمات الإرهابية و ضبط المتعاطفين والممولين والمكلفين بتنفيذه حتى لا تتجدد أحزان المصريين فى الحوادث المأساوية وتنتشر جثث القتلى كما وقع فى الأيام الماضية والتى تتنافس وسائل الإعلام فى عرض صور أجزاء أجسادهم المتناثرة كأحد مشاهد أفلام الرعب لسينما هوليود الأمريكية.. و يبقى أن نتساءل أين نحن وفرنسا من الاعتراف المؤلم .


&