عبدالعزيز السويد

المنزل الآخر للإرهابي ياسر محمد شفيق البرازي السوري الجنسية، وشريكته في صناعة الأحزمة الناسفة والمتفجرات العاملة الفيليبينية الهاربة، خصصه كمحطة استراحة للمجندين من الإرهابيين، حطب جهنم أولئك الذين يطلق عليهم البعض «المغرر بهم». استطاع عقل صناعة المتفجرات أن يستأجر منزلين في حيين مختلفين، واحد للتصنيع وآخر للتجنيد، ما يجب أن يسأل عنه هو ذاك الذي قام بتأجيره، ولا يجوز التهاون في مسألة مثلها. حالة مواجهة قانونية واحدة معلنة لمثل هذا تسهم في إصلاح أمخاخ بعض ملاك وموظفي مكاتب تأجير العقار السائبة. لكن استئجار منزلين لموظف في شركة هذا يعني تمويلاً جيداً يتلقاه. ضع في الحسبان المواد المتفجرة والاحتياطات الأمنية الكبيرة التي اتخذها وكلها مكلفة، وليس غريباً أن يقول جار وصديق له لصحيفة لـ«الحياة» أمس إن «البرازي» طلب منه سلفة مبلغ ألف ريال قبل أيام فهذا من وسائل التغطية وادعاء الحاجة والضعف والبساطة، وكما قال عنه صديقه السوري «من وين ما بتدقّه يمشي»، وهذا يشير إلى خطورة هذه الشخصية الإرهابية التي أعطت انطباعاً مثل هذا عنها لصديق مقرب وجار ملاصق! وادعاء الضعف والمسكنة نراه في متسولين والذين يمكن أن يظهر لنا مستقبلاً واحد منهم له علاقة بالإرهاب أو دعم عدو. دخول عنصر جديد وهو العاملة الفيليبينية الهاربة من العمل لدى كفيلها.

&

العمالة الآسيوية بعيدة عن مثل هذه الجرائم الإرهابية، ومن سجل الإرهاب غالبية من جندتهم التنظيمات الإرهابية عرب وأفارقة، هذه نقطة لافتة ومؤشر يستدعي التأمل واليقظة. ولا أشك في أن الأجهزة الأمنية التي تعمل بجهود كبيرة رصدت هذا الأمر.

&

إن عملية مثل القبض على البرازي والكشف عن معمل لصنع المتفجرات ومنزل مفخخ وسط الأحياء السكنية احتاجت إلى الكثير من العمل والرصد وجمع المعلومات والاستفادة منها إلى حين اللحظة المناسبة، عندما توجت هذه الجهود بالقبض على الإرهابيين من دون حدوث ضرر على السكان القاطنين بالجوار، وهو ما يحسب لرجال مكافحة الإرهاب.

&

ومن واجب المواطن والمقيم التخلص من البرود واللامبالاة تجاه ما يحدث في محيط عمله وسكنه عند ملاحظة أي حالة اشتباه، لأن الجميع شركاء في ترسيخ الأمن، فهو أمنهم وسلامتهم في النهاية.
&