&الياس الديري
&

"أيها الشعب السعودي الكريم، إنكم تستحقّون أكثر. ومهما فعلت لن أوفيكم حقّكم. أسأل الله أن يعينني وإيّاكم على خدمة الدِّين والوطن. ولا تنسوني في دعائكم".

بهذه "التغريدة" التي استقبلها السعوديّون بالترحيب والإشادة بالخطوات البنّاءة التي استهلّ بها عهده، ختَم الملك سلمان بن عبد العزيز يوم التغييرات الواسعة النطاق، والتي أصدر لإتمامها ثلاثين أمراً ملكيّاً.
ومثلما شملت كل المستويات، أدّت إلى إلغاء عدد كبير من أجهزة الدولة واختصارها بمجلسين: الأوّل للشؤون السياسيّة والأمنيّة، والثاني للشؤون الاقتصاديّة والتنمية.
لا حاجة هنا للإشارة إلى التغييرات بتفاصيلها، ولا إلى المِنح الجماعيّة التي وصلت إلى مجمل الشعب السعودي، من موظّفين وعسكريّين وطلاب وسواهم، وبإغداق وأسلوب وشمول غير مسبوقة.
وقد بلغت بصداها الإيجابي كل مَن يعنيهم الأمر مباشرة، بل كل دول العالم العربي وشعوبه، وقوبلت بالترحيب والتأييد، لأسباب شتّى.
يمكن القول في هذا المجال إن هذه البداية الموفّقة لعهد الملك سلمان إنما هي مجرّد خطوة في مسيرة طويلة، أُعِدَّ لها برنامج مدروس بتأنٍّ، ويتطلّع إلى المستقبل وتطوّراته ومستلزمات الإعداد لاستقباله.
لقد استقبلت هذه التغييرات في معظم العواصم الدوليّة والمحليّة بكثير من الاهتمام الخاص، كونها تعبّر بمضمونها وبتعدّد الصُعد التي تناولَتها عن رغبة راسخة في السير قدُماً بهذه التوجّهات التي تشكّل بداية الطريق، وبداية الورشة الكبرى التي يتطلّع العاهل السعودي إليها بثقة وإرادة معروفتين عنه يوم كان أميراً للرياض.
وهذه هي الرياض اليوم تشهد بتألّقها كيف يُقدم سلمان بن عبد العزيز، وكيف يُنجز ما يُقدم عليه.
امتلأت الصفحات الأولى من الصحف والفضائيّات التلفزيونيّة بالتعليقات المؤيِّدة، وبصيَغ وأساليب مختلفة: فمن قائل إن الملك سلمان يجدّد شباب مؤسّسات الحُكم في المملكة، إلى قائل إنه أطلّ على شعبه بهدايا ومكرَمات ومكافآت مباشرة، وبمبالغ كبيرة، وبأسلوب جديد في السلطة، إلى تحليل يرى أن العاهل السعودي سيتّبع نهج الاقتراب من هموم شعبه ومطالبه، ومعالجة أوضاع الناس بطرق فعّالة تعتمد المثابرة والمتابعة.
ثمة إجماع لدى كثيرين ممّن تحدّثوا في هذا الشأن على "أنها أكبر وأهمّ حركة تعديلات وتغييرات تشهدها المؤسّسات السعوديّة، والخير لقدّام".
حقّاً، هذا هو عهد الملك سلمان بن عبد العزيز.
&