&جيل ميدان التحرير جيل الأحلام المجهضة… والثورة قلبت مؤامرة والثوار صاروا عملاء
حسام عبد البصير

& هي لحظة استثنائية يعيشها العالم بامتياز، ففي غمضة عين تحول الرئيس الروسي إلى نجم أفلام أكشن، بينما يبدو الرئيس الأمريكي، مجرد دوبلير ينتظر نجم الشباك الذي سينقض عليه مقابل أجر متفق عليه سلفاً.


كل ذلك يجري على الأرض التي شهدت مجد حضارة المسلمين في زمن الأمويين والعباسيين، قبل أن تتحول لجسد منهك شعبها يحتضر. وفيما يشرع بوتين في تقمص دور البطل في السماء السورية، يتقزم الدور العربي للحد الذي يندى له الجبين، وعلى الرغم من أن الجميع يدرك أننا نعيش أشد عصور ملوك الطوائف ضعفاً، لكن الصحف والفضائيات المصرية تصر للعب دور البطولة، وفقاً لسيناريو رسمي لا أساس له على أرض الواقع، حينما تتحدث عن دور رسمي فاعل وناجز في المأساة السورية، وهو دور بالفعل لا أساس له إلا في أذهان مدمني أحلام اليقظة الذين يطلقون الأكاذيب، ثم سرعان ما يصدقونها. صحف القاهرة وفضائياتها حريصة على أن تقدم الدور الرسمي باعتباره إكسير الحياة للخروج من المتاهة الروسية، وقد ازهرت المعارك الصحافية بالامس، حيث حوّل بعض الكتاب القاتل بشار، الذي يجلس على جماجم شعبه ويحصل على وقوده اليومي من فائض الدم السوري المستباح إلى المنقذ والخيار الوحيد للخروج من الأزمة، وحرصت الصحف على مزيد من الثناء على الرئيس السيسي وسائر أركان النظام وإلى التفاصيل:

«خلي بالك من قفاك ولو السيسي معاك»

البداية مع قصيدة ساخرة شماتة في الإعلاميين الذين تعرضوا للضرب على القفا في الولايات المتحدة مؤخراً، وهي من تأليف من يطلق على نفسه شاعر القصواء، نشرتها جريدة «الشعب»: «بعد سيل الكفوف التي نزلت على قفا إعلاميي السيسي، حيث تذكر الشاعر مقطعا من فيلم «الكيف»، عندما قال محمود عبد العزيز: «كل المطربين بيغنوا للرموش والعيون والشعر، وماحدش غنى للقفا مع أنه بيتحمل كتير في الزمن ده»، ولذلك قرر أن يكتب قصيدة للقفا، بعنوان «خلي بالك من قفاك حتى لو السيسي معاك»
خــلي بـالك مـن قـفاك.. حـتى لـو السيسـي معـــاك
دا لـو راجــل كان حمــاك.. خــلي بـالك مـن قـفـاك
حـتى في أمـريــكا هـنــاك.. السـيسـي ينـحني لبــراك
وأنت بتـاخــد عـلى قفــاك.. كـفـوف النـاس بـتـهـــواك»

كان حلم وراح

أبدى الكاتب الصحافي حمدي رزق، حزنه الشديد على ضياع الأحلام التي رسمها الشباب في ميدان التحرير خلال الثورة، مؤكدًا أن هذا الجيل هو جيل الأحلام المجهضة. وكان نص مقال «رزق»، في صحيفة «المصري اليوم»، بعنوان «كان حلم وراح!»: «وبسؤال الرئيس عما إذا كان حلم ميدان التحرير قد مات، قال السيسي: «أبداً، الحلم مازال قائماً»، إجابة حالمة من رجل يحلم لمصر بمصر «قد الدنيا»، أخشى حلم ميدان التحرير.. كان حلما وراح. حسنا الرئيس لايزال يتذكر الحلم، السيسي يجيد صناعة الأحلام، يقطع أبداً «الحلم مازال قائماً»، نابضا لم يمت، ولكن هل هناك مؤشرات حيوية تدلل على بقاء الحلم على قيد الحياة، التحرير خلو من الأحلام، حتى الحائط الذي حمل صورة الحلم زاهية الألوان تم هدمه بقرار إداري! لا تحدثني عن الحلم يرقد مسجى في ثلاجة الأحزان، حتى أصحابه لم يتعرفوا على جثته، مجهول، لا تبين ملامحه من سحق الهامات، وغلظة الاتهامات، وفجر التسجيلات، بفعل فاعل، الثورة قلبت مؤامرة، والثوار صاروا عملاء، والخونة قلبوا ثواراً، والفاسدون برزوا أطهاراً، والأطهار صاروا أنجاساً، والمناضلون لبسوا بدل الوزارة اللميع، وعلي بابا بعد الضنى لابس حرير في حرير في التحرير!! الحلم تسنده قوة الحق، ويرسمه إيمان بالعدل، وتؤطره أرواح جسورة، لا تخشى في تحقيق حلمها لومة لائم، حلم ميدان التحرير كان حلم الواعدين، للأسف غادروا حلمهم يوم غادروا التحرير، تركوا حلمهم لضباع، لسماسرة الأحلام، من حلموا كفروا بالحلم، ولاذوا بالصمت، وكتب عليهم القهر، عقوبة الحلم قاسية، لم يعد أحد يحلم، الأحلام مكلفة لا تحتملها جماعة إجهاض الأحلام في بطون الأمهات الحالمات».

الرئيس ضرب عصفورين بحجر

وإلى الثناء على السيسي وجهوده الخارجية، حيث أكد محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير «الأهرام»، على أن «الرئيس وصف خلال كلمته الرسمية في الاجتماعات الرفيعة المستوى للجمعية العامة، قناة السويس الجديدة بهدية مصر إلى العالم، ومن ثم جاءت لقاءاته مع المستثمرين الأمريكيين من أعضاء غرفة التجارة الأمريكية ورؤساء الشركات، ورئيس البنك الدولي ومنتدى الأعمال للتفاهم الدولي، وكلاوس شواب رئيس منتدى دافوس تؤكد أن التنمية وجذب الاستثمارات تمثل أهمية قصوى في المرحلة المقبلة. وفي كلمته أمام الجمعية العامة وفي كل اللقاءات السابقة، كان هناك الربط الذكي بين ثلاثية التنمية وتحديات مكافحة الإرهاب وأهداف الشعب المصري في العدالة الاجتماعية، وهي مطالب ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وقصد بها أننا لكي نحقق تلك المطالب فلابد أن يقوم المجتمع الدولي والدول الغنية بدعم مصر في مكافحة الإرهاب لتحقيق التنمية ومن ثم العدالة بجميع أنواعها. ومن أجل أن تكتمل الصورة، تطرق السيسي في حواراته إلى الحديث عن استكمال خريطة الطريق (الشق السياسي) ومشاركة المجتمع المدني المصري في صياغة خطة التنمية التي وضعتها الحكومة بالتشاور معها 2015 ــ 2030. وأضاف الكاتب برهنت زيارة نيويورك على صدق نيات السيسي في ما يتعلق بالتصدى لتحديات التنمية، ودعم المشروعات التي تضخ فيها استثمارات كبيرة. والأمر الثاني يتعلق بمكافحة الإرهاب، وتأكيده على أن التنمية لن تتحقق بدون استقرار، وهو ما جعل مبادرة (الأمل والعمل) بمثابة (ضرب عصفورين بحجر واحد) وهذا بيت القصيد وهو إبعاد الشباب عن التطرف».

السيسي يحذر من خطورة
سقوط الأسد على إسرائيل

واهتم عدد من صحف الأمس ومن بينها «الشعب» بما قاله مذيع CNN، وولف بليتزر، معلقا على الحوار الذي أجراه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من أن القيادة المصرية كانت تتحدث بوضوح عن رؤيتها لخطر التطرف وتهديدات «داعش»، مضيفا أن رد السيسي على السؤال حول الصفقة النووية مع إيران كان «دبلوماسيا للغاية.» وقال بليتزر في حديث مع مذيعة CNN الإعلامية كريستيان أمانبور حول المقابلة مع الرئيس المصري، وما حوته من مواقف، إن السيسي قال في المقابلة إن التطرف في بلاده «هو الخطر الأكبر حاليا» وإن خطر تنظيم «داعش» يتعاظم. وقد «حان الوقت من أجل أن يجتمع الشرق الأوسط برمته لمواجهة ذلك الخطر». وعن موضوع الصفقة النووية مع إيران قال بليتزر: «لقد كان الرئيس السيسي دبلوماسيا للغاية في رده على موضوع الصفقة النووية مع إيران، معربا عن أمله في نجاحها، ولكنه قد لا يكون شديد الحماس لها، بسبب العلاقات المتوترة حاليا بين إيران ومصر». وعن الموقف المصري حيال الوضع في سوريا ونظام الرئيس بشار الأسد قال بليتزر: «لقد أوضح السيسي أنه في حال رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، وسقوط نظامه، فإن الجيش السوري سينهار، وقد يقع عتاده العسكري برمته في يد الإرهابيين، ورأى أن ذلك قد لا يهدد سوريا فحسب، بل الأردن ولبنان وحتى إسرائيل». يشار إلى أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، كان قد تحدث إلى CNN على هامش زيارته لأمريكا للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تناولت قضايا المنطقة، مثل الأوضاع في سوريا وموقف مصر من نظام بشار الأسد، إلى جانب التطرق إلى الاتفاق النووي الإيراني وصحافيي «الجزيرة» الذين تم العفو عنهم مؤخراً».

هل يلقى بوتين حتفه في سوريا؟

«بوتين مدرك أنه مقبل على مغامرة كبيرة، وأن اللعب في سوريا ليس كاللعب في أوكرانيا، لذلك هو حريص كما يرى جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» على أن لا يشارك في قتال على الأرض في سوريا، رغم أنه أرسل قواته في أوكرانيا للقتال على الأرض بجانب المتمردين، لأنه يعرف أن خسائره في سوريا ستكون فادحة للغاية، وأن القتال في سوريا هو قتال وجود وعقائدي تتداخل فيه معاني الموت والحياة، خاصة لدى كتائب الثوار والشعب السوري، الذي قدم أكثر من ثلاثمئة ألف قتيل على يد النظام، ومئات آلاف الجرحى وملايين المهجرين والمشردين في العالم وتدمير مدن بكاملها. وبوتين يدرك ـ كما يدرك أوباما وصرح به ـ أن الشعب السوري لن يقبل تحت أي شرط بقاء بشار حتى لو امتد القتال مئة عام، ولكن الخطر أن من سيدفع الثمن هنا ليس سوريا وشعبها وحدهما، وإنما شعوب أخرى وعواصم أخرى، يستحيل أن تكون بمنأى عن توابع صور أجساد الأطفال التي مزقها الطيران الروسي في أولى طلعاته. بكل تأكيد، فإن الهمجية الروسية التي بدت معالمها في التورط بدماء السوريين وأطفالهم اليوم، هي أعظم هدية تقدم لـ»داعش» وما هو أسوأ من «داعش»، هي ماء الحياة الذي يستنبت المزيد من آلاف المقاتلين المتشددين الذين ينضمون لصفوف التنظيمات المتشددة، تلهمهم صور جثث الأطفال وأجسادهم الممزقة والغزو الروسي المدعوم بمباركة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وتشحن صدورهم بالمزيد من الغضب والكراهية والرغبة في الانتقام والثأر بأبشع صوره».

الشباب ضحايا الإعلام المتآمر

ونتحول نحو الحرب على الإعلام وخطورته، ويتولى المهمة السعيد الخميسي في «إخوان أون لاين» متحدثاً عن دور وسائل الإعلام المختلفة في تغييب عقول الناس وخطفها وملئها بالأكاذيب وأكوم القمامة الفكرية مواصلا كلامه «حتى أنتجت جيلا مغيبا عن الواقع لا يعلم الكثير منهم عن أمره شيئا مذكورا. فصارت تلك الأجيال المتعاقبة مفلسة سياسيا وعلميا وثقافيا إلا ما رحم ربك. قد يبلغ الشاب منهم أربعين سنة كاملة، وإذا سألته عن اسم كتاب قرأه في حياته كلها، فلا تجد جوابا لأنه لا يعلم أصلا ماذا تعنى كلمة «كتاب»، بل صارت ثقافة الفيسبوك هي غاية المراد من رب العباد، وهي المسيطرة والغالبة، والمعلوم أن ثقافة الفيسبوك لا يمكن أن تبني جيلا متكاملا في شخصيته وعلمه وثقافته، ومنضبطا في سلوكه وحديثه. يوم أن أفسدوا الشباب وسحبوهم من أعناقهم إلى حقل التقليد لكل ما هو غربي، يوم أن ضربوا الوطن في سويداء القلب. ويؤمن الكاتب بأن عصاة المسلمين اليوم ضحية تربية أخلدتهم إلى الأرض. أرادت لهم الفسوق ابتداء لتستخف بهم الطواغيت انتهاء. وإنها لخطة قديمة يأخذها الطاغوت اللاحق عن الطاغوت السابق حتى تصل أصولها إلى فرعون، «فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين». فهذا هو التفسير الصحيح للتاريخ. وما كان فرعون بقادر على أن يستخف قومه فيطيعوه لو لم يكونوا فاسقين عن دين الله . فالمؤمن بالله لا يستخفه الطاغوت، ولا يمكن أن يطيع له أمرا. وهكذا أدركوا المقتل الذي أدركه فرعون، فتواصوا بالإفساد وأخذوا يحولون المجتمعات إلى فتات غارق في وحل الجنس والفاحشة والفجور، مشغولة بلقمة العيش كي لا يفيق بعد اللقمة والجنس ليستمع إلى هدى أو يفيء إلى دين. وصارت سياستهم محاربة المساجد بالمراقص».

من قتل الحجاج؟

لازال حادث مقتل مئات الحجاج في منى يسيطر على هاجس الكثير من الكتاب، ومن بينهم عماد عبد الراضي، الذي يتحدث في «الأهرام» عن مؤامرة وراء قتلهم: «أيقنت في لحظة واحدة أن الشيء الوحيد الذي قد يتسبب في هذه الكارثة هو أن يكون قد حدث تدافع عكسي من بعض الحجاج، وزاد من يقيني أن الحادث وقع يوم النحر، أي أول أيام عيد الأضحى، وهو يوم مناسب جداً لتنفيذ المؤامرة، نظراً لأن اهتمام الأمن السعودي يومها يكون منصباً ـ إلى حد كبير ـ على تنظيم عملية تفويج الحجاج من عرفات ومزدلفة إلى مخيمات منى، عكس أيام التشريق الثلاثة، حيث يكون الاهتمام كله في تنظيم عملية رمي الجمرات. وبعد أيام رأيت فيلماً التُقط لمئات الحجاج الإيرانيين وهم يسيرون عكس اتجاه طريق رمي الجمرات، وكانوا يغنون ويرقصون وينادون «يا علي»، وتواترت الأنباء عن تسبب هؤلاء الحجاج في الحادث، ثم توالت التهديدات الإيرانية بعمل عسكري ضد السعودية رداً على هذه الكارثة.
ويشير الكاتب إلى أنه رغم ما ذهب إليه من الحديث عن المؤامرة لم ولن يخفي احترامه الكامل للجهود التي تبذلها المملكة السعودية في تنظيم عمليتي الحج والعمرة، فقد رأيت بنفسي على مدى أكثر من عشر سنوات الجهود المبذولة، والنظام المفروض لتأمين الحجاج والمعتمرين، الذي يتم تنفيذه بدقة وصرامة لم أرَ لهما مثيلاً في حياتي كلها.. وفي النهاية.. رحم الله حجاجنا الذين ماتوا في أفضل بقاع الأرض مرتدين ملابس الإحرام التي أدعو الله أن يُبعثوا بها يوم القيامة».

ابن الزعيم يشبه أباه

ونعود للمعارك الصحافية ويشنها هذه المرة عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم» ضد نجل الرئيس الراحل عبدالناصر: «بصراحة عايز أفهم ليس أكثر، سى عبدالحكيم عبدالناصر بيشتغل إيه بالظبط، الراجل نازل تصريحات عمَّال على بطّال، في اللي له، واللي مالوش، في إحدى الانتخابات الرئاسية قالوا عبدالحكيم بيناصر حمدين وبيلف معاه، قبل كده عبدالحكيم راح، عبدالحكيم جه، عبدالحكيم رايح للقذافي، عبدالحكيم جاي من عند حاكم الشارقة، عبدالحكيم بيدلع نفسه، ماشي مافيش مشاكل، بعد كده عبدالحكيم بيشتغل في السياسة، عبدالحكيم شغال في البيزنس. وبلهجة عامية يواصل الكاتب هجومه: الكلام اللي بيقوله عبدالحكيم اليومين دول، مش عارف عايز يودي البلد فين، بيقول أنا بطالب الرئيس السيسي بمصادرة أموال رجال الأعمال اللي مابيتبرعوش ومابيساهموش ومابيدفعوش، تصوروا، وبيقول إن الرئيس قال له، أنا بكمِّل خُطى الخمسينيات والستينيات، تخيلوا، يعني كده تبقى كِملت يعني من الآخر البيه عبدالحكيم مش مكفيه أن المرحوم أبوه ساب البلد خربانة وجعانة وقرفانة وفقرانة وجربانة، لأ ومش كده بس، دي محتلة وبتشحت ومحدش راضي يشحّتها، علشان ماسابش أي خط رجعة مع أي حد من الجماعة بتوع الرز اللي بيشَحّتوا، ولا حتى غير بتوع الرز، الحِبال كانت مقطوعة مع الدنيا كلها، باستثناء شوية السمك الروسي، والبرغُل الأمريكي بتاع الحيوانات، بس عندنا البني آدمين كانوا بياكلوه، كل دي كانت معونات شحاتة علشان الشعب اللي مش لاقي اللضا، وبيكمل عشاه نوم، والله ما كان فيه عشا أصلا عشان يكمِّل عليه. المهم ومن خلال كلام عبدالحكيم، الريس السيسي إما بيريّحُه في الكلام، ودي طبعا حاجة مش ظريفة، وإما بيتكلم معاه جد، ودي كارثة، لأن خُطى الخمسينيات والستينيات دي معناها، إنك ناوى تسلم البلد مُحتلة».

مطلوب القصاص لمدرسة المنيب

قبل ثلاثة أيام اقتحم أربعة مواطنين بصحبة سيدتين مدرسة اليسر للتعليم الأساسي في منطقة المنيب في الجيزة، واعتدوا على معلمة وأصابوها إصابات مختلفة، وتعمدوا إهانتها عبر تجريدها من غالبية ملابسها. كل ذنبها كما يشير عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق»: «أنها مارست حقها الطبيعي ومنعت دخول سيدتين إلى أحد الفصول الدراسية للسؤال عن تلميذة بصورة مريبة أثناء الدراسة. السيدتان أصرتا على الدخول، ودخلتا في مشادة مع المعلمة، وبعد إصرارها على تطبيق اللوائح غادرت السيدتان المدرسة، بعد أن وجهتا سبابا فاحشا للمعلمة، ثم عادتا بصحبة أربعة رجال من البلطجية واعتدوا جميعا على المعلمة وسط المدرسة. إذا صحت هذه الرواية، فإنه وباختصار ومن دون لف ودوران، فإن لم يتم توقيع أقصى عقاب رادع في إطار القانون على الذين اعتدوا على هذه المعلمة، فلا أمل في أي حديث عن تربية أو تعليم. ويشير الكاتب إلى أن مديرة الإدارة السيدة بثينة كشك هي التي قادت مهرجان حرق مجموعة من الكتب في إحدى مدارس الجيزة، بحجة أنها كتب «إخوانية» والطريف أن بعض هذه الكتب كان لسمير رجب. السيدة مديرة الإدارة اكتفت بنقل التلاميذ أقارب المعتدين إلى مدرسة أخرى، والوزارة قالت إنها ستتابع القضية مع الجهات المختصة، والنيابة قررت حبس المتهمين الستة أربعة أيام على ذمة التحقيق.. مرة أخرى وإذا صحت الوقائع المنسوبة إلى المتهمين فلابد أن يكون هناك عقاب صارم يعرفه القاصي والداني حتى لا يتحول الأمر إلى سلوك عام يفعله الجميع».

لماذا تخفي الحكومة إيرادات القناة؟

حجبت الحكومة في موقعها الرسمي نشر البيانات الخاصة بإيرادات القناة عن أشهر يوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول في سابقة تعد الأولى من نوعها، كما أشارت جريدة «الشعب»: «كانت الحكومة تحرص على نشر التقارير الرسمية شهرياً في ما سبق.
وحسب المعايير العالمية، فإن قناة السويس مطالبة بالكشف عن بياناتها الشهرية، باعتبارها أهم ممر ملاحي حول العالم. ويأتي حجب السلطات وهيئة قناة السويس لنشر تقارير الملاحة في القناة تزامناً مع تصريحات صحافية يطلقها مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، بارتفاع معدلات أعداد السفن والحمولات بعد افتتاح المجرى الجديد في قناة السويس، وكانت آخر الإحصائيات الرسمية التي نشرتها حكومة الانقلاب في نهاية يونيو/حزيران الماضي أكدت أن عائدات قناة السويس خلال النصف الأول من العام الجارى بلغت 2.538 مليار دولار، بتراجع 1.3% عن عائداتها خلال الفترة نفسها من العام الماضي والبالغة 2.572 مليار دولار. وفي تفسيره لأسباب توقف قناة السويس عن نشر بيانات الإيرادات الشهرية نقلت «الشعب» عن الخبير الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي قوله، إن هذا التوقف يعني أن ثمة مؤشرات سلبية تخص إيرادات القناة، ولا ترغب الحكومة في نشرها. وأضاف أن هذا الأسلوب الحكومي يؤكد هواجس أثارها باحثون إبان الإعلان عن تنفيذ مشروع توسعة قناة السويس (التفريعة)، حيث ذكروا أن لجوء النظام للاقتراض المحلي، سببه الرئيسي غياب المعايير المالية التي تؤيد موقف الحكومة في الاقتراض الخارجي للمشروع، وبالتالي فالحكومة كانت مضطرة للجوء للداخل، وليس بدافع وطني كما تم الترويج له، وإنما بدافع غياب الجدوى. وتقول مصادر في هيئة قناة السويس أن إيرادات القناة تشهد تراجعاً في معدلاتها، رغم أن أعداد وحمولات السفن خلال الثلاثة أشهر الماضية تشهد زيادة، وذلك بسبب انخفاض قيمة وحدة حقوق السحب الخاصة التي يتم بها حساب الإيرادات».

السيسي صاحب
رأي وليس صاحب الرأي

ونواصل تتبع المعارك الصحافية، وهذه المرة ضد الحكومة حيث يشير معتز بالله عبد الفتاح في «الوطن» لمشروعين كبيرين يتطلبان من الرئيس السيسي أن يكون «صاحب رأي» فيهما قبل أن يصبح «صاحب الرأي»: «الموضوع الأول هو استصلاح المليون ونصف المليون فدان. كل من أعرف من المشتغلين في هذا المجال يحذّرون من مخاطر هذا المشروع، من دون دراسة كافية ومن دون استراتيجية متكاملة لتحديد التفاصيل، وتوجيه الموارد، سواء المائية أو التمويلية، والاستفادة من تجارب دول أخرى حاولت في مشروعات مشابهة، إما تعثرت أو احتاجت إلى تعديلات، وعلى رأسها الاعتماد على مياه الآبار في المملكة العربية السعودية. تكلفة حفر آبار على مسافة كبيرة على النحو المقترح في الصحراء الغربية ستكون مرتفعة جداً، بما يجعل المشروع غير مجدٍّ اقتصادياً. الموضوع الثاني الذي يشير له الكاتب هو المشروع النووي المصري في الضبعة، وهذه قضية لها شقان: هل ندخل عصر توليد الطاقة عبر برنامج نووي ناشئ في وقت تتراجع فيه الكثير من دول العالم عن هذه النوعية من الطاقة، أم نكثّف اعتمادنا على الطاقة المتجدّدة، وهل لو نتبنى المشروع النووي سيكون الأفضل له في منطقة الضبعة، أم الأفضل أن يكون في منطقة صحراوية تماماً، تكون تكلفة الفرصة البديلة «صفراً أو تقترب من الصفر»، بعبارة أخرى، هل الأولى أن يكون المشروع في مكان يمكن الاستفادة منه في مشروعات متعدّدة تدر ربحاً على البلاد، أم يكون في منطقة ميتة يحييها المشروع النووي ويفيدنا منها؟ ويرى الكاتب أنه لا مجال للمجاملة في هذه الأمور: ينفع ومُجد، أم مش هينفع ومش مُجد اقتصادياً.على المسؤولين، وفي القمة منهم الوزراء، ألا يتعاملوا مع تكليفات الرئيس وكأنها قرآن لأنها ليست كذلك».

معركة النقاب تصل للجامعة

هاجم الإعلامي محمود سعد، أبو يحيى الحويني، نجل الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، بسبب رفضه قرار جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، بحظر ارتداء النقاب داخل قاعات التدريس، قائلا: «دين أبوكوا اسمه أيه». وقال «سعد» خلال برنامج «آخر النهار»، المذاع على فضائية «النهار» ونقلتها صحيفة «فيتو»: «إحنا مجتمع أمرنا الله أن نأخذ بالعرف. وأضاف، يا شيخنا يا ابن الشيخ على فكرة والدك شيخ كبير، أنا بحترمه وبقدره، وعلمه كبير، أنتوا بتتكلموا في أيه إرحمونا في عرض دين النبي إرحموا الناس علشان تشوف مصالحها، والله العظيم أنتوا معلوماتكم، عن الدين ضحلة، أنتوا عن أي دين أه يا جمال يا بخيت دين أبوهم اسمه أيه». وكان أبو يحيى الحويني، نجل الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، شن هجومًا على قرار جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، بحظر ارتداء النقاب داخل قاعات التدريس. وكتب نجل الحويني على صفحته عبر«فيسبوك»، أمس الخميس: «جمال ‏النقاب لن تفهمه أبدًا عيون أدمنت أجساد العاريات، من جميل قول الشيخ الحويني».

الجيش السوري يقاتل من أجل بشار

الجيش الذي ينحاز للحاكم ويوجه الرصاص لصدر شعبه ليس جيشا وطنيا، وإنما ميليشيات مأجورة تمارس الجريمة المنظمة والقتل الجماعي، ويجب أن يحاكم المسؤولون عنها كمجرمي حرب، الخوف على انهيار (جيش بشار) ووقوع أسلحته في يد جماعات متطرفة يمكن تفهمه ويمكن منع حدوثه، كما يؤكد مصطفى النجار في «الشروق»، من خلال عملية سياسية تضم كل القوى الميدانية المسلحة الفاعلة على الأرض والمؤمنة بإنقاذ الدولة السورية وتماسكها الوطني، وليس من بينها «داعش» بالطبع، لكن تخويف الناس من عواقب سقوط بشار، من دون العمل على إخراجه من المشهد، هو تأييد غير مباشر لقاتل مجنون أباد شعبه ودمر بلده ونمت على يديه وبسببه جماعات التطرف والتكفير والقتل. ويرى الكاتب أن وقف ميليشيات بشار القاتلة عن إبادة السوريين هو إنقاذ لسوريا وللدولة الوطنية التي يجب ترميمها عقب خروج بشار من المشهد تماما، ولا يعني هذا تفكيك الجيش، بل إعادة هيكلته وبنائه على أسس وطنية حقيقية، يمكن إنجاز هذه المهمة إذا تم التوافق عليها ولن تكون هناك بداية حقيقية لإنقاذ سوريا قبل إبعاد القتلة عن دائرة الحكم ومحاكمتهم طبقا لما يقرره الشعب السوري بنفسه، أما الاعتقاد بأنه يمكن إنهاء المأساة السورية مع بقاء بشار فهو خيال ووهم لن يزيد الوضع إلا اشتعالا، وفي النهاية لن ينجح الدعم الروسي ولا الإيراني في منع سقوط ميليشيات بشار بكامل أسلحتها في يد المعارضة المسلحة، التي لا يمكن ضمان كيفية استخدامها لهذا السلاح، إلا إذا انخرطت فورا القوى المعتدلة منها في عملية تفاوضية تمنع حدوث ما نخشاه وتمهد لبناء جيش وطني، أبعدوا بشار عن سوريا من أجل إنقاذها».

حرب روسيا في سوريا.. أهداف كبيرة

ونعود إلى «المصريون» لننهي جولتنا لهذا اليوم على الصحافة المصرية مع مقال الكاتب طه خليفة عن تدخل الروس في سوريا ومما جاء فيه: «العملية الجوية في سوريا لم تكن وليدة يوم الأربعاء الماضي، بل هي مخططة فترة، وقبل شهرين على الأقل بدأت الترتيبات العملية، وربما فوجئ الغرب بالعتاد العسكري الثقيل والخبراء والقوات الروسية التي تتقاطر على اللاذقية وطرطوس وبانياس، وقد تم بناء قاعدة جوية خاصة للمقاتلات الروسية الـ 50 الحديثة التي تقوم بالقصف، وربما المفاجأة الأخرى أن الطيارين الروس هم من ينفذون الغارات في منطقة عمليات مشغولة بطيران التحالف الأمريكي، لكن ليست كل الأمور سرية، فهناك جانب منها يخضع للتنسيق والعلم، فقد تم إعلام الأمريكان بالغارات قبلها بوقت، وإسرائيل أيضا تعلم من خلال مركز تنسيق مشترك بينها وبين روسيا، وهناك لقاء ولأكثر من ساعة في اليوم التالي لانطلاق القصف شمل محادثات مهنية وودية بين الجنرالات الروس والأمريكان لتنظيم حركة المقاتلات في أجواء عربية مستباحة للعالم كله، على حساب الدماء العربية، ولو كان تحت عناوين مكافحة الإرهاب، حيث يسقط كثير من المدنيين وقليل من الإرهابيين لأنهم متمرسون على التعامل مع القصف وماهرون في التخفي والهرب والاختباء.
روسيا تقــــول بصوت واضــــح نحن نعــــود كقطب مكافــئ للقطب الأمريكي ومنافس له، ونبدأ عملنا العسكري في سوريا وربما العراق، أي نتحرك عسكريا كما نشاء في منطــــقة نفــــوذ جوي أمريكي كامل لنحرج الأمريكان أمام العالم بأنهم، إما فاشلون في استهداف الإرهاب، أو يتلاعبون بورقة الإرهاب، وتقـــول ثانيا نحن لا نعمل خارج الأمم المتحدة أو موافقة الدول الراغبة في غاراتنا، كما يفعل الأمريكان، فنحن لدينا موافقة وترحيب من الحكومة السورية حتى لو كانت تلك الحكومة لا تمارس السيادة إلا على خمس الأراضي.. تأتي الغارات في خضم اجتماعات الأمم المتحدة، حيث كان الموضوع الأول على أجندة الزعـــــماء هو الإرهاب العالمي وعنوانه «داعش»، أي أن الظرف الدولي مناسب للعملــــية العســـكرية الروسية التي حتما ستكشف الأيام المقبلة مزيدا من أهــــدافــها وخباياها، وما سينشأ عنها من تطورات سياسية وعسكرية في المستنقع السوري وعلى مستوى دول المنطقة».

بالقانون ننقذ مصر

تستقيم الحياة في أي دولة طالما وجد القانون الذي يحدد علاقة الفرد بالمجتمع.. هذا ما لاخلاف عليه كما يؤكد فهمي عنبة رئيس تحرير «الجمهورية»، حيث يعطي المواطن حقوقه كاملة، من دون النظر لشكله أو لونه أو جنسه أو حتى ديانته.. فهو يقيم على أرض هذه الدولة ويؤدي ما عليه.. وفي الوقت نفسه يضع القانون الإطار العام للتعاملات بين المواطنين ولا يمكن لشخص أن يعتدي على آخر بدون سبب. كما يعطي القانون الحق للمواطن فإنه يحدد له واجباته وضرورة التزامه بأداء الضرائب وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة بالنهب أو الاتلاف.. ويفعل ما تأمره به الأديان السماوية فلا يسرق ولا يقتل ولا يروع الآمنين.
وتسعى كل القوانين بحسب الكاتب لتحقيق العدالة لذلك فهو فوق كل السلطات.. فلا يمكن لشخص يمتلك «الحصانة» ابتداء من رأس الدولة وحتى «الخفير النظامي» أن يخترق اللوائح بحكم منصبه ولو كان وزيرا أو يمثل الشعب في البرلمان أو قاضيا.. بل أن هؤلاء يجب أن يكونوا قدوة لباقي المواطنين. يجب احترام القانون في كل شيء بما في ذلك اتباع قواعد المرور.. فنحن نعاني بشدة من التسيب المروري الذي يؤدي إلى الزحام والتكدس وإغلاق الشوارع.. لعدم التزام الجميع بقانون وقواعد المرور. ويتابع فهمي: تسير في شوارع بكين عاصمة الصين المزدحمة بالبشر والسيارات.. وتوجد ساعات ذروة يتكدس فيها المرور.. ولكن كل شيء بنظام، لذلك تمر الأزمة المرورية بسهولة.. فكل سائق يلتزم بالجهة التي يسير فيها ولا يحاول أن يتخطي غيره.. انهم يسيرون في خطوط مستقيمة كالطوابير فلا ترتبك الحركة وتنغلق الشوارع، لأن سائقا جاء من الاتجاه المعاكس وعاند مع الآخرين فيحدث «الشلل» في شوارعنا».

&