&مرسى عطا الله

&
&تعتبر الأشهر الثلاثة التى تفصل بين قرار إنهاء مهمة الخبراء والمستشارين السوفيت فى يوليو 1972 وقرار إقالة الفريق أول محمد أحمد صادق وزير الحربية فى 26 أكتوبر 1972 من أهم وأخطر المراحل فى تاريخ مصر منذ وقف إطلاق النار فى 8 أغسطس 1970 وانطلاق حرب أكتوبر ظهر السادس من أكتوبر عام 1973 حيث شهدت هذه الأشهر الثلاثة أحداثا جساما بلغت ذروتها فى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى مكتب الرئيس السادات بمنزله بالجيزة يوم 24 أكتوبر والذى شهد صداما كلاميا حادا بين السادات وعدد من كبار القادة المعاونين للفريق صادق أبرزهم اللواء على عبد الخبير قائد المنطقة العسكرية المركزية واللواء عبد القادر حسن مساعد وزير الحربية.

فى هذا الاجتماع أظهر الرئيس السادات للقادة العسكريين عدة إشارات أهمها أن فرصة الحل السلمى قد تلاشت تماما وأنه ليس أمامنا خيار سوى الحل العسكرى الذى يتطلب منا إعداد خطة عسكرية لتنفيذ مهام محددة لكسر جمود الموقف الراهن وإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب فى ضوء إمكانياتنا المتاحة ودون انتظار لورود أسلحة جديدة من روسيا... وعلى حسب رواية المشير محمد عبد الغنى الجمسى لى فإنه وبصرف النظر عن الجو الساخن الذى شهدته الجلسة وبصفته رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة أدرك أن الحرب باتت وشيكة وأن على هيئة العمليات أن تبدأ وضع تصورها النهائى سواء كانت مصر ستقوم وحدها بعمل منفرد أم أن سوريا قد تشارك معنا حسبما أشار السادات فى حديثه إلى أن هذا الاحتمال وارد وأنه سيواصل بحث الأمر مع الرئيس السورى حافظ الأسد.

ورغم أن هيئة العمليات فى القوات المسلحة المصرية انتهت منذ مطلع عام 1973 من وضع خطة كاملة للعملية العسكرية الهجومية المرتقبة اعتمادا على الجبهة المصرية وحدها فإن الأمر تغير تماما فى 28 أبريل عام 1973 عندما جاء الرئيس السورى حافظ الأسد إلى مصر فى زيارة سرية حيث هبطت طائرته فى مطار برج العرب العسكرى ليستقبله الرئيس السادات الذى أطلعه على عناوين الخطة المصرية والتوقيتات المقترحة للعملية الهجومية فوافق الرئيس الأسد بشكل مبدئى وقرر الرئيسان عقد مجلس أعلى مشترك للقادة العسكريين فى البلدين خلال فترة لا تتجاوز 3 أو 4 أشهر على الأكثر لحسم المواقف المختلف عليها ووضع اللمسات الأخيرة للحرب بما فى ذلك توقيت الضربة الأولى على الجبهتين...