عبدالعزيز السويد

لا تنتهي جعبة صالح والحوثي في اليمن من إطلاق المناورات السياسية كلما عظمت هزائمهم وانتصارات التحالف العربي المؤيد للشرعية، إعلان القبول بالقرار الأممي بالتعميم المعلن الذي يطلقونه بين فينة وأخرى هدفه التفاوض على تنفيذ هذا القرار، مجرد القبول بالتفاوض على التنفيذ يحقق أهداف صالح والحوثي، وفي وقت سابق كان مثل هذه المناورات السياسية هي الأدوات التي مكنت الحوثي بدعم من قوات صالح من السيطرة على اليمن من دماج حتى صنعاء، ما يعلن في الإعلام والاجتماعات السياسية يقابله تقدم وتمكين على الأرض، حتى أصبح الرئيس الشرعي والقصر الرئاسي بيد الحوثي، ليفرض الأخير شروطه وتعلن إيران التصريح الشهير أن طهران سيطرت على أربع عواصم عربية.

&

هل بقي مقعد في القطار لعلي عبدالله صالح؟ هل أصبح «المتراس» الحوثي الذي استخدمه عبئاً ثقيلاً عليه؟ هل يفكر بالتخلص منه إذا قدم له فرصة للخروج أم أنه سيناور كما تعود؟

&

في واقع الأمر يعتبر الرئيس السابق أكثر رؤساء دول «الربيع» العربي حظاً، لقد رزق بجيران من نوع مختلف حاولوا على مدى سنوات إيجاد مخرج مناسب له، على رغم ما في هذا المخرج من تعارض مع بعض مطالب اعتصامات اليمنيين في صنعاء، لكن الهدف كان محاولة تجنيب اليمن كوارث الخراب وفي الصورة مشاهد من العراق وسورية وليبيا، لكن المخلوع المحظوظ «أبى واستكبر»، ليستمر في مناوراته من تحت الطاولة، واستخدام الحوثي مع دعمه بقوات وصواريخ، مع إصرار على التدمير والقتل.

&

والقطار الذي أعلن صالح في زمن سابق أنه فات على خصومه يكاد يحترق هو فيه، لقد احتجز القطار في المحطة، استولى عليه بالقوة تارة وبالخداع تارة أخرى، ليتحول إلى سجين بداخله والسائق الحوثي قاده إلى طريق مسدود ليخسر كل الأوراق والمقاعد.

&

المثل الشعبي يقول: «أبوطبيع ما يخلي طبعه»، وقد تداخلت الصورة بين صالح والحوثي حتى أصبحا جسداً «وحشاً» وحيداً، يغذيه الدعم من دولة إرهابية جعلت من العراق دولة فاشلة، ومن سورية دولة مدمرة، فلا يمكن الركون إليه ولا القبول منه إلا بالاستسلام وتسليم الأسلحة.
&