& سعد بن عبدالقادر القويعي


وسط تصاعد موجات الإرهاب، وتحت خانة التوصيف الإرهابي، وزيادة مواجهة الكيانات الإرهابية، أكد رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية - الشيخ عبدالمنعم المشوح -، أن: «حملة السكينة المعنية بتعزيز الوسطية، ومواجهة الإرهاب في عالم الإنترنت، لاحظت تصاعدا في البث الإرهابي، والحضور المتطرف العنفي - خلال الأيام الماضية -، صادر من منصات تتبع تنظيم داعش الإرهابي، ومنصات تتبع أفرع تنظيم القاعدة». وتبدو خطورة هذا المنظور - في تقديري -، عندما تبدأ تلك السلوكيات، والمواقف بالازدواجية، والغموض، وعندها - فقط - ستتولد ظاهرة التطرف، والتعصب، والعنف، والتشدد، وهو ما يرجعه بعضهم إلى تنامي التعصب، والعنف الفكري في الفرد، حيثما يكون الفاعل مهووساً بشبكة تمثلات، وتخيلات تؤول إلى إشغال كل الفضاء الذهني، مع ابتعاد أي تطور يطرأ، أو طرأ عليه، وتسيطر على الفرد نوع من الوهم بقدرته على محاكاة الجميع - ضمن دائرة حقيقته المطلقة -.

حصار الحراك الإرهابي يحتاج إلى تعرية تنظيم داعش من الناحية الشرعية، والاجتماعية، والثقافية؛ حتى نتمكن من نسف عناصر قوة الاستقطاب، والجذب للشباب لديها؛ استناداً إلى المنظومة الفكرية، والعقدية - الدينية والسياسية - التي تحملها، كما تلك المعاني التي تمارسه بالأعمال المادية من قتل، واستبداد، وظلم اجتماعي.

إن منظومة الدماء التي تتفشى في هيكل المجتمعات الإسلامية، والعربية، هي بطبيعتها، وبنيتها السياسية، وخلفيتها الفكرية ترتكز على خلفية دينية عقدية، تقوم على التكفير الديني، والسياسي، واستطاعت أن تشكل مناخات لاستثارات مذهبية، وطائفية بما يخدم مصالح إستراتيجية العدو، وضد إستراتيجية الفعل المقاوم، لا لتحاربها، وإنما لتحارب بها عبر التأثير عليها بذكاء استخباراتي كبير.

هذه المشهديات الإرهابية، ومن خلال سياقاتها، وما تمخضته عنه من معطيات أثبتت أن الشخصية الداعشية، هي خلاصة مركزة للشخصية الإرهابية، القائمة على بناء تحالفات سياسية وفق أجندة خارجية، والذي ابتكر صانعوه أسلحة مختلفة، يتم استخدامها يوميا في انتظار تصعيد آخر. وحين نقول: إن داعش وريث شرعي لإرهاب دول إقليمية، ودولية، فهو- بلا شك - يعتبر عار القرن الحادي والعشرين، ومفاجأة الألفية الجديدة، بل والممثل الأهم للفوضى الخلاقة التي نعيشها - اليوم - في المنطقة؛ ولتنوي التحول بعد ذلك إلى دولة عابرة لحدود الدول التقليدية - كما يزعمون -، والتي رسمها سايكس - بيكو.

لعل ما يجري - اليوم - يدفعنا إلى استحضار الواقع، - وتحديداً - انتشاره عبر أدواته المفضلة «الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي»؛ حتى يصح عليه أنه ماض في شعار: «باقية، وتتمدد»؛ ولأنها نجحت في هزصورة الحراك السوري، وتحولها إلى فصائل إرهابية تهدد شعوب، وأنظمة حكم المنطقة، فإن عنف المنظمات الإرهابية يشكل انتهاكاً صارخاً، متضمناً ممارسات وحشية، لا تقل قسوة عن أزمنة العصورالوسطى، إن لم تتجاوزها تفنناً، وتقنية، وبشاعة.