&محمد الوعيل

فقدَ الوطن الأمير نواف بن عبدالعزيز رجل المسؤولية وخريج مدرسة المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله –.

في حياته الكثير من الجوانب التي بالفعل تستحق التوقف والتأمل فإلى جانب ثقافته الواسعة واطلاعاته المميزة حمل أكثر من حقيبة لخدمة دينه ووطنه وقيادته، هذا الإنسان والذي قدر لي أن أتشرف بمرافقته في رحلة رسمية إلى الدول الأفريقية من خلال عملي الصحفي فتمكنت من خلالها أن أعايش هذا الرجل أكثر من 25 يوما، كان خلالها ثريا بالمعلومات سواء منها السياسية والتاريخية، وكذلك مواقف المملكة المشرفة لخدمة الإسلام والمسلمين في العالم وتزداد اعجابا وتقديرا عندما يتناول ملف أوراق الثقافة والشعر وبعض القضايا الاجتماعية فإنه سيمنحك الكثير من المعلومات الثرية وأذكر أنني تشرفت بأن أطرح على سموه فكرة تدوين هذه المعلومات الغزيرة في مؤلف يضعه في المكتبة العربية كإضافة فكرية وتاريخية يسهل للباحثين الوقوف عليها، وقد حاولت من خلال صفحات الجزيرة «ضيف الجزيرة» أن أقف على بعض من تلك الذكريات والتي نشرت على أربع صفحات أعتز بها في مشواري الصحفي، وقد ساعدني في ذلك العمل سمو الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير المملكة في بريطانيا، فقد أسهم معي في تحديد محاور جزء من الحوار وكان سموه أعني الأمير محمد متأثراً جدا بثقافة والده واخلاقه وتعامله وتواضعه الجم وكانت ابتسامة الفقيد تسبق كلماته.. وكان بابه مفتوحا لكل محتاج أو صاحب مشورة.

وقد كان سموه خلالها الرجل المشرق والمضيء للمسؤول السعودي الكفء الذي بالفعل تخرج وباعتزاز من مدرسة المؤسس في بعد نظره وحكمته وقدرته علىى إدارة الحكم ومواقفه القوية مع الأصدقاء والأعداء.

كان سمو الأمير نواف -رحمة الله عليه- نموذجا رائعا للمسؤول السعودي الواعي للدور الكبير الذي تلعبه المملكة في كافة المجالات.. كان يتحدث أكثر من لغة.. وكانت اطلاعاته واسعة في كل الجوانب.

رحمك الله يا أبا محمد فقد تركت فراغا عظيما في قلوب من عرفوك واستفادوا من مدرستك الخلاقة والرائعة.

«إنا لله وإنا إليه راجعون».