&مستشار&رئيس الوزراء التركي: روسيا ترتكب المجازر في سوريا والموقف الأمريكي «المتفرج» يزعجنا
&
إسماعيل جمال

& اتهم ياسين أقطاي المستشار والنائب السابق لرئيس الوزراء التركي روسيا بارتكاب المجازر في سوريا من أجل حماية نظام الأسد تحت ستار محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشددا على أن «الأسد أكثر إرهابا من داعش»، وأشار إلى أن الموقف الأمريكي «المتفرج» في سوريا يزعج ويقلق الحكومة التركية.


وقال أقطاي النائب في البرلمان التركي والمرشح للانتخابات المقبلة في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «التدخل الروسي في سوريا مرفوض، فسوريا لم تكن بحاجة إلى مزيد من القتل، الشعب السوري بحاجة إلى من يقدم له الحماية وليس القصف، وروسيا لم تتدخل من أجل الشعب وإنما من أجل انقاذ نظام الأسد الذي يواصل ارتكاب المجازر بحق شعبه».
وأضاف اقطاي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم: «روسيا تساهم بذلك في الجرائم التي يرتكبها الأسد ولا تهدف سوى لحماية الأسد ومصالحها»، وعن الرؤية التركية للحل في سوريا، أوضح أن «تركيا مع أي جهود دولية تؤدي إلى إعادة الهدوء ووقف القتل من خلال إقامة دولة رشيدة تحترم إرادة الشعب».
وعن الموقف الأمريكي من التدخل الروسي قال اقطاي: «ان تكون أمريكا متفرجة أمام كل هذه التطورات فهو أمر مقلق ومزعج لتركيا، أنقرة لديها تفاهمات واتفاقيات مع واشنطن وتحالف استراتيجي، ولكن الصمت الأمريكي اتجاه ما يحدث في سوريا يضر بالثقة بين الدولتين».


وأكد أقطاي على أن «الجميع يتخذ من شعار مكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية ستارا لتدخلاتهم في سوريا… تركيا ترى في استمرار نظام الأسد استمرارا لإنتاج الإرهاب»، قائلا: «بشار يتحجج بأنه يحارب داعش وهو إرهابي أكثر منه، وتقول روسيا إن هدفها محاربة داعش وتقصف المدنيين، حيث قتل أكثر من 200 مدني بقصف طائراتها»، معتبرا أن «روسيا ستحاكم من قبل الإنسانية على جرائمها في سوريا».
وعن الموقف الدولي من الأزمة السورية، قال اقطاي: «عار على روسيا والعالم والتحالفات الدولية استمرار الأزمة السورية حتى اليوم حيث قتل أكثر من 300 ألف إنسان… مستقبل سوريا لا يمكن أن يتحدد بوجود الأسد لأنه السبب المباشر لكل الجرائم هناك».


وفي رده على سؤال حول إن كان التدخل الروسي في سوريا يشكل تهديدا للأمن القومي التركي، أجاب اقطاي: «بالطبع، روسيا تتعاون مع تنظيمات كردية إرهابية، حيث تتعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تعتبرها تركيا تنظيما إرهابيا وامتدادا لحزب العمال الكردستاني والتي تحاول هي الأخرى السيطرة على مزيد من الأراضي السورية بحجة محاربة تنظيم الدولة».
وأوضح أقطاي أن بلاده تتواصل مع المجتمع الدول من أجل مناقشة تبعات التدخل الروسي، وتجري مباحثات مع السعودية وقطر ودول الخليج من أجل تنسيق المواقف، وقال: «التدخل الروسي في سوريا يزعج الجميع في المنطقة»، لافتا إلى أن بلاده تتخذ كل التدابير اللازمة في هذا الإطار.
وهدد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، الاثنين، بأن بلاده ستفعل قواعد الاشتباك العسكرية أيا كانت الجهة التي تنتهك مجالها الجوي، وذلك بعد اعتراض طائرات حربية تركية مقاتلة روسية في المجال الجوي التركي فوق ولاية هطاي الحدودية، «وغادرتها باتجاه سوريا، بعد أن اعترضتها طائرتان حربيتان من طراز إف-16 من قواتنا الجوية»، بحسب السلطات التركية.
وقال في تصريحات تلفزيونية إن «قواعد الاشتباك لدينا واضحة أيا كانت الجهة التي تنتهك مجالنا الجوي»، مشيرا إلى أنه «وصلتنا اليوم معلومات من الجانب الروسي تفيد أن ما حدث لم يكن متعمدا، وتؤكد على احترام روسيا للحدود التركية، وعدم تكرار الواقعة مستقبلا».


وأضاف داود أوغلو: أن «القوات المسلحة التركية لديها أوامر واضحة. حتى لو كان طيرا محلقا فسيتم اعتراضه».
واستدعى وزير الخارجية التركية، فريدون سينيرلي أوغلو، السفير الروسي في أنقرة، وأبلغه احتجاج بلاده على انتهاك الطائرة الروسية للأجواء التركية، محذرا من تكرار حادثة الانتهاك.
ومنذ الجمعة الماضي، تشن الطائرات الروسية غارات جوية على مواقع لفصائل الثورة السورية وراح ضحيتها عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال، في حين قالت موسكو إنها تستهدف تنظيم «الدولة».
من جهته، أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس شتولتنبرغ، أنه سيعقد اجتماعا طارئا لمجلس الحلف، في وقت لاحق (أمس)، لمناقشة «الانتهاكات الروسية للمجال الجوي التركي».
وقال، في بيان أصدره الحلف، الاثنين، «إن تصرفات روسيا لا تساهم في أمن واستقرار المنطقة، وأدعوها إلى الاحترام التام للمجال الجوي للناتو، وتجنب تصعيد التوتر مع الحلف». داعيا موسكو إلى «اتخاذ الخطوات اللازمة لمواءمة جهودها مع جهود المجتمع الدولي في مكافحة تنظيم داعش».